تعد جامعات سويسرية، في طليعتها جامعتا «زيوريخ» و «جنيف»، جدول عمل مالياً استراتيجياً للعام المقبل يساعدها في إصدار سندات مالية، على غرار بعض الجامعات البريطانية. فعلى سبيل المثال، أقدمت جامعة «كامبردج» البريطانية، وهي من الأعرق في العالم، على بيع أول دفعة من سنداتها المالية بقيمة إجمالية بلغت 350 مليون جنيه إسترليني (560.4 مليون دولار)، في حين أن القيمة الكلية لطلبات شرائها تجاوزت 1.5 بليون. وأشار خبراء في البورصات الغربية إلى أن مردود هذه السندات التي تستحق بعد 40 سنة، يرسو على 3.75 في المئة، أي 0.6 في المئة أكثر من مردود سندات الخزينة البريطانية. أما في ما يتعلق بحليف هذه السندات الجامعية البريطانية، أي شركة «موديز» للتصنيف الائتماني، فمنحت هذه السندات درجة «AAA» الممتازة. ونظراً إلى نسب الفوائد المتدنية تستغل جامعة «كامبردج» هذه الفرصة التاريخية للحصول على تمويل مالي إضافي بكلفة زهيدة، ما يثير إعجاب الجامعات السويسرية التي تبحث عن بدائل لتمويل مختبراتها ونشاطاتها وبحوثها ومجمعات بيوت الطلاب. وأشار خبراء مال سويسريون إلى أن سوق الدين لم تكن سابقاً الطريق المألوف للجامعات الأوروبية والسويسرية، على عكس ما يجري لدى الجامعات الأميركية التي تعتبر بيع السندات أمراً طبيعياً، ومنها جامعتا «كولومبيا» و «ستانفورد» اللتان تبيعان سنداتهما سنوياً في شكل نظامي لتقوية عمليات التمويل التي تأتي عادة من المنظمات الحكومية. أما في أوروبا، فيُعتبر طرح السندات الجامعية نادراً، إذ إن جامعتين فقط نفذتاه حتى الآن، وهما «كامبردج» و «دي مونتفور يونيفرسيتي» في مدينة لايسستر. ويُذكر أن الجامعات الأوروبية تتلقى تمويلاً حكومياً أضعف من نظيراتها الأميركية، في حين تشير جمعيات المستثمرين السويسريين إلى أن بيع السندات الجامعية البريطانية والسويسرية سيلقى صدًى جيداً في صفوف المستثمرين الذين يبحثون عن سندات ذات ميزتين، الأولى درجة تصنيف عالمي ممتاز، والثانية تتعلق بالمردود الذي يجب أن يكون أفضل مما تعرضه السندات الحكومية. وبعكس درجة تصنيف بريطانيا الائتماني المهدد بالتآكل، تتمايز سندات جامعة «كامبردج» بسمعة عالمية صلبة، بينما يُتوقع أن تكون سندات بعض الجامعات السويسرية مدعومة من أكبر مصرفين سويسريين وهما «يو بي إس» و «كريديه سويس»، إضافة إلى ترويجها دولياً من قبل المؤسسات المالية الحكومية التي تخطط لتنظيم لقاءات مع جمعيات المستثمرين في سويسرا لتحقيق النجاح السوقي المنشود للقيمة الإجمالية لبيع السندات الجامعية لترسو على 200 مليون فرنك حداً أدنى.