فيما تحاصر المياه الآسنة مركزاً للشرطة يقع في حي السمراء في مدينة حائل منذ أكثر من خمسة أعوام، لتحول المنطقة القريبة منه إلى أشبه بالبحيرات الصغيرة من مياه الصرف الصحي، قرر بعض أهالي الحي النزوح عن منازلهم، كونهم باتوا يستنشقون بشكل يومي روائح كريهة وضارة على صحتهمبسبب عدم تجاوب المديرية العامة للمياه في المنطقة لمعالجة المشكلة، بحسب أقوال عدد من الأهالي، الذين وصفوا حيهم بالمنسي والساقط من حسابات أمانة المنطقة، مطالبين الأمانة بالتدخل العاجل وتوفير الخدمات الأساسية للحي. وقال أحد سكان الحي فلاح الرشيدي: «إن تدفق مياه الصرف الصحي في شوارع الحي، وكأنها أشبه ببحيرات صغيرة، لأن المياه ملوثة جداً، وتنبعث منها رائحة كريهة جداً، وهو ما تسبب في تزايد أعداد مختلف أنواع الحشرات، ولعل أبرزها البعوض الذي ينتشر بأعداد كبيرة جداً في منازلنا وهو ما قد يسبب حدوث أوبئة وأمراض لأطفالنا»، فيما ذكر المواطن عايض الرشيدي أن الحي الذي يعد من أقدم الأحياء بالمدينة (منذ أكثر من 20 عاماً)، لم يحظ بالاهتمام المطلوب، إذ ينقصه الكثير من الخدمات الأساسية، مثل مشروع الصرف الصحي، إضافة إلى افتقاده الحدائق والمتنزهات العامة، على رغم توافرها في الكثير من الأحياء الواقعة بالمخططات الجديدة، التي توجد فيها كل الخدمات قبل اكتمالها بحي السمراء. وأشار أحد سكان الحي منصور الرشيدي إلى أن تجمع مياه الصرف الصحي أمام مركز شرطة عيرف يمثل معاناة لجيران المركز منذ سنوات عدة، على رغم الشكاوى المتكررة للجهات المعنية، ولا يعلم ما هي الأسباب الحقيقية وراء تجاهل مطالب أهالي الحي، لافتاً إلى أن الحي أصبح عبارة عن مستنقعات وبرك خضراء بسبب تجمع هذه المياه لفترات طويلة، ما يمثل خطراً على الأهالي، خصوصاً الأطفال وكبار السن الذين يصعب عليهم الذهاب إلى المسجد لأداء الفريضة بسبب تجمع مياه الصرف المستمر أمام المسجد القريب من مركز الشرطة. وأوضح المدير العام لفرع المديرية العامة للمياه في منطقة حائل المهندس سامي العامر، أن طبيعة حي السمراء ساعدت في حدوث هذه المشكلة، نتيجة انخفاض الحي عموماً وشارع العشرين خصوصاً، كذلك نوعية التربة، ما يجعل التسريبات التي تخرج من المنازل أو البيارات تتجه إلى هذا الشارع، إضافة إلى وجود بعض الحفر في هذا الشارع التي تتسبب في تجمع المياه المنقولة، مشيراً إلى أنه يجري التنسيق مع الأمانة لمحاولة معالجتها موقتاً لحين الانتهاء من الأعمال الأخرى لتتم إعادة سفلتته بالكامل، وأن المديرية اهتمت به منذ أن تسلمت مهمة نزح مياه الصرف الصحي قبل ما يقارب العام، بنزح بيارات المواطنين مجاناً. وأضاف أنه سيتم فور الانتهاء من تنفيذ الخط الناقل للصرف الصحي البدء في تنفيذ شبكة للصرف بهذا الحي، وأنه تم تأجيل التنفيذ بهذا الحي، لكون التنفيذ يصاحبه عند تمديد الخطوط مروره بالبيارات المنفذة في الشوارع، ما يترتب عليه الاضطرار لكسر البيارات، وبالتالي تصغير حجمها، مشيراً إلى أنه سيتم التنفيذ والربط للمنازل في آن واحد بعد الانتهاء من تنفيذ الخط الناقل في هذه المنطقة، والمتوقع الانتهاء منه في الفترة القريبة المقبلة. من جانبهم، اشتكى عدد من رجال الأمن في مركز شرطة عيرف (فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم) من تناثر عشرات الحفريات في الطريق المؤدي إلى المركز التي تهدد بتلف مركباتهم، كون عمق الحفرة الواحدة منها يبلغ قرابة نص المتر، وعرضها يصل إلى ثلاثة أمتار، ليقوموا بإيقاف سياراتهم على مسافة بعيدة عن المركز، مطالبين المسؤولين والجهات المعنية بسرعة معالجة الوضع، لاسيما وأن المشكلة قائمة منذ أعوام ولم يتم حلها. من جانبها، خاطبت «الحياة» أمانة منطقة حائل لمعرفة أسباب تأخر إعادة سفلتة الطريق المجاور لمركز الشرطة، إلا أن الناطق الإعلامي بأمانة المنطقة بشير السميحان رفض التعليق حول الموضوع، بحجة أنه خارج العمل لقضاء إجازته. اختصاصي يؤكد تسببها ب «الكوليرا والملاريا»