نفى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نائب الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» عبد الرحيم ملّوح، نقلَ الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات إلى المستشفى عقب تدهور حالته الصحية، في وقت تجري الاستعدادات على قدم وساق في قطاع غزة لاستقبال 293 أسيراً محرراً، من بينهم 130 «غزياً». وقال إن محامي سعدات «أبلغنا صباح اليوم (أمس) أن سعدات (الذي لم تشمله صفقة تبادل الأسرى) والمضرب في عزله عن الطعام منذ 21 يوماً، لا يزال في عزله، ولم يتم نقله إلى مستشفى سجن الرملة كما أشيع اخيراً». من جهة أخرى، حمّل عضو اللجنة المركزية للجبهة جميل مزهر، الاحتلالَ الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة سعدات، وقال: «في حال تعرضت حياة سعدات لأي خطر، سيكون رد الجبهة الشعبية والفصائل وشعبنا قاسياً جداً». وعبر في تصريح عن قلقه البالغ إزاء تدهور حالته، خصوصاً انه يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام. الى ذلك، قالت مصادر فلسطينية ل «الحياة»، إنه «تم حجز غرف في عدد من الفنادق في مدينة غزة لإقامة الأسرى ال163 من الضفة الغربية المبعدين الى القطاع موقتاً، حتى يتسنى ايجاد منازل دائمة لهم». وأضافت أن حركة «حماس رصدت الموازنات المالية اللازمة لذلك». وأوضحت أن «اسرى غزة سيعودون الى منازلهم في أعقاب الاحتفال الوطني الضخم الذي سينظم لكل الأسرى، فيما ستُنصب خيمة لاحقاً لأسرى الضفة كي يتمكنوا من استقبال المهنئين من أهالي القطاع». وأشارت الى أن «الأسرى جميعاً سيرتدون قبعة بيضاء تحمل علم فلسطين، فيما سيضع كل أسير على رقبته وصدره علماً فلسطينياً ايضاً وليس شارات حماس». وأصدرت «حماس» أمس تعليمات عممتها على الصحافيين، حددت فيها «معبر رفح ومحيطه بمساحة كيلومتر، منطقة أمنية مغلقة يحظر على الصحافيين دخولها». وأضافت: «سيتم توزيع ترددات خاصة بنقل ما يجري من مراسم داخل معبر رفح، وتوزيع صور فوتوغرافية لما يجري داخل المعبر». وحددت التغطية الإعلامية المسموح بها لموكب الأسرى الذي تبدأ من «دوار بني سهيلة في محافظة خان يونس وصولاً الى ساحة الكتيبة الخضراء» في مدينة غزة. وتبعد بلدة بني سهيلة عن معبر رفح نحو 10 كيلومترات. وأغضبت هذه الإجراءات الصحافيين الذين لن يتمكنوا من تغطية الحدث التاريخي الذي لن يتكرر، باستثناء السماح لشركة اعلامية تابعة للحركة وصحافيين واعلاميين منتمين اليها بالدخول الى المعبر. ووزعت الحركة على الصحافيين أمس «بطاقات (صحافية) لتغطية المهرجان لتسهيل عمل الصحافيين في أرض مهرجان الكتيبة فقط». في غضون ذلك، يسابق مقاول وعماله الزمن لإنجاز منصة ضخمة تعدها «حماس» في «ساحة الكتيبة» لاستقبال الأسرى المحررين ضمن الصفقة التي أطلقت عليها «وفاء الأحرار». وسيتمكن نحو 300 أسير محرر وعدد من القيادات فقط من الصعود الى المنصة البالغة مساحتها نحو ألف متر مربع. وستزين خلفية المنصة صورة ضخمة تجسد «عملية الوهم المتبدد»، التي أسر خلالها مقاتلون من «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» الجنديَّ الاسرائيلي غلعاد شاليت في عملية فدائية نوعية قتل خلالها جنديان آخران في موقع كرم أبو سالم العسكري جنوب شرقي مدينة رفح جنوب القطاع. والمفارقة أن الأسرى المحررين سيمرون من طريق قريبة من مكان العملية في طريقهم الى معبر رفح القريب من معبر كرم أبو سالم، قبل أن ينتقلوا الى مصر ومن ثم الى غزة.