استقبل مئات آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة أمس 477 فلسطينياً أفرجت عنهم اسرائيل في مقابل إطلاق الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت بفرحة شعبية، فيما اعتبرته اسرائيل بانه «يوم مشهود»ً بعودة جنديها الأسير في غزة منذ 64 شهراً، في إطار صفقة التبادل مع حركة «حماس». ولم ينس رئيس الوزراء بنيامين ناتنياهو اطلاق تهديدات ضد من يعود الى العمليات. وكشف رئيس كتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكري للحركة، أحمد الجعبري، الذي ترأس الجانب الفلسطيني في المفاوضات، ان «الأسرى المحررين مسؤولون عن مقتل 596 اسرائيلياً». وكشف الأسير أيمن ابو خليل ان «الصفقة كادت ان تتوقف قبل يومين بعدما طلبت اسرائيل من الأسرى التوقيع على ورقة بنبذ الارهاب وعدم تنفيذ أي عمل عدائي ضد اسرائيل»، موضحاً ان «تل أبيب رضخت للأمر الواقع بعدما رفض الأسرى توقيع هذا التعهد». وكان شاليت اعرب عن أمله، في تصريح الى التلفزيون المصري في القاهرة، بأن «تسهم صفقة تبادل الاسرى في تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين»، متمنياً إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين، ومؤكداً ان «حماس» أحسنت معاملته خلال أسره. وشهد المحررون من السجون الاسرائيلية استقبالاً حافلاً في غزة حيث احتشد نحو 200 ألف شخص منذ الصباح في ساحة الكتيبة في مركز المدينة، بعدما تم استقبال العائدين رسمياً في معبر رفح الحدودي مع مصر بحضور اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة «حماس». وأبرز الأسرى المحررين القيادي في «حماس» يحيى السنوار. وفي رام الله احتشد عشرات الآلاف في مقر الرئاسة الفلسطيني لتحية المحررين لدى وصولهم الى الضفة الغربية. والقى كل من الرئيس الفلسطيني وحسن يوسف القيادي في «حماس» خطابين في اظهار نادر للوحدة الوطنية. وفي القاهرة، وصف رئيس المكتب السياسي ل»حماس» خالد مشعل إنجاز صفقة التبادل بأنه «يوم عظيم لإنقاذنا المئات من أبناء شعبنا الذين لهم دين في رقابنا». واضاف: «نحن فخورون، لأننا أنجزنا الصفقة بتضحية من شعبنا وصلابة المفاوض الفلسطيني ويقظته، وفاعلية الوسيط المصري والإدارة الأمنية لكتائب القسَّام، والعيون اليقظة في غزة التي أخفت أي معلومة عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية». ورفض الاتهامات بان الصفقة فئوية، وقال: «انها صفقة وطنية وشاملة لكل القوى والفصائل» وتعهد بالافراج عن الاسرى الباقين. واشار الى لقاء سيجمعه قريباً بالرئيس محمود عباس وقال: «اعتقد أنه بعد الصفقة، سيكون اللقاء قوة دافعة لإنجاز المصالحة بكل ملفاتها». وفي غزة، قال اسماعيل هنية إن الحركة «رفضت المساومة على حرية الأسرى الأبطال، وفضلت الموت على المساومة». ووصف في كلمته خلال مهرجان لاستقبال الأسرى المحررين مساء بأنه «يوم من أيام الله». وقال: «حملنا الشهداء في الحرب على غزة وهم يبحثون عن شاليت، لكن العدو انكفأ، ونحن اليوم ننتصر». وأضاف «وضعنا الخلاف (السياسي) والانقسام خلف ظهورنا من أجل هؤلاء الابطال». واعتبر أن «الصفقة جاءت لتقول أن حدود فلسطين هي حدود الصفقة ذاتها». وشدد على أن «الصفقة نقطة تحول استراتيجي في الصراع تثبت وحدة الأرض والشعب». واتهم هنية أطرافاً عدة محلية وخارجية، لم يسمها، بأنها «حاولت خطف شاليت بثمن بخس، وقالوا إن حماس ارتكبت مغامرة»، معتبراً أن «هؤلاء الأبطال (المحررين) يستحقون كل المغامرات». ومع إطلاق شاليت و477 فلسطينياً أمس تم بنجاح تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بوساطة مصرية وتضم 1027 اسيراً. ونقل اكثر من 100 من الأسرى الذين اطلق سراحهم الى الضفة الغربية. ونقل الباقون الى غزة بخلاف 41 من المقرر ان ينتقلوا جواً من القاهرة الى المنفى في تركيا وسورية وقطر. وعلمت «الحياة» ان 3 طائرات أقلعت مساء أمس من القاهرة الى كل من أنقرة ودمشق والدوحة تقل الأسرى المبعدين ورافق القيادي في «حماس» عزت الرشق الطائرة المتجهة الى الدوحة. في غضون ذلك، واصل الأمين العام ل»الجبهة الشعبية» أحمد سعدات إضرابه عن الطعام لليوم ال 22 على التوالي «حتى تحقيق مطالب الأسرى العادلة» على رغم تدهور حالته الصحية في مستشفى سجن الرملة أمس. وعبرت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة عن خشيتها من «ترحيل قسري» لبعض الأسرى الفلسطينيين الذين اطلقت اسرائيل سراحهم بسبب عدم اختيارهم مكان الافراج عنهم. ورحب الرئيس باراك اوباما ووزير الخارجية هيلاري كلينتون بالافراج عن شاليت فقط.