ما هو الثابت؟ الثابت هو ما لا يمكن أن يتغير في الواقع مثل الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بكتبه ورسله، وهي العقائد الدينية وليست المعتقدات الشخصية. ما هي الثوابت؟ الثوابت تلك التي يتفق عليها الجميع ويؤمنون بها، مسلمين ومسيحيين وغيرهم، ولكن فيها ارتباط بمفاهيم تتعلق بالدنيا وبالتشريعات الدينية. أمثلتها: أرض فلسطين ثابتة من الثوابت من بحرها الى نهرها وهي من الثوابت الوطنية، حق عودة اللاجئين من الثوابت الوطنية. الزي والعلم الفلسطيني، العادات والتقاليد والثقافة الشعبية الفلسطينية تلك التي تعبر عن الهوية الفلسطينية. والجهاد في سبيل الله من الشرائع الدينية كي تتحرر أرض فلسطين، إلا أن لها ضوابط ونواهب شرعية، إذ حددها بعدم هلاك الأمة. لأن السجين رهين سجانه، لا يستطيع إلا بنصرة بلاد المسلمين له حتى خلاصه من الغاصب لأرضه. وهنا أريد التأكيد أن الشعب الفلسطيني لم يتمكن من الخلاص من الاستعمار ومن الاحتلال، فاجتهد بالنضال، وطلب نصرة المسلمين له، ولم يستجب له بالقدر الصحيح والكافي، على مر السنوات الماضية. ما هو المتغير؟ احتلال إسرائيل أراضي فلسطين، متغير سياسي، عسكري، أمني، جغرافي، اجتماعي. المتغيرات الدخيلة: كل عامل دخيل يغيِّر من معادلات الواقع الراهن مثل القوة المستحدثة لكل طرف بظروف جديدة، الإطار الإقليمي، الدعم الإقليمي. المتغيرات العامة: كل العوامل التي تغير الواقع وتتفاعل معه، وتنتجه في شكل جديد. فاحتلال إسرائيل أرض فلسطين أوجد وقائع جديدة على الأرض، مسّ الواقع، لكن هذا الواقع تغير بفعل العوامل المحيطة. أي ان الواقع تغير، على رغم أننا ندرك ونشعر ونسعى الى حماية الثوابت. ويأتي دور أهل العلم من الدعاة، وعلماء الفكر والثقافة، في إدراك الكليات والجزئيات لتحسين الواقع وترشيده، لا تأزيمه وتمزيقه وتضليل الناس، أو استغلال الدين وهو من المفاهيم الثابتة في معالجة المتغيرات المتحركة. فأرض فلسطين ثابتة بطولها وعرضها، على رغم تغير الوقائع عليه سكانياً، وعسكرياً، وأمنياً. تكييف الدين: إنه من المرفوض قطعاً تطويع الدين والتشريع لخدمة الأغراض السياسية وغيرها. فشرع الله يؤخذ كما هو، ولا يجوز تكييف الدين وتطويعه لخدمة الأغراض السياسية والدنيوية، وإلا أصبح بهذه الطريقة من المتغيرات وليس من الثوابت. ولا يحق للبشر تطويع الدين لتحقيق منافع خاصة. مازن حمدونه - بريد الكتروني