الصفحة: 10 - السياسية تقلل المصادر الأوروبية من أهمية اقتراح الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بحث فكرة تخصيب اليورانيوم خارج بلاده وتؤكد أن المهم حالياً أن توقف طهران عمليات التخصيب، وهو ما لم تفعله حتى الآن ما سيدفع مجلس الأمن الى بحث خيار العقوبات الإضافية إثر التقرير الذي سيقدمه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى الدول الست الكبرى نهاية الشهر الجاري. ويرى سولانا"وجود فرصة لعقد اللقاء مع المفاوضين الإيرانيين خلال أيام"، وذلك قبل انشغال وفد الاتحاد الأوروبي بمؤتمر انابوليس حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وكشف ديبلوماسي أوروبي ل"الحياة"ان"المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي والدكتور علي لاريجاني رفضا في لقائهما مع سولانا في روما الشهر الماضي الاستجابة لطلب المجموعة الدولية وقف تخصيب اليورانيوم. ووصف التقرير الأخير الذي قدمه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي عن البرنامج النووي الإيراني بأنه"بمثابة الكأس التي لا ترى الدول الغربية إلا نصفها الفارغ، بينما يرى آخرون النصف المملوء"، علماً أن التقرير أكد امتلاك إيران 3000 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم بنسب ضعيفة"لا تكفي لصنع وقود ثقيل لإنتاج قنبلة نووية". واستنتج الديبلوماسي الأوروبي ان"التجربة دلت على أن إيران تفتح ملفاتها للخبراء الدوليين بعد تزايد الضغط الدولي عليها"، فيما رأى ان"استمرار رفض كل من موسكو وبكين فرض عقوبات إضافية سيدفع الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا الى العمل لإصدار العقوبات خارج إطار الأممالمتحدة". وأعلن انطونيو ميسيرولي مدير مركز السياسة الأوروبية في بروكسيل ان"الموقف الأوروبي لم يبلغ درجة الانسجام حول تشديد العقوبات على إيران". ولفت إلى أهمية إعلان الرئيس الإيراني على هامش قمة الدول المصدرة للنفط أوبك في السعودية استعداده لبحث فكرة تخصيب اليورانيوم خارج إيران. لكن مسؤولين أوروبيين لم يروا في التصريح تغيراً في موقف طهران"لأن عملية التخصيب متواصلة حالياً، وتعيق المفاوضات الدولية". وقال سولانا في محاضرة ألقاها في مدريد إن"انعدام الثقة يمثل المشكلة الرئيسية مع إيران. فهي تقول إن برنامجها يهدف الى بناء قدرات تبلغ 20 ألف ميغاوات". وأضاف:"باستثناء الاتفاق المبرم مع روسيا حول بناء مفاعل تعهدت موسكو تزويده الوقود النووي، فلم توقع طهران أي اتفاق ولم تضع خطة بناء 15 مفاعل لتأمين تنفيذ أهداف برنامجها النووي. فهي لا تفعل إلا تخصيب اليورانيوم، لذا تراها مثل الذي ينتج البنزين قبل شراء السيارة".