رأى مسؤولون في الدول الأعضاء في "منظمة الدول المنتجة للنفط" أوبك أمس ان سعر برميل النفط أدنى مما يجب بسبب الضعف الكبير الذي انتاب الدولار في أسواق المال العالمية. ومع توافد زعماء هذه الدول إلى الرياض لحضور القمة الثالثة للمنظمة التي افتتح أعمالها أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جدد هؤلاء المسؤولون القول ان السياسات الإنتاجية للمنظمة لن تُبحث في القمة بل في الاجتماع الوزاري العادي في 5 كانون الأول ديسمبر من دون ان يعني ذلك ان الإنتاج سيُزاد. ونقلت"وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية"إرنا عن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد قوله ان"أسعار المصادر الأحفورية للطاقة أقل من سعرها الحقيقي". وجاءت تصريحاته في طهران قبل مغادرتها في أول زيارة الى البحرين يتجه بعدها لحضور قمة زعماء"أوبك"في الرياض. وقال وزير شؤون النفط والغاز البحريني عبد الحسين بن علي ميرزا لصحافيين في المنامة ان"سعر النفط مقوم بأقل من قيمته بسبب سعر صرف الدولار". وامتنع عن قول ما هي القيمة العادلة المتصورة لسعر النفط. وحذر وزير النفط النيجيري أودين أغوموغوبيا في مؤتمر صحافي في الرياض من احتمال ان تقلص أسعار النفط المرتفعة الطلب على النفط، مشيراً الى ان الأسعار لا تعكس العوامل الاساسية في السوق. وفي حديث إلى"الحياة"، قال وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل ان أهمية القمة"تكمن في انعقادها الذي كان يجب ان يحصل قبل سنتين"، مؤكداً"جدية المنظمة في التزاماتها منذ القمة الماضية في كاراكاس"ومشيراً إلى ان القمة، المقررة كل خمس سنوات، ستُعقد المرة المقبلة في ليبيا. وإذ شدد على ان القمة لن تبحث في السياسة الإنتاجية للمنظمة ولن تؤثر بالتالي في الأسواق أو الأسعار، مكرراً موقفاً أعلنه سابقاً هو ونظراء له بأن الارتفاع يعود إلى عوامل السوق لا إلى نقص في الإمدادات. وقال:"في حال رفعت أوبك الإنتاج، فذلك سيطمئن الناس فقط، ولن يخفض الأسعار". وتناول الخبير النفطي بوبير مابرو، رئيس"ندوة أكسفورد لدراسات الطاقة"، في حديث إلى"الحياة"نتائج الندوة التي عُقدت الخميس والجمعة الماضيين قبيل القمة وضمت وزراء"أوبك"وخبراء نفطيين عالميين، منهم مابرو نفسه، فقال:"لقد أثار الحضور قضايا مهمة جداً في جو جيد، ما جعلها ندوة ناجحة. وتشمل القضايا الأسعار وتقلبها لأسباب بعضها نفطي وبعضها مالي، ومشكلة البيئة والحلول المقترحة لها، كتقنية حبس الكربون العالية التكلفة". وفيما طالب الخبير الأمانة العامة لپ"أوبك"بدراسة العوامل المؤثرة في الأسعار لتحديد حجم كل عامل، أكد ان من واجب الدول الصناعية الاستثمار بكثافة في حلول لمشاكل التلوث. وقال ان النقص في المعروض لا ينجم عن نقص في الإنتاج بل عن نقص في التكرير، خصوصاً في الدول المستهلكة.