سادت قناعة أمس بين وزراء النفظ في منظمة البلدان المصدرة للنفط"أوبك"، عشية اجتماعهم في الكويت، بأنه لا داعي لتغيير مستوى انتاج المنظمة. وهذا ما أكده مجدداً وزير النفط السعودي علي النعيمي فور وصوله الى الكويت من كندا صباحاً، الذي تملك دولته الطاقة الانتاجية الزائدة الأساسية في"أوبك"وهي بحدود 1.5 مليون برميل في اليوم. وقال رئيس المنظمة وزير نفط الكويت الشيخ أحمد الفهد الصباح إن هناك وفاقاً بين زملائه على ابقاء مستوى الانتاج على حاله، أي 28 مليون برميل في اليوم باستثناء العراق الذي ما زال خارج الحصص وينتج حالياً مليوني برميل في اليوم. ولاحظ الشيخ الصباح أن مستويات أسعار بحدود 50 دولاراً للبرميل أظهرت أنها لم تؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي. الى ذلك، كان الحدث أمس في أوساط المنظمة نجاح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الحصول أخيراً على موافقة مجلس الشورى الإيراني على تعيين وزير للنفط، هو علي كاظم وزيري هامانه، وذلك بعدما رفض ثلاث مرات تعيين شخصية من خارج القطاع النفطي. ورحب رئيس"أوبك"بالوزير الجديد، منوهاً بخبرته التي اكتسبها من خلال عمله في الصناعة النفطية الإيرانية، إذ عمل في وزارة النفط مدة 30 عاماً، تولى خلالها منصب نائب الوزير. وقال مصدر إيراني مسؤول ل"الحياة"إن هذا التعيين يشير الى أن الرئيس الإيراني لا يستطيع التفرد في سياسة محافظة وتطبيقها في القطاع النفطي، وانه اضطر في النهاية لتسمية وزير تقني يحصل على موافقة من المحافظين والمعتدلين في المجلس. واعتبر الخبير النفطي رئيس ندوة أوكسفورد لدراسات الطاقة روبير مابرو في حديث الى"الحياة"في الكويت ان السوق النفطية والمتعاملين يهتمون بشكل كبير بالوفاق بين بلدان"أوبك"، وانه في حال حصول خلاف، فإن السوق تتأثر حتى لو كانت القرارات سليمة من ناحية الانتاج. ولاحظ ان هذا ما قد يحصل إذا كانت إيران تريد اتخاذ مواقف غير مقبولة نتيجة تغيير السياسة فيها، أو في حال ظهرت خلافات علنية معها. الى ذلك، تحدث الى"الحياة"الدكتور عدنان شهاب الدين، الأمين العام ل"أوبك"بالوكالة ومرشح السعودية والكويت لتولي الأمانة العامة، عن وضع السوق والأسعار، فرأى أن السوق في وضع أفضل من السابق من حيث التوازن بين العرض والطلب، إن لم يكن هناك بعض الفائض. ولكنه أشار الى زيادة في الطلب خلال هذا الشتاء الذي قد يكون، بحسب التوقعات، أبرد من المعتاد، مما قد يضغط على الأسعار، خصوصاً على بعض أنواع الوقود. وقال شهاب الدين إن هذا هو السبب لارتفاع الأسعار الذي شهدته"أوبك"أخيراً، في حين أن الأسعار شهدت اعتدالاً في الأسابيع الماضية، وانخفضت بحدود 20 في المئة. وأضاف انه من المبكر حالياً التركيز على الربع الثاني من السنة، لأن الأهم هو تطمين الأسواق الى أن هناك سعة انتاجية كافية وصلت حالياً الى حوالي مليوني ونصف مليون برميل في اليوم. كما أن السعة الانتاجية ل"أوبك"ستزيد مليون برميل في اليوم بشكل عام لتصل الى 33.5 مليون. وقال إن تطمين الأسواق ودراسة سبل الوصول الى هذا الهدف سيحتلان الجزء الكبير من المناقشة في مؤتمر"أوبك"اليوم. ورأى شهاب الدين أن المشكلة لا تكمن في احتمال شتاء بارد، وإنما في المصافي المعطلة في الولاياتالمتحدة، لأن بعضها لن يعود الى العمل بشكل كامل حتى نهاية الربع الثاني من السنة المقبلة. وكرر"أن سعر سلة نفوط أوبك ب50 دولار لم يكن له تأثير يُذكر على الاقتصاد العالمي الذي أصبح قوياً في نهاية 2005 أكثر مما كان متوقعاً في بداية السنة". وقال إنه من المتوقع أن يكون النمو الاقتصادي في 2006 بالوتيرة نفسها. وكرر"ان الاقتصاد العالمي متكيّف مع سعر سلة أوبك بحدود 50 دولاراً. واننا نرى أن الاتجاه الذي ساد في بعض الفترات من هذا العام وصولاً الى 70 دولاراً كان مقلقاً بعض الشيء، لكن وجود المؤشرات الكافية مع الاعتدال الذي طرأ على الأسواق مؤشر مطمئن".