أكد الرئيس الأعلى لحزب "الكتائب" اللبنانية امين الجميل ان التعاون مع رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية "سيحفظ الاستحقاق الرئاسي ولبنان ككل وبقدر ما نعزز رئاسة الجمهورية نعزز السيادة الوطنية وكرامة الشعب"، مشدداً على بذل كل الجهود المطلوبة في الايام المتبقية لانتخاب رئيس في المهل الدستورية. وكان الجميل التقى فرنجية بصورة مفاجئة ليل اول من امس، في جامعة سيدة اللويزة. والتقى غداة اللقاء النائب غسان تويني وأجرى اتصالاً هاتفياً بكل من رئيس"كتلة المستقبل"النيابية سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"سمير جعجع. ووصف مستشار الجميل سليم الصايغ لقاء الجميل - فرنجية بأنه استكمال لمبادرة كان أطلقها الجميل امام الرابطة المارونية بعد انتخابات المتن، طالباً فيها اعادة التوازن بين الأفرقاء كافة. ونفى الصايغ معلومات صحافية عن طرح الجميل خلال اللقاء مع فرنجية تشكيل حكومة انتقالية برئاسته، مؤكداً ان"هذا اللقاء الثنائي ليس الا لقاء تأسيسياً للقاءات اخرى، واليوم تتسع الطريق لإمكان لقاءات تجمع كل الاقطاب". واكد مكتب الجميل في بيان ان اللقاء"ركز على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وسبل الحفاظ على دور المسيحيين في المشاركة الفاعلة في السلطة، وهو ما أشار اليه البيان المشترك الصادر عن اللقاء". البيان المشترك وكان صدر عن اللقاء بيان مشترك اعتبر الطرفان فيه"ان المرحلة التي نمر بها كطائفة وكوطن إستثنائية"، وأعلنا"ان مقام رئاسة الجمهورية هو الموقع الدستوري الأبرز للمسيحيين من خلاله يحققون المشاركة الفاعلة في السلطة، فما تبقى من صلاحيات بعد الطائف، لا يستطيع أن يمارسها سوى رئيس ذي امتداد شعبي، قادر ومسؤول، يلتزم حرية لبنان وسيادته واستقلاله، ويحافظ على نقاط قوة لبنان ويؤمن بثوابت الكنيسة المارونية". وأشار البيان الى ان قانون الانتخاب"شكل، ويشكل هاجساً وجودياً لدى مسيحيي لبنان، ومطلوب اليوم من القادة المسيحيين، في أي موقع سياسي كانوا، أن يقدموا على السير في إقرار قانون يؤمن التمثيل الصحيح"، ولفت الى"ان الحفاظ على لبنان الوطن الرسالة، يفرض على جميع الأفرقاء احترام الميثاق الذي قام عليه، والذي يقتضي خصوصاً تثبيت أبنائه في مناطقهم عبر إحترام مبدأي الإنماء المتوازن واللامركزية الإدارية، وإقفال ملف المهجرين نهائياً". وشدد البيان على"الحاجة الماسة الى جمع القادة المسيحيين في ما بينهم على طريقة واضحة وديموقراطية وسليمة لحل النزاعات التي من الممكن أن تنشأ مستقبلاً. ومن الضروري رسم سياسة إستراتيجية واضحة وملزمة للجميع، في الأمور والمحطات المصيرية والخطوط العريضة، وترك الحرية للأحزاب والتيارات في ممارسة حق الاختلاف الديموقراطي في الحياة السياسية اليومية وتفاصيلها". وأعاد الفريقان"تأكيد التزامهما مبادرتي بكركي والرئيس نبيه بري، واتفقا على استكمال هذا اللقاء وتوسيعه لما فيه مصلحة الطائفة والوطن". وشدّد الجميل بعد اللقاء على عمق العلاقة مع آل فرنجية ومع الرئيس سليمان فرنجبة الذي"كانت له اياد بيضاء على البلد في أحلك الظروف". وقال:"نحن لا ننسى انه كان الدعامة الأساسية لمؤتمري جنيف ولوزان للحفاظ على المسيرة الوطنية وعلى موقع الرئاسة وصلاحياتها. ونحن نعترف له بهذا الجميل ونأمل بأن نستمر بالتعاون المخلص والصادق مع أخينا الوزير سليمان، وهذا التعاون سيحفظ الاستحقاق الرئاسي ولبنان ككل، فبقدر ما نعزز رئاسة الجمهورية نكون نعزز السيادة الوطنية وكرامة الشعب اللبناني". من جهتها، اكدت عضو المكتب السياسي في تيار"المردة"فيرا يمين ان اللقاء الذي جمع الجميل وفرنجية"كان ايجابياً"، كما أشارت الى"تطابق في وجهات النظر بينهما، اضافة الى الاتفاق بين الاثنين على ضرورة جمع القادة المسيحيين على مسلمات وثوابت تحفظ الشارع المسيحي وتقيه الانقسام". وعن موضوع الاستحقاق الرئاسي قالت يمين:"المطلوب هو رئيس ذو امتداد شعبي قادر على حفظ ثوابت بكركي وسيادة البلاد واستقلالها". وكشفت عن زيارة قام بها عضو لجنة المتابعة لقوى 14 آذار ميشال معوض لفرنجية في بنشعي، وتم الاتفاق بين الاثنين على"ضرورة تجنيب الساحة الداخلية الشمالية خصوصاًً، اي خضة وأي انقسام او خرق". وعن العلاقة بين"القوات اللبنانية"وتيار"المردة"قالت يمين:"قنوات الاتصال المباشرة مقطوعة حالياً، لكن ثمة وسطاء يوصلون رسائل معينة لكلا الطرفين، وهي كانت مفتوحة في السابق بفضل عضو المكتب السياسي في تيار"المردة"يوسف سعادة وعضو كتلة"القوات"النائب انطوان زهرا. وكررت ان مرشح"المردة"لرئاسة الجمهورية هو رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون،"وهذا ما اكده فرنجية للمطران سمير مظلوم عندما زاره في بنشعي"، مؤكدة ان"المردة"يسعى دائماً الى التوافق،"لأن الفراغ سيئ، والانتخاب بنصاب النصف زائداً واحداً أسوأ". من جهته، اعتبر رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني ان ترشيح الرئيس الجميل لرئاسة الجمهورية مطروح"لكنه لم يعلن في انتظار تأمين الظروف الموضوعية". ورأى بعد زيارته رئيس تكتل"التغيير والاصلاح"النيابي ميشال عون ان"لا حاجة للتمهيد في العلاقة ما بين الرئيس الجميل والجنرال عون، هناك وضع مسيحي يرتاح اكثر فأكثر، واللقاء الذي تم بين عون والرئيس الجميل كان اول خطوة لأرضية مسيحية ثابتة بأجواء الاستحقاق الرئاسي، والخطوة الثانية تمت أول من امس، بين الجميل والوزير فرنجية ثبتت هذه الارضية المسيحية، واليوم اعتقد ان وضع القيادات المسيحية يسمح لها بالمشاركة الفاعلة في الاستحقاق الرئاسي، وأنا مرتاح جداً ولا حاجة لأي وساطة بين القيادات المسيحية التي تتواصل مع بعضها بعضاً ان بالاجتماعات او بالاتصالات الهاتفية". ورداً على سؤال قال ان"مرحلة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة انتهت ونحن على ابواب مرحلة جديدة نأمل بأن يكون هناك رئيس جديد وإلا ستكون هناك حكومة انتقالية تدير البلد مع صلاحيات رئيس الجمهورية".