ثمة من يعيد النظر في "الصحافة التعاونية" أو "الصحافة المساهمة"، على نحو القول شركة مساهمة. وهذه الصحافة تتيح للمواطن العادي القيام بدور المراسل، وتخوله مدّ المواقع الإعلامية بالأخبار والمعلومات، وكتابة الاخبار. وخان البريطاني أندرو كين، وهو صاحب"بلوغ"مدونة وبرنامج يُبثّ عبر الإنترنت، الصحافة المساهمة. ففي كتابه،" طقس الهواة"، الصادر حديثاً، أشار إلى ركاكة المساهمات التي يتحف الرواد بها الشبكة، وزعم أن الإنترنت يبيد الثقافة. والصحافة التعاونية، وهي صحافة المواطن، كانت، الى وقت قريب، حلماً جميلاً ومثالياً. ولكن هذا الحلم فقد بريقه، واصطدم بالواقع. وهذه الصحافة هي، اليوم، على المحك. وثمة من يطعن في دورها وفوائدها، ومن يترحم على موضوعية المعلومات في وقت تزداد فيه سلطة المواطنين على وسائل الإعلام. فأساليب المواطنين الصحافيين تبعث القلق على مستقبل الإعلام. والحق ان واقع حال وسائل الإعلام يسوغ انتقاد الصحافة المساهمة الالكترونية. فبعض المواقع المتعاونة مع رواد الشبكة ومساهماتهم، مثل"أغورافوكس"، وپ"رو89"، وپ"بوليتيكو"، تتساءل اليوم عن معايير نشر المساهمات هذه. فما يكتبه بعض صحافيي الانترنت الهواة عنصري ومهين، ويفتقر الى أضعف شروط الموضوعية والاتزان. ويتوسّل بعض المواقع بأدوات تحجب التعليقات العنصرية وغير المناسبة. ويكتفي بعضها الآخر بنشر توجيهات وإرشادات أخلاقية، ويدعو القراء والكتاب الى التزامها. ولكن أجل الصحافة التعاونية لم يحن بعد. فوسائل الإعلام تحتاج الى ما يسمّى"الاستخبارات الجماعية"، وترحب بدلو المواطنين الالكتروني حال وقوع الحادثة. فالصحافة التعاونية تزود وسائل الاعلام بالشهادات الحية. وعليه، يبدو مستقبل الصحافة التعاونية واعداً. وتولي الشركات التجارية ترويج رواد الانترنت سلعها على منابر الشبكة، مكانة عالية. والمستهلكون هم خير من يتكلّم عن المنتجات. ولكن حرية التعبير عن الرأي في السلع مقيدة. فالشركات تفضل ألا يتمادى الرواد في انتقاد منتجاتها. عن دلفين لو غوف، "راديو فرانس أنترناسيونال" الفرنسية، 3/11/2007