إعلان صحيفة"نيويورك تايمز"الأميركية، في السابع عشر من أيلول سبتمبر، فتح موقعها على الإنترنت مجاناً، ينذر بنهاية حقبة في تاريخ الصحافة على الشبكة الإلكترونية. فقبل هذا التاريخ، كانت الصحيفة البارزة تبيع مقالات كبار المعلقين والكتاب العاملين فيها. ويعزو مسؤولون في الصحيفة هذا القرار الى أن هذه المقالات غير المجانية كانت متوافرة مجاناً أمام روّاد الشبكة على محركي البحث"ياهو"وپ"غوغل". ولم يعد الاشتراك الإلكتروني في الصحيفة يدرّ أرباحاً. وقبل أسابيع، أعلنت شركة"نيوز كورب"، وهي من كبرى المؤسسات الصحافية، أنها تنوي عرض محتوى موقع"وول ستريت جورنال"مجاناً. فسارعت"نيويورك تايمز"إلى اتخاذ قرار تشريع بعض أبواب موقعها المغلقة أمام رواده. والحق ان ثمة ثورة رقمية شبابية. فطريقة الشباب في الوصول إلى المعلومات تختلف عن طرق الأجيال السابقة. ويقسم روبرت موردوخ، رئيس شركة"نيوز كورب"، رواد الانترنت نوعين. وتتجاوز أعمار الشريحة الأولى، وهم فريق"المهاجرين من الصحف الورقية إلى الرقمية"، الخامسة والثلاثين. واعتاد هؤلاء قراءة الصحيفة الورقية. وعلى خلاف هذه الشريحة، ينتمي من هم دون الخامسة والثلاثين الى ما يعرف بپ"مواليد العصر الرقمي". وهم أشخاص أبصروا النور، وفأرة الكومبيوتر في قبضة يد كل منهم. وهؤلاء هم جمهور مواقع الأخبار الإلكترونية الأوسع، وهم زبائن الإعلانات الإلكترونية الجديدة. وقد يخبو اهتمام الناشرين في إنتاج صحف ورقية باهظة التكاليف. وربما وجب على الناشرين أن يحملوا على محمل الجد تكهّنات فيليب مير، صاحب كتاب"الصحيفة المتلاشية". فهو توقع زوال الصحف المطبوعة قبل 2040. وثمة فيلم متداول على الإنترنت، يصوّر حال الصحيفة"نيويورك تايمز"في 2014. فهذه الصحيفة العريقة والكبيرة تتقلص الى منشورة ورقية بسيطة تحمل الأخبار إلى المسنّين والنُخب. وعلى رغم ان مصير الصحف الورقية يُنذر بالشؤم، لم يخبُ الاهتمام بالأعمال المطبوعة. ففي أسبانيا، صدرت، أخيراً، صحيفة"بوبليكو"الجمهور. وهي يومية عامة ملوّنة، وتميل الى اليسار، وتباع بنصف يورو، أي نصف تسعيرة الصحف في أسبانيا. فلعلّ الصحافة الزهيدة الثمن أو الصحف"الرخيصة" تبعث اهتمام الشباب، بالصحف الورقية. وهذه لم تستنفد إمكاناتها بعد في سباقها مع المنشورات الإلكترونية. عن دلفين لو غوف، "راديو فرانس إنترناسيونال" بالتعاون مع "استراتيجيه" الفرنسية، 22/9/2007