«خليجي 26»: رأسية أيمن حسين تمنح العراق النقاط ال 3 أمام اليمن    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية "أرويا"    للمرة الثانية أوكرانيا تستهدف مستودع وقود روسيا    المدينة المنورة: وجهة استثمارية رائدة تشهد نمواً متسارعاً    البحرين تحقق فوزا مثيراً 3-2 على السعودية في خليجي 26    الشرع : بناء سوريا سيكون بعيدا عن الطائفية والثأر    صلاح يعيد ليفربول للانتصارات بالدوري الإنجليزي    القمر يطل على سكان الكرة الأرضية بظاهرة "التربيع الأخير"    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    وزير الداخلية يبحث تعزيز التعاون الأمني ومكافحة تهريب المخدرات مع نظيره الكويتي    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    مدرب الأخضر يستبعد فراس البريكان من قائمة خليجي 26 .. ويستدعي "الصحفي"    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    شرطة العاصمة المقدسة تقبض على 8 وافدين لمخالفتهم نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    أمير حائل يشهد حفل ملتقى هيئات تطوير المناطق والمدن 2024    39955 طالبًا وطالبة يؤدون اختبار مسابقة "بيبراس موهبة 2024"    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    اتفاقية لتوفير بيئة آمنة للاستثمار الرياضي    السعودية تستضيف غداً الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    مقتل 17 فلسطينياً.. كارثة في مستشفى «كمال عدوان»    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    السعودية واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    ولادة المها العربي الخامس عشر بمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    نجاح عملية جراحية دقيقة لطفل يعاني من ورم عظمي    شركة آل عثمان للمحاماة تحصد 10 جوائز عالمية في عام 2024    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    كاساس: استعدادات العراق مطمئنة    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    لمحات من حروب الإسلام    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



راغدة درغام - رندة تقي الدين
نشر في الحياة يوم 19 - 07 - 2006

تبخرت امس آمال اللبنانيين في نهاية سريعة ل"الحرب المفتوحة"بعدما استبعد رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت وقفا لاطلاق النار مكررا تمسكه بالشروط التي اعلنها سابقا. وفيما واصلت آلة الحرب الاسرائيلية هجماتها وضرباتها للبنى التحتية، بعد المجزرة التي نفذتها ضد الجيش اللبناني، بدا المبعوثون الدوليون ومعهم مجلس الامن في حال انتظار لنضوج ظروف التوصل الى"حل دائم". وبدا واضحا امس ان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لم تحصل من قيادة"حزب الله"على اي موقف جديد يمكنها من اطلاق عملية ديبلوماسية فاعلة للتعجيل في وقف النار.
وتداخلت التطورات في لبنان مع الملفات الاقليمية، فقد دعا البيت الابيض ايران وسورية الى ممارسة نفوذهما لدى"حزب الله"لوقف هجماته على اسرائيل، مشيرا الى ان الرئيس جورج بوش يعتقد بان الرئيس بشار الاسد لا يبذل جهدا كافيا لاحلال الاستقرار في المنطقة. واتهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير طهران ودمشق بدعم"حزب الله"بالاسلحة والاموال. راجع ص 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8 و9
وفيما اعلن"حزب الله"ليل امس عن قصف 22 مستوطنة اسرائيلية بالصواريخ عكست تصريحات لنائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الياس المر تخوف لبنان من هجوم اسرائيلي بري اكد المر ان الجيش اللبناني سيشارك في التصدي له.
وأدخلت اسرائيل عنصراً إضافياً على حربها ضد لبنان باستهدافها الجيش اللبناني على نطاق واسع، فقصفت مرات عدة فجر أمس ثكنة للجيش ما ادى الى استشهاد 11 عسكرياً بينهم 4 ضباط، منهم من سقط اثناء محاولته إنقاذ رفاقه جراء اصابتهم من غارة أولى. كما سقط عشرات الجرحى في الثكنة نفسها التي تؤوي فوج الأشغال المولج بعمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض وإصلاح الجسور المهدمة.
وفيما اعتبر المسؤولون اللبنانيون ان قصف الجيش امس، بعد ان أدى قصف مركزين له الى سقوط 6 شهداء اول من امس وقبله في مناطق اخرى هو توجيه ضربة لفكرة بسط سلطة الدولة اللبنانية في جنوب لبنان على رغم المطالبة الدولية بذلك.
ولمح نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الياس المر الى ان الجيش سيدافع عن الأراضي اللبنانية"عندما تصبح المواجهة على الأرض مثلما هي الأمور متجهة"، وسط توقعات عسكرية بأن تقوم اسرائيل بدخول الأراضي اللبنانية في الجنوب في محاولة منها لتطهير بعض المناطق بعد عمليات القصف التي نفذتها منذ اسبوع.
وجاء هذا التطور في ظل استمرار انسداد افق أي اختراق سياسي للهجوم العسكري الإسرائيلي المتصاعد في اليوم السابع الذي ادى امس ايضاً الى سقوط اكثر من 20 شهيداً من المدنيين، بعدما تكشفت مجزرة ثانية في بلدة عيترون الجنوبية حيث سقط 11 من المدنيين من عائلتين كانوا لجأوا الى احد المنازل ليل اول من امس، ولاحقت الطائرات الإسرائيلية امس سيارات الإسعاف وهي تقوم بعمليات الإنقاذ ونقل المصابين، ما أعاق عمليات الغوث، وقصفت قافلة مساعدات من دولة الإمارات العربية المتحدة تضم سيارات إسعاف فدُمّرت إحداها وشاحنة أدوية. وتصيّدت الطائرات الحربية الإسرائيلية الشاحنات، حتى الفارغة من أي حمولة على طريق ضهر البيدر وضهور الشوير ? زحلة البقاع والضاحية الجنوبية- الشرقية لبيروت، ومدينة جبيل الساحلية. وركزت قصفها على مناطق عدة في البقاع الغربي وراشيا في إطار خطة تقطيع أوصال المناطق وعزل القرى بعضها عن بعض".
وقصف"حزب الله"على دفعتين قبل الظهر مستعمرات حيفا وصفد وطبريا بعشرات الصواريخ، وبعد الظهر مستعمرات بيت هلل، دان، رموت نفتالي، سنير، كفرسولد، كفربالوم، يسود عميعلا، غوئين ودلتون، بحسب بيانات صدرت عن المقاومة الإسلامية. وأفادت محطات التلفزة ان السلطات الإسرائيلية فرضت رقابة على إذاعة انباء الأضرار التي اصابت المستعمرات او بث الصور عنها، فيما تحدثت وكالات الأنباء عن سقوط قتيل وبعض الجرحى.
وفيما قالت اسرائيل انها دمرت 4 شاحنات محملة بالأسلحة والذخائر ل"حزب الله"قادمة من سورية، استدعت التطورات الميدانية المزيد من الاتصالات السياسية لتكثيف عمليات الإنقاذ. وأصدر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بياناً كرر فيه مناشدة المجتمع الدولي والعربي العمل على وقف فوري لإطلاق النار، واجتمع السنيورة لهذا الغرض الى سفراء اميركا وفرنسا وبريطانيا مطالباً دولهم بالتدخل لوقف الانفلات الإسرائيلي. وقال ان اسرائيل ترى اعادة لبنان 50 سنة الى الوراء.
واعتبر رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط"اننا نريد وقفاً للنار بشرط ان تكون الدولة هي المسؤولة عن قرار الحرب والسلم اما اذا كان وقف النار على حساب الدولة فإذ ذاك لا تبقى دولة ويطاح بالطائف واتفاق الهدنة وتندلع الحرب من جديد". وشدد على ان التفاوض يجب ان يكون مع رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة. ومع حديثه عن"حسابات اكبر دخلت على الخط في اسر"حزب الله"الجنديين الإسرائيليين، قال:"الآن لا بد من الحد الأدنى من التضامن". وانتقد كلام الأمين العام ل"حزب الله"في رسالته الصوتية الأخيرة لقوله"شاء الشعب اللبناني أم أبى"على انه استفراد في قرار الحرب والسلم. وأعلن تأييده للموقف المصري ? السعودي ? الأردني وقال أن"المال السعودي مال خير قدم لإعمار لبنان".
واعتبر زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون ان اسرائيل لن تتمكن من القضاء على"حزب الله"، ودعا الى التضامن في وجه العدوان.
وأعربت مصادر وزارية ل"الحياة"عن تخوفها من ان يؤدي اعتماد الأفكار الأميركية التي تطرح في التصريحات العلنية أي الإفراج عن الأسيرين الإسرائيليين ثم عن الأسرى اللبنانيين، وانكفاء"حزب الله"الى شمال نهر الليطاني وزيادة عدد القوات الدولية في الجنوب ثم إرسال الجيش الى المنطقة الحدودية،"من ان يؤدي الى نصف حل، لأنه سيؤدي في حال فرضه على هذا الشكل الى رمي ما تبقى من قضايا شائكة تحتاج الى الحل في وجه اللبنانيين لتتفاقم خلافاتهم الداخلية، فمن دون حل مسألة انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا سيكون صعباً معالجة موضوع سلاح"حزب الله". وذكرت المصادر الوزارية ان"حزب الله"لم يعط الى الآن أي اشارة عن استعداده لتفويض الحكومة التفاوض حول الحلول السياسية وأن"قناة التواصل القائمة معهم في هذا المجال هي الرئيس بري حتى الآن على هذا الصعيد".
وكشفت مصادر مطلعة في بيروت ل"الحياة"ان المشاورات العربية ? الدولية تستمر من اجل التوصل الى مجموعة من الأفكار تستدعي عقد مجلس الأمن الدولي فور التوافق عليها ليصدر عنه قرار بتبنيها.
وقالت هذه المصادر ان ضمان عودة الهدوء والاستقرار تفرض ترابطاً بين وقف النار والموافقة الفورية على زيادة عدد قوات الطوارئ الدولية من 2200 بين ضابط وجندي الى ستة آلاف جندي وتوسيع رقعة انتشارها وتطوير مهمتها لجهة تحويلها الى قوات امن ومراقبة رادعة.
وأوضحت المصادر ان عدد قوات الطوارئ قد يرتفع تدريجاً الى 8 آلاف عنصر، وأن الخطوة التالية بعد وقف النار ونشر القوات الدولية على الحدود وفي الجنوب على عمق 20 كيلومتراً تكون ببدء مفاوضات فورية برعاية دولية لإقفال ملف الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله"وتثبيت لبنانية مزارع شبعا المحتلة وتسليم اسرائيل خرائط الألغام التي زرعتها في عدد من المناطق اللبنانية. ولم تستبعد المصادر تشكيل خلية ارتباط بين الطوارئ وقيادة الجيش اللبناني الذي يفترض ان يتولى الأمن في المنطقة المعروفة بما وراء نهر الليطاني، مشيرة الى ضرورة تعزيز المخافر التابعة لقوى الأمن الداخلي في الجنوب.
بوش وسورية وايران
وكررت الولايات المتحدة امس دفاعها عن حق في الدفاع عن نفسها، ودعت ايران وسوريا الى ممارسة نفوذهما على"حزب الله"لوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وقال الناطق باسم البيت الابيض توني سنو ان"حزب الله هو الذي بدأ الصراع وينبغي لسورية وايران ان تستخدما نفوذهما لوقفه".
وقال الناطق باسم البيت الابيض توني سنو"يعتقد الرئيس جورج بوش في هذه المرحلة ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يقوم بما يستطيع القيام به لاحلال الاستقرار، وهو الكف عن ايواء منظمات ارهابية وتوفير ملاذ آمن لها والسماح لاشخاص بتنفيذ عمليات ارهابية، او على الاقل التخطيط لها على ارضه".
ورفض تأييد وقف فوري لإطلاق النار. واعتبر أنه"ليس مقبولاً تنفيذ وقف لإطلاق النار يترك بنية أساسية إرهابية سليمة". وأضاف:"عندما يحدث وقف لإطلاق النار، سيفسر حزب الله ذلك على أنه نجاح لأساليبه". وكرر موقف بلاده في شأن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقال إن"حزب الله بدأ الصراع وينبغي على سورية وإيران أن تستخدما نفوذهما لوقفه".
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في واشنطن ان بلادها ترغب في وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"في أقرب وقت ممكن، لكنها اشترطت توافر"الظروف المواتية"لإعلان وقف إطلاق النار. وأضافت في حديث عن خططها لزيارة المنطقة في محاولة لوقف التصعيد:"حين يكون الأمر مناسباً، وحين يكون ضرورياً ومفيداً للوضع، فسأكون أكثر من مسرورة للذهاب إلى المنطقة". وسُئلت رايس خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها المصري أحمد أبو الغيط، عما إذا كانت تعتقد بوجوب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار، فقالت:"جميعنا نتفق على وجوب أن يحدث ذلك في أسرع وقت ممكن، لكن حين تكون الظروف مواتية".
اسرائيل ترفض وقف النار
واستبعدت اسرائيل امس وقفا سريعا لاطلاق النار وأبدت عزمها على مواصلة"المعركة ضد حزب الله"حتى الافراج عن الجنديين الاسيرين ووقف اطلاق الصواريخ على اراضيها.
وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في بيان ان"اسرائيل ستواصل المعركة ضد حزب الله وستستمر في استهداف هذه المنظمة حتى استعادة العسكريين المخطوفين وضمان امن المواطنين الاسرائيليين"في البلدات الشمالية التي تتعرض لقصف صاروخي.
وادلى اولمرت بهذه التصريحات اثر لقاء عقده في القدس مع وفد الامم المتحدة برئاسة فيجاي نامبيار مستشار الامين العام للامم المتحدة كوفي انان للشؤون السياسية. وزار الوفد اسرائيل للبحث في امكان التوصل الى وقف اطلاق نار بين حزب الله واسرائيل.
واضاف البيان ان"رئيس الوزراء شدد على ان اسرائيل تطلب تطبيقا كاملا للمبادئ التي ذكرتها مجموعة الثماني".
وتابع"ان هذه المبادئ هي: الافراج بدون شروط عن الجنديين المخطوفين والتطبيق الكامل للقرار 1559 بما فيه نشر الجيش اللبناني على الحدود الاسرائيلية ونزع اسلحة حزب الله".
وكان وفد الامم المتحدة التقى قبلا وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي شددت على ضرورة الافراج"بدون شروط"عن الجنديين الاسرائيليين.
من جهته، قال وزير البيئة الاسرائيلي جدعون عزرا ان"نشر قوة دولية قوية جدا وقادرة على القيام بما يعجز الجيش اللبناني عن القيام به على الارض، أمر غير مستبعد". واوضح في حديث الى التلفزيون الاسرائيلي ان هذه القوة يجب ان تتمتع بصلاحيات موسعة بالمقارنة مع قوة الطوارىء الدولية الحالية المؤلفة من الفي عنصر والمنتشرة في لبنان منذ 1978. واتهم قوات الطوارىء الدولية بانها لم تحل دون وقوع هجمات على اسرائيل في الماضي، معتبرا ان وجودها كان"عائقا خصوصا"امام العمليات الاسرائيلية الهادفة الى الرد على الهجمات.
وتحدث قائد المنطقة العسكرية في شمال اسرائيل الجنرال عودي آدم من جهته عن نشر قوة متعددة الجنسيات على مثال تلك المنتشرة في سيناء منذ 1982. ورأى ان القوة كهذه يجب ان تضمن"نزع السلاح في منطقة تمتد بعمق 80 كلم في جنوب لبنان"، ما يجعل شمال اسرائيل خارج مرمى الصواريخ التي تطلق من لبنان.
وقال الجيش الاسرائيلي امس ان دمشق تهرب اسلحة الى"حزب الله"لكنه لا يعتبر سورية هدفا للهجوم. وذكر الميجر جنرال غادي ايزنكوت من قيادة الجيش الاسرائيلي في مؤتمر صحافي"استمر تهريب الاسلحة من سورية الى لبنان في الايام الاخيرة". واضاف"نحن لا نعتبر سورية او الجيش اللبناني هدفا، لكننا في الوقت نفسه نرى في الصورة تهريب اسلحة من سورية الى لبنان لتستخدم في هجمات ضد المدنيين الاسرائيليين".
القوة الدولية
ومع تبلور فكرة القوات الدولية اكثر، قدم الأمين العام للأمم المتحدة صورة أوضح عن قوة"حفظ الإستقرار"المقترح نشرها في جنوب لبنان، مؤكداً وجوب أن تملك العديد والوسائل اللازمة لمنح بيروت"مهلة كافية"لنزع سلاح"حزب الله"، لكنه أشار الى أن الهدنة الضرورية لنشرها لا تزال بعيدة المنال.
وأوضح أنان أن هذه القوة يجب أن تكون"أكبر بكثير"من قوة الأمم المتحدة الموقتة المنتشرة حالياً في لبنان، والتي تضم ألفي عنصر. ورأى أن على القوة الجديدة إعتماد"مفهوم مغاير للعمليات، وأن تعطى صلاحيات مختلفة"، مطالباً بأن يسمح مجلس الامن وهو الجهة الوحيدة المخولة تحديد مهمتها،"بالقيام بعمليات في الجنوب واشاعة الاستقرار"، ما سيوفر للحكومة اللبنانية المهلة الضرورية لتنظم نفسها وتتهيأ"لبسط سلطتها بعد فترة على كامل أراضيها بما في ذلك الجنوب"، و"تسوية مسألة سلاح الميليشيات"وفي مقدمها"حزب الله".
كما كشف المنسق الأعلى للسياسة الأوروبية خافيير سولانا ل"الحياة"في أعقاب محادثات وزراء خارجية الاتحاد أن المحادثات الجارية على أكثر من صعيد"ستشمل ايضاً امكان تحديد مهمة القوات الدولية استناداً الى الفصل السابع"من ميثاق الامم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة إذا لزم الأمر لتنفيذ قرارات المجلس.
واعتبر رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر إثر لقائه نظيره الفرنسي دومينيك دو فيلبان في باريس"إننا لسنا قريبين جداً من ارسال قوة دولية تحت مظلة الأمم المتحدة الى لبنان"، لافتاً الى أن بيان مجموعة الثماني تتضمن هذه الفكرة لكن"أموراً يجب أن تحصل قبل اعلان وقف للنار ... ولسنا قريبين جداً من هذا الاحتمال".
وكشف دوفيلبان أن اقتراح نشر القوة الدولية يأتي استجابة الى أمن الجهات المختلفة، لكنه قال إن على ذلك أن يكون في اطار حل أشمل لأن عوامل أخرى تدخل في الحساب والملح اليوم هو الحل الانساني للبنان.
مجلس الامن
وفي نيويورك، من المتوقع ان يطلع الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان مجلس الامن على جهود فريقه الذي ينقل الأفكار"الملموسة"بين الحكومة اللبنانية والحكومة الاسرائيلية، وحول"رزمة"الأفكار الرامية الى تهدئة الأوضاع وايجاد حلول دائمة ومن ضمنها فكرة انشاء قوة دولية"لرعاية الاستقرار"في الجنوب اللبناني التي تحدث عنها قادة الدول الصناعية في قمة الثماني في سان بيترسبورغ.
وحسب المصادر، فان افكار انان تشمل ايضاً النظر في"آلية"رد ديبلوماسي سريع يدعم جهود"اللجنة الرباعية"التي تتشكل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، تجنباً لاندلاع النزاعات كما حدث على الساحة اللبنانية والفلسطينية نتيجة اختطاف الجنود الاسرائيليين.
وفيما تردد في الأمم المتحدة وخارجها ان الفكرة وراء انشاء القوة الدولية هي احباط القرار 1559 الذي أعطى الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني صلاحية بسط النفوذ في كامل الأراضي اللبنانية وتجريد جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من السلاح، قالت مصادر في الأمم المتحدة ان"القرار 1559 ليس ذاهباً الى أي مكان، بل هو باق كأساس".
لا قمة عربية
في غضون ذلك، أخفقت الجامعة العربية خلال اجتماع أمس لمندوبي الدول الأعضاء، في جمع الموافقات اللازمة لعقد القمة الطارئة التي دعا إليها اليمن لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية. وأعلن الأمين العام للجامعة عمرو موسى خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع موافقة ثماني دول فقط، هي مصر والسودان والجزائر وسورية ولبنان وفلسطين وقطر وجيبوتي، إضافة إلى اليمن. لكن ميثاق الجامعة ينص على أن عقد قمة طارئة يتطلب موافقة ثلثي الدول الأعضاء، أي 15 دولة من أصل 22


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.