المدينة المنورة: وجهة استثمارية رائدة تشهد نمواً متسارعاً    الشرع : بناء سوريا سيكون بعيدا عن الطائفية والثأر    للمرة الثانية أوكرانيا تستهدف مستودع وقود روسيا    أخضر موجع    البحرين تحقق فوزا مثيراً 3-2 على السعودية في خليجي 26    صلاح يعيد ليفربول للانتصارات بالدوري الإنجليزي    القمر يطل على سكان الكرة الأرضية بظاهرة "التربيع الأخير"    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    وزير الداخلية يبحث تعزيز التعاون الأمني ومكافحة تهريب المخدرات مع نظيره الكويتي    مدرب الأخضر يستبعد فراس البريكان من قائمة خليجي 26 .. ويستدعي "الصحفي"    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    شرطة العاصمة المقدسة تقبض على 8 وافدين لمخالفتهم نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    39955 طالبًا وطالبة يؤدون اختبار مسابقة "بيبراس موهبة 2024"    أمير حائل يشهد حفل ملتقى هيئات تطوير المناطق والمدن 2024    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    مقتل 17 فلسطينياً.. كارثة في مستشفى «كمال عدوان»    اتفاقية لتوفير بيئة آمنة للاستثمار الرياضي    السعودية تستضيف غداً الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    السعودية واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    ولادة المها العربي الخامس عشر بمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    نجاح عملية جراحية دقيقة لطفل يعاني من ورم عظمي    شركة آل عثمان للمحاماة تحصد 10 جوائز عالمية في عام 2024    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    لمحات من حروب الإسلام    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



راغدة درغام - جويس كرم - رندة تقي الدين
نشر في الحياة يوم 18 - 07 - 2006

رجحت كفة التشاؤم في بيروت مساء أمس وبدت شروط التوصل سريعاً الى وقف للنار غير متوفرة، في وقت وسعت فيه اسرائيل عدوانها مرتكبة مجازر جديدة، ورد"حزب الله"باطلاق موجات من الصواريخ في اتجاه حيفا ومدن اخرى. وغداة الاطلالة الثانية للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله استعار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لهجة الجنرالات في خطاب بدا ان الهدف منه اعداد الاسرائيليين لحرب قد تكون طويلة. وكرر اولمرت شروط اسرائيل لوقف النار، وهي بدت بعيدة جداً عما اقترحه وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي خلال محادثاته في دمشق. راجع ص2، 3، 4، 5، 6، 14 و15
في موازاة ذلك، وبعد موقف الدول الصناعية الثماني تبلورت أمس"ارادة دولية"في ارسال قوة دولية ذات قدرة رادعة الى جنوب لبنان، ما عزز الاعتقاد ب"ان إبعاد مسلحي حزب الله عن الحدود مع اسرائيل شرط ضروري لوقف العمليات العسكرية الاسرائيلية". ورأت مصادر مطلعة في بيروت"ان الدول الكبرى تعتبر إبعاد حزب الله عن الحدود مع اسرائيل بمثابة عقاب لسورية وايران على دورهما في لبنان وغزة". ولاحظت ان اولمرت"حمّل ما سماه محور الشر الايراني - السوري مسؤولية الأحداث الأخيرة".
وبانتظار توجه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى الشرق الاوسط، يبدو لبنان مهدداً، على حد قول المصادر نفسها، بأيام قاسية"لدفع حزب الله الى القبول بتقديم تنازلات مؤلمة، خصوصاً لجهة قدرته على لعب دور اقليمي انطلاقاً من حريته في تحريك الجبهة مع اسرائيل".
ولم يمر اليوم السادس للحرب المفتوحة على لبنان من دون مجازر استهدفت المدنيين اللبنانيين، بأبشع صورها، على رغم وجود 3 وفود دولية على أراضيه من أجل عرض الأفكار المحتملة للتوصل الى حلول سياسية، ووقف النار، وفاق عدد ضحايا القصف الإسرائيلي للجنوب وطرقاته كافة والطريق الدولية والضاحية الجنوبية والبقاع والشمال وبعض الجبل، الأربعين شهيداً من المدنيين وعشرات الجرحى، وبين الضحايا اللبنانيين 12 مواطناً قضوا دفعة واحدة عند بلدة الرميلة الساحلية على الطريق من الجنوب فيما كانوا ينتقلون سيراً على الأقدام عند أحد الجسور التي سبق ان دمرها القصف الإسرائيلي، فعاجلتهم مدافع البوارج الإسرائيلية من البحر. وتكشفت مجزرة مدينة صور التي وقعت اول من أمس عن المزيد من الضحايا فانتشلت من مبنى الدفاع المدني الذي سقط 10 جثث جديدة فيما سقط 6 شهداء جراء قصف اسرائيلي مركز للجيش في العبدة شمالاً و4 مواطنين في رياق في البقاع، فضلاً عن شهيدين في مرفأ بيروت وشهيد وعدد من الجرحى والدمار في بعلبك.
وبدا ان التصعيد العسكري يسابق تحركاً سياسياً دولياً، في اتجاه المنطقة بدءاً من لبنان ثم اسرائيل، فاجتمع الوفد الدولي الذي وصل بيروت اول من امس الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة صباحاً، الذي ترك الوفد في مكتبه وانتقل الى لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ثم عاد الى الوفد الذي يضم مستشار الأمين العام للأمم المتحدة فيجاي نامبيار، والموفد المكلف تطبيق القرار الرقم 1559 تيري رود لارسن والممثل الشخصي للشرق الأوسط ألفارو دي سوتو، وانضم إليهم ممثل الأمين العام في لبنان غير بيدرسون. وعاد الوفد الدولي فانتقل للقاء بري، ثم التقى السنيورة ثالثة، وأعلن نامبيار قبل مغادرته ورفيقيه بيروت الى اسرائيل"اننا حققنا بعض الخطوات الأولى الواعدة للمضي قدماً في ايجاد مخرج من الأزمة وأنه ناقش افكاراً عملية مع السلطات اللبنانية مشدداً على انها خطوات أولية وعلى ان فشلها قد يكون خطيراً بالفعل، مشيراً الى الحاجة لحلول خلاقة. وتحدث عن الدور الأساسي للحكومة اللبنانية في استعادة السلام والأمن في لبنان. ولمّحت مصادر مطلعة الى ان الوفد اجرى لقاءات بعيدة من الأضواء ليل اول من امس بعيد وصوله، ولم تستبعد ان يكون احد اعضائه التقى مسؤولاً في"حزب الله".
وفيما وصل الى بيروت بعد ساعة من مغادرة الوفد الدولي رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان يرافقه وزير الخارجية فيليب دوست بلازي موفدين من الرئيس جاك شيراك، بعد أن كان غادر لبنان صباحاً مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي كانت زيارته استطلاعية ولم يطرح افكاراً محددة بل أكد ان هدفها التضامن مع لبنان نظراً إلى علاقاته الوطيدة مع العديد من السياسيين اللبنانيين.
ومع تكتم الأوساط الحكومية والدولية حول الأفكار التي اشار إليها نامبيار، والتي يتم تداولها، قالت اوساط سياسية مطلعة ل"الحياة"ان وفد الأمم المتحدة يسعى الى التوفيق بين الأفكار التي يطرحها الأفرقاء علناً في محاولة لإيجاد حل لمشكلة الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة وفي لبنان يقوم أولاً على ان يسلّم الجندي المخطوف في غزة للسلطة الوطنية، وأن يسلم"حزب الله"الجنديين المخطوفين في لبنان الى الدولة اللبنانية، وأن تنسحب قوات"حزب الله"في الجنوب الى شمال نهر الليطاني، وأن يزيد مجلس الأمن الدولي عديد قوات الأمم المتحدة فيه مع تعزيز دورها ليصبح امنياً وللمراقبة ومع صلاحيات رادعة، وترك مسألة نزع سلاح"حزب الله"، وأن تسلم اسرائيل خرائط الألغام وأن تسعى الأمم المتحدة الى حل يقضي بانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا.
وذكرت الأوساط السياسية نفسها ان رزمة الأفكار هذه وغيرها خضعت لجوجلة من دون ان يتم تبنيها من أي فريق وأن أسئلة طُرحت في صددها منها: من يفاوض من الجانب اللبناني"حزب الله"ام الحكومة اللبنانية بتفويض من الأفرقاء جميعاً ومن الحزب؟ وما هو الموقف الإيراني والسوري من تفويض الحكومة اللبنانية بالتفاوض؟
وذكرت الأوساط نفسها ان التجديد لقوات الأمم المتحدة في الجنوب الذي يفترض ان يتم قبل آخر الشهر الجاري اصبح متداخلاً مع الوضع الجديد الناشئ في لبنان وجنوبه، وبالتالي لا بد من ان يأخذ في الاعتبار التطورات المأسوية والخطيرة التي حصلت.
وكرر"حزب الله"امس موقفه، وقال عضو مجلسه المركزي عبدالله قصير ان وقف إطلاق النار يجب ان يتم من دون شروط. وعلمت"الحياة"ان موقف الحزب يؤكد ان لا تفاوض في ظل استمرار العمليات العسكرية. وذكرت مصادر رسمية ان وفد الأمم المتحدة لم يطرح افكاراً محددة بل طرح اسئلة، لكنها شددت على ان طرح أي افكار في شكل جدي لن يتم إلا بعد التشاور مع جميع الأفرقاء حفاظاً على وحدة الموقف الداخلي. وأكدت المصادر الرسمية ل"الحياة"ان الجانب اللبناني ابدى رأيه غير الملزم تجاه بعض الأفكار، مؤكداً انها ليست موقفاً رسمياً وأن المطلوب ان يأتي الوفد الدولي بأفكار ملموسة من الجانب الإسرائيلي اولاً.
وكان دو فيلبان وصل الى لبنان بطوافة عسكرية فرنسية هبطت في ملعب إحدى المدارس في منطقة الجمهور قرب وزارة الدفاع، زهاء الخامسة والربع بعد الظهر، وانتقل فوراً الى لقاء السنيورة، في حضور دوست بلازي، وانضم إليهما عدد من الوزراء في الحكومة.
وعلمت"الحياة"ان دو فيلبان أبلغ نظيره اللبناني ان الرئيس شيراك سعى في قمة الدول الثماني الى جعل البند المتعلق بوقف النار هو البند الأول من قراراتها، لكنه لم ينجح، فحلّ البند المتعلق بالإفراج عن الأسيرين الإسرائيليين مكانه.
وقال مصدر وزاري ل"الحياة"ان الجانب اللبناني شعر ان باريس تستعجل عقد مجلس الأمن من اجل الإسراع في ترتيب وقف النار، بينما لم يكن لديه الشعور نفسه بالنسبة الى التوجه الأميركي في هذا الصدد الذي ما زال يستمهل عقد اجتماع المجلس.
وبعد انتهاء المحادثات، عقد دو فيلبان مؤتمراً صحافياً دان فيه دوامة العنف، واختطاف الجنديين الإسرائيليين وطالب بإطلاق سراحهما، ودعا الى"التحرك في شكل ملح من اجل لبنان والاستقرار في المنطقة بكاملها لأن استخدام العنف ليس هو الحل، فوحدها التسوية السياسية ستسمح بأن نخرج من الوضع الحالي".
وقال دو فيلبان انه طلب الى السنيورة"ان يفعل كل شيء في هذا الاتجاه، عملاً بالقرار 1559، وكرر لي عزمه على المضي في هذا الاتجاه، بغية التوصل الى بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية". ورأى انه"يحق لإسرائيل ان تدافع عن نفسها، ولكن عليها ان تأخذ في الاعتبار النتائج الاستراتيجية والإنسانية المترتبة على اعمالها. وعليها ضبط النفس، وأن تحرص على عدم القيام بما يمكن ان يُسيء الى سيادة لبنان وإلى أمن المدنيين واستقرار الحكومة اللبنانية". وقال ان عناصر الحل لا بد ان تشمل عودة الجنديين الإسرائيليين سليمين، ووقف الاعتداءات على اسرائيل، وأيضاً وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان"، مشيراً الى التزام فرنسا بإعادة إعمار سريع للبلد.
ودعا دو فيلبان الى"هدنة انسانية فورية، وعلى ضوء تدهور الوضع، ستتخذ فرنسا كل الإجراءات الضرورية لكي تسمح لمواطنيها الذين يرتضون ذلك ان يغادروا لبنان".
مجلس الامن
وفي نيويورك، عاد القرار 1559 ليحتل صدارة الديبلوماسية الأميركية والفرنسية في مجلس الأمن. وقال رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري سفير فرنسا جان مارك دولاسابلير، في أعقاب جلسة مغلقة للمجلس أمس الاثنين، ان محادثات أعضاء المجلس ركزت على ضرورة العمل نحو"حل دائم"للأزمة في لبنان وأن المجلس ينتظر الفريق الدولي الذي يتحرك في المنطقة قبل اتخاذ المواقف والاجراءات والقرارات.
وينتظر ان يعود الفريق الى نيويورك بعد غد الخميس ما لم تطرأ تطورات تؤجل عودته حتى لاحقاً. وحسب رئيس المجلس ان مجلس الأمن لا يدير الفريق المستقل وانما يحترم استقلاله وهو يبحث في الأفكار.
وقال دولاسابلير ان جميع أعضاء المجلس"أبدوا الرغبة في العمل نحو حل دائم"وأن"تنفيذ القرار 1559 هو المفتاح"لمثل هذا الحل. وأضاف ان مشروع القرار الذي تعمل فرنسا نحوه سيتطلب"الفرز والايضاح الأفضل للأفكار"التي صدرت عن القمة الصناعية في سانت بيترسبورغ وتضمنت إيفاد قوات دولية لحفظ"الاستقرار"انما"العنصر الأهم هو تنفيذ القرار 1559".
السفير الأميركي جون بولتون قال ان"ما يتصدر قائمة الأولويات هو تنفيذ القرار 1559"وأن المسائل الأخرى تبقى أقل مركزية وأهمية مقارنة مع ضرورة تنفيذ 1559. وعارض بولتون صدور أي موقف عن مجلس الأمن"يزيد من توتر المسألة"مبرراً معارضة صدور دعوة عن مجلس الأمن لوقف النار. وقال إن"في أي موقف يصدر عن مجلس الأمن"في شأن لبنان، ستطلب الولايات المتحدة ان يتضمن التعرض الى دور ايران وسورية وحربهما"بالنيابة"عن"حزب الله".
ولاقت فكرة القوات الدولية الكثير من التساؤلات في مقر الأمم المتحدة، علماً بأن الفكرة أتت من سان بيترسبورغ وأن الأمين العام كوفي أنان تحدث عن"رزمة اجراءات"تتضمن"قوة دولية للاستقرار".
بولتون وضع ثلاثة تساؤلات حول دور مثل هذه القوة، منها علاقتها بالقرار 1559 الذي دعا الى تفكيك ونزع سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وتساءل إن كانت مثل هذه القوة ستتمتع بصلاحية نزع سلاح"حزب الله"وبالقدرة على"التعاطي مع دول مثل سورية وإيران التي تدعم حزب الله".
موقف واشنطن
في هذا الوقت، استبعدت واشنطن امس إمكان التوصل الى اتفاق لوقف النار بين"حزب الله"وإسرائيل في الوقت الراهن، وربطت بين ذلك و"زعزعة البنية التحتية"للحزب وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1559. ويأتي ذلك في وقت تستعد وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لزيارة المنطقة برفقة مساعدها ديفيد ويلش الذي عاد للتو من هناك، بهدف دعم الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، في ظل مخاوف أميركية من سقوطها في ظل الضغوط الحالية.
وأكدت مصادر في الخارجية الأميركية ل"الحياة"أن"الشروط المطلوبة"للتوصل الى اتفاق نار بين لبنان واسرائيل،"غير متوفرة حالياً على أرض الواقع". وأوضحت أن التوصل إلى مثل هذه الاتفاق يستوجب"إيجاد الظروف لمنع تكرار ما حدث"، وبالتالي"وقف التهديد الأمني الذي يشكله حزب الله لاسرائيل"من خلال"ضرب بنيته التحتية"وتطبيق القرار الدولي رقم 1559. واستبعدت حدوث هذا الأمر في اليومين المقبلين، إذ أن الأمر"يتطلب جهوداً دولية وإجماعاً على صيغة محددة لضبط الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، ومنع تسريب أسلحة إلى حزب الله".
وفي هذا السياق، رأى الرئيس الاميركي جورج بوش أن البيان المشترك الصادر عن دول مجموعة الثماني في خصوص الشرق الأوسط سيساهم في تهدئة الوضع في المنطقة عبر معالجة"أسباب العنف"، واتهم مجدداً"حزب الله"وسورية وايران"الدولتين الداعمتين له"، بتصعيد الوضع في المنطقة وعرقلة السلام فيها. وقال خلال لقاء مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ إن"حزب الله الذي تدعمه سورية وتموله إيران مسؤول عن هذه النشاطات التي تعرقل الجهود الرامية الى إرساء السلام"، معرباً عن أمله في التوصل الى"تهدئة باجتثاث أسباب هذا العنف".
وعلى صعيد فكرة القوة الدولية، قال رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي ان القوة التي اقترح الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان نشرها في جنوب لبنان يمكن ان تصل الى ثمانية آلاف رجل، وقال في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في سان بيترسبورغ"في المنطقة ألفان ويمكن ان يبلغ عددهم ثمانية آلاف". وأضاف انه تشاور مع"انان ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير كثيراً، وتوصلنا لاتفاق"على عديد هذه القوة. وأكد برودي ان"انان يرى ان هذه القوة يمكن ان تقدم مساهمة حاسمة"في تسوية النزاع مؤكداً انها ستكون"قوة لحفظ السلام"في حين تحدث انان عن قوة"استقرار".
وسارع الاتحاد الأوروبي ككل الى اعلان تأييده اقتراح انان، وقال انه"مستعد للمشاركة"في هذه القوة وان كان تشكيل القوة لا يزال"فكرة". وأوضح وزير الخارجية الفنلندي ايركي تيوميويا اثر اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسيل"انا واثق بأن الاتحاد الاوروبي الذي ساهم في قوات كثيرة في الماضي، سيكون مستعداً للمشاركة". واضاف ان"دولنا الاعضاء مستعدة لدرس مشاركتها في قوة مماثلة في شكل ايجابي"، لكنه شدد على ان الأمر لا يزال"فكرة". وتابع الوزير انه يعود"قبل كل شيء للأمم المتحدة ومجلس الأمن ان يهتما بهذه القضية".
وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك انه يؤيد منح القوة الدولية المقترحة"وسائل رادعة"، وأوضح في مؤتمر صحافي انه"ينبغي اقامة نوع من حزام السلامة، ولا بد في الوقت نفسه من وجود قوة دولية وحزام للمراقبة"في جنوب لبنان.
وسُئل عن تطبيق القرار الدولي 1559 الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية، فأجاب ان"هذا الأمر يتطلب على الارجح بعض الوسائل الرادعة". وأضاف:"لا يمكن ترك الامور على غاربها، يجب ايجاد وسيلة للردع في وضع مماثل، وعلى الاقل للمراقبة".
وتابع شيراك"أمامنا وضع يستدعي تدخلا خارجيا بهدف تحديد الحدود وتفادي الاعتداءات المتبادلة عبر الحدود".
لكن الرئيس الفرنسي لم يتطرق الى مدة عمل القوة الدولية وعديدها، مشددا على انه"يعود للأمم المتحدة ان تناقش هذا الامر في مجلس الامن وتحدد آلياته".
تهديدات أولمرت
وفي القدس المحتلة، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس في كلمة امام الكنيست ان الهجوم على لبنان سيستمر الى حين استعادة الجنديين الاسيرين ووقف القصف الصاروخي على اراضي اسرائيل ونشر الجيش اللبناني على الحدود.
واضاف ان"المنظمات الارهابية التي نحاربها تنفذ ارادة محور الشر في طهران دمشق"، وزاد ان اسرائيل لن تتهاون مع الذين يقصفون مدنها، وقال:"سنهاجم كل منشأة ونضرب كل ارهابي يساعد في مهاجمة مواطنينا وندمر كل بنية تحتية للارهابيين وفي كل مكان. وسنواصل ذلك الى ان ينفذ حزب الله الامور الاساسية والعادلة التي يطلبها منه كل انسان متحضر"، مؤكدا ان اسرائيل"لن توافق على العيش في ظل تهديد الصواريخ والقصف على سكانها".
ومضى يقول"لا نسعى الى حرب او نزاع مباشر، لكننا لا نخشى ذلك اذا كان ضروريا". وتابع"سنناضل من اجل تطبيق قرارات المجتمع الدولي مثل تلك التي عبرت عنها مجموعة الثماني اي وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1559 والافراج عن الجنديين المخطوفين، وسنفعل كل ما في قوتنا لكي نعيدهما سالمين"، مشيرا الى ان اسرائيل لا يمكنها عقد اتفاق يؤدي الى مزيد من عمليات الخطف.
وعلى الصعيد العسكري، اعلن الجيش الاسرائيلي امس ان الحريق الذي نشب في ضاحية كفرشيما امس نجم عن فشل اطلاق صاروخ ايراني من نوع"زلزال"الذي يصل مداه الى 200 كيلو متر ويمكن ان يطال تل ابيب. وكانت التلفزيونات المحلية عرضت مشاهد لجسم مجهول يسقط في تلك المنطقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.