«خليجي 26»: رأسية أيمن حسين تمنح العراق النقاط ال 3 أمام اليمن    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية "أرويا"    للمرة الثانية أوكرانيا تستهدف مستودع وقود روسيا    المدينة المنورة: وجهة استثمارية رائدة تشهد نمواً متسارعاً    البحرين تحقق فوزا مثيراً 3-2 على السعودية في خليجي 26    الشرع : بناء سوريا سيكون بعيدا عن الطائفية والثأر    صلاح يعيد ليفربول للانتصارات بالدوري الإنجليزي    القمر يطل على سكان الكرة الأرضية بظاهرة "التربيع الأخير"    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    وزير الداخلية يبحث تعزيز التعاون الأمني ومكافحة تهريب المخدرات مع نظيره الكويتي    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    مدرب الأخضر يستبعد فراس البريكان من قائمة خليجي 26 .. ويستدعي "الصحفي"    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    شرطة العاصمة المقدسة تقبض على 8 وافدين لمخالفتهم نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    أمير حائل يشهد حفل ملتقى هيئات تطوير المناطق والمدن 2024    39955 طالبًا وطالبة يؤدون اختبار مسابقة "بيبراس موهبة 2024"    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    اتفاقية لتوفير بيئة آمنة للاستثمار الرياضي    السعودية تستضيف غداً الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    مقتل 17 فلسطينياً.. كارثة في مستشفى «كمال عدوان»    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    السعودية واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    ولادة المها العربي الخامس عشر بمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    نجاح عملية جراحية دقيقة لطفل يعاني من ورم عظمي    شركة آل عثمان للمحاماة تحصد 10 جوائز عالمية في عام 2024    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    كاساس: استعدادات العراق مطمئنة    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    لمحات من حروب الإسلام    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسرائيل تستعد لتوغل بري ورايس تشترط ابعاد "حزب الله" . الملك عبد الله يتلقى اتصالاً من احمدي نجاد وبوش يستقبل سعود الفيصل غداً

استدعت اسرائيل امس آلاف الاحتياطيين وعززت قواتها قرب حدودها مع لبنان وسط مخاوف من قيام قواتها بتوغل بري وشيك. وفيما استمرت الغارات الاسرائيلية على بعض المناطق اللبنانية ومعها تساقط الصواريخ التي يطلقها"حزب الله"على شمال اسرائيل تصاعدت الاتصالات السياسية والديبلوماسية للتوصل الى"وقف دائم للنار". واعلن امس في واشنطن ان الرئيس جورج بوش سيستقبل غدا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل يرافقه الامين العام لمجلس الامن الوطني الامير بندر بن سلطان. راجع ص2، 3، 4، 5 و6
وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز امس اتصالاً من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تناول التطورات في المنطقة ولبنان والعلاقات الثنائية.
وظهرات امس معالم توافق اميركي - دولي على ضرورة ان يضمن اي وقف للنار عدم عودة الوضع الى ما كان عليه لحظة انطلاق المواجهة الحالية، ما يعني ابعاد قوات"حزب الله"من منطقة الحدود على ان تتولى الامن هناك قوة دولية ومعها الجيش اللبناني. واكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا التي تغادر غدا الى الشرق الاوسط هذا التوجه مكررة عدم جدوى التوصل الى وقف للنار يبقي الوضع على ما كان عليه.
وأكد السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون الى"الحياة"أن"الخطة"الأميركية التي أعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أنها تحملها معها في جولتها الى المنطقة الاثنين، تتضمن عنصراً سورياً ذا علاقة بدعم دمشق ل"حزب الله". واعتبر بولتون الكلام عن عودة سورية الى لبنان تحت غطاء المساعدة في بسط الاستقرار مستحيلاً. وقال:"لا مجال اطلاقاً لموافقتنا على عودة سورية عسكرياً الى لبنان. لا مجال على الاطلاق". وتابع:"لا توجد أي إمكانية لموافقتنا على أي وجود عسكري في لبنان".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الخطة الأميركية تتضمن عنصراً سورياً، وما هي طبيعة هذه العناصر، قال بولتون"إن التعاطي مع دعم سورية لحزب الله جزء مهم جداً من خطتنا".
وأبلغ رئيس الفريق الدولي الذي عقد المحادثات مع القيادة اللبنانية والإسرائيلية والفلسطينية، فيجاي نامبيار، الى مجلس الأمن أمس مواقف إسرائيلية ورسائل الى كل من سورية وإيران بأن"التهديدات بالواسطة لن تُحتمل بعد الآن"، وان"هذه المرة إسرائيل ليست مستعدة للتفاوض مع حزب الله عبر أطراف ثالثة، كما فعلت في الماضي في إطار تبادل الأسرى"، وأن إسرائيل تحمل إيران وسورية مسؤولية"تمويل"وتسليح ودعم"حزب الله". وقال إن هذه المواقف سمعها الفريق من كل من رئيس الوزراء ايهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
ونقل نامبيار الى المجلس موقفاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن ضرورة"فك الربط"بين أزمتي لبنان وفلسطين، معبراً عن قلقه من"محاولة متطرفين غير فلسطينيين اختطاف قيادة المسألة الفلسطينية"عبر الأزمة في لبنان. وأضاف أن عباس"شعر أن المهم فك الربط بين الأزمتين، وأن تتم معالجة القضية الفلسطينية بصورة ملحة وخلاقة على اساس جدارتها واستحقاقاتها".
مواقف ورسالة رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة التي نقلها مابيار الى مجلس الأمن تضمنت"تكراره بأن أي عملية تهدف الى إعادة تأكيد سيادة حكومة لبنان على كامل أراضي البلد، لا بد أن تعالج جذور القضايا الكامنة مثل مسألة مزارع شبعا".
وقال نامبيار إن حكومة إسرائيل أوضحت أن"قرارها هو أن العمليات العسكرية ستستمر الى حين اضعاف حزب الله بصورة جدية". وان العملية تطورت الآن لتصبح"رداً حاسماً على التهديد الاستراتيجي المرفوض الذي يشكله حزب الله"، ولتصبح أيضاً"رسالة الى إيران وسورية بأن التهديدات بالواسطة لن تُحتمل بعد الآن". وتابع أن أولمرت وليفني شددا على أنهما"حالما يشعران بأن حزب الله قد اضعف بشكل كاف ولم يعد يشكل تهديداً ارهابياً آنياً للإسرائيليين، فأنهما سيرحبان بإطار سياسي يضمن عدم العودة الى الوضع الراهن السابق ويسهّل تنفيذ القرار 1559".
واتخذ القرار 1559 حيزاً من الاهتمام الخاص بسبب رفض سورية السماح للفريق الدولي بدخول أراضيها طالما يضم تيري رود لارسن المكلف بمراقبة تنفيذ القرار 1559. وقال رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري سفير فرنسا جان مارك دولا سابليير"إن القرار 1559 قرار أساسي ورئيسي، وان تيري رود لارسن يقوم بمهمته بصورة ممتازة". وأضاف أن تشكيلة الفريق قرار عائد الى كوفي أنان وحده"ونحن ندعمه في ذلك".
واجتمعت كوندوليزا رايس في نيويورك ايضاً صباح امس بالفريق الدولي الثلاثي الذي يضم نامبيار ورود لارسن والفارو ديسوتو المكلف عملية السلام في الشرق الأوسط، واعلنت بعد ذلك اعتزامها التوجه الى المنطقة بخطة لم تكشف عن تفاصيلها. لكن المصادر المطلعة قالت ان رايس أبلغت انان والفريق وجميع المعنيين رأي الولايات المتحدة القائم على أن وقف النزاع ينطلق من التعاطي الحاسم مع"حزب الله"اولاً.
واثناء احاطته الى المجلس قال رئيس الفريق الدولي"من خلال استشارات البعثة، تبين ان هناك عقبات لتحقيق وقف اطلاق نار شامل في المستقبل الحالي. وترى البعثة هدفين سياسيين للأسرة الدولية في الأيام المقبلة: الأول تأمين نوع من وقف الاعمال العدائية بشكل عاجل، وهذا أمر ضروري للافراج عن المحتجزين والتأكد من وصول المساعدات الانسانية والتخفيف الدراماتيكي لعدد الضحايا المدنيين وفتح الجو السياسي لمفاوضة وقف اطلاق نار كامل ودائم".
واضاف ان"الهدف الثاني العمل بسرعة على عناصر اطار سياسي والذي يتمكن من فتح مسار لوقف اطلاق نار كامل ودائم. ان العودة للوضع ما قبل هجوم حزب الله في 12 تموز يوليو، والذي سيترك الاسرائيليين واللبنانيين غنيمة لقدرات ومخططات حزب الله والقوى الخارجية التي تدعمها هو أمر يتعذر الدفاع عنه. هناك حاجة لرزمة سياسية تعطي حكومتي اسرائيل ولبنان الثقة ان الرعب الذي تتحمله كلا الدولتين لن يتكرر، اي تهديد حزب الله لاسرائيل والاحترام الكامل من قبل جميع الاطراف اللبنانية وجميع جيران لبنان لسيادة وسيطرة الحكومة اللبنانية. ومن الصعب وقف اطلاق نار مستدام من دون اطار سياسي".
خطة رايس
وحسب المصادر، فأن عناصر عدة من الخطة الأميركية تتلاقى مع خطة الأمم المتحدة، وأن هناك اتفاقاً بين الطرفين على التنسيق بصورة تجعل تناول المسألة شمولية. كذلك، رأى رئيس المجلس السفير الفرنسي أن هناك"عناصر مشتركة"بين المبادرة التي طرحها كوفي أنان وبين"اللاورقة"الفرنسية و"تقارب"في كثير من الأفكار. وقال:"السؤال هو: كيف نتوصل الى ربط الهوامش؟". وأضاف أن"التنسيق قائم"في مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة وفي العواصم، لكنه اعترف ب"عدم وجود اتفاق على وقف فوري لاطلاق النار".
وفي حديث الى"الحياة"قال تيري رود لارسن:"هناك لاعبون عدة في الأسرة الدولية يعملون على أفكار وعناصر قد تصبح جزءاً من خطة عمل تنتج وقف الاعمال العدائية في لبنان". واضاف أن العناصر التي قدمها أنان الى مجلس الأمن"مؤهلة أن تكون جزءاً من إطار سياسي له فرصة تحقيق وقف اطلاق نار دائم". وتابع:"كما قال الأمين العام، يجب في الجزء الأول من خطة العمل، تأسيس منطقة عازلة في لبنان بموازاة الخط الأزرق، حيث ينشر الجيش اللبناني، ووجود معدل لقوى حفظ السلام"، أي القوة الدولية الموقتة يونيفل.
واضاف رود لارسن:"لم نتخذ اي موقف محدد بعد حول موضوع"اليونيفل" لكن اعتقد أن كل الأطراف المعنية تتفق على ضرورة إعادة تنظيم اليونيفل أو وجود جديد لقوات حفظ السلام تتلاءم مع الوقائع الجديدة على الأرض". ولفت الى أن"قرار مجلس الأمن 1559 واتفاق الطائف يدعوان الى تفكيك ونزع سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية".
وتابع:"ما لدينا الآن حد أدنى من الاتفاق على ضرورة عملية ديبلوماسية فورية وثم نرى ما سينتج عن هذه العملية".
وشدد على"ضرورة ان يكون هناك كحد أدنى اطار سياسي ينطوي على وقف النار، والا لن يكون هناك وقف نار. والجميع يعرف ذلك. فليس ممكناً العودة الى الوضع الراهن السابق. يجب ان نغير المعطيات السياسية واذا لم نفعل ذلك، أخشى ان نشهد تكراراً للوضع السائد الآن في مستقبل قريب".
وفي ما يخص بقاءه في الفريق الدولي على رغم الاعتراض السوري، قال رود لارسن"يشرفني ان اكون جزءا من الفريق، واذا طلب مني ساتابع عملي لاضع حدا لهذه الازمة المأسوية لمصلحة لبنان ودول المنطقة".
وانعقد مجلس الأمن في جلسة علنية أمس للاستماع الى الخطابات، واعتبر العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن سفير قطر ناصر النصر ان"العدوان الاسرائيلي على لبنان يشكل انتهاكاً واضحاً للقرار 1559 الذي أكد على وحدة وسلامة وسيادة لبنان". وقال:"انها حرب غير مبررة وغير متكافئة"و"يخطئ من يعتقد بأن تدمير لبنان سيجلب الأمن لاسرائيل، أو انه سيعزز دور الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة".
سعود الفيصل
قال البيت الابيض امس ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل سيجري محادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليسا رايس قبيل توجه الوزيرة الى الشرق الاوسط حاملة معها مبادرة لوقف التصعيد بين اسرائيل ولبنان و"معالجة الازمة من اساسها". واوضح ناطق بإسم مجلس الامن القومي الاميركي ل"الحياة"ان المبادرة الاميركية"لن تكتفي بوقف غير مشروط لإطلاق النار من جانب اسرائيل قبل ضمان عدم تمكن جماعات ارهابية مثل حزب الله من تكرار اعتداءات مماثلة عبر الحدود مع اسرائيل مجددا".
واضاف ان المحادثات السعودية-الاميركية، والتي سيشارك فيها مدير الامن القومي السعودي الامير بندر بن سلطان، ستأخذ في الاعتبار"المخاوف العربية من احتمال خروج المواجهة الحالية عن نطاق السيطرة بسبب سعي اطراف مثل ايران الى زعزعة الاستقرار الاقليمي عبر استخدام جماعات مسلحة مثل حزب الله".
واعتبر انه من الصعب التكهن بما إذا كانت الاطراف المعنية بالمبادرة الاميركية ستعلن تأييدها للخطة السلمية ام انها ستتحفظ على عناصرها او ترفضها الكامل. وقال إن رايس"لا تتوقع تنفيذا فوريا لخطتها"مشيرا الى ان الحلفاء الاوروبيين"يؤيدون الموقف الاميركي الداعي الى تسوية تضمن معالجة الازمة من اساسها وليس حلا مؤقتا يترك الاوضاع على حالها".
الى ذلك، قال ديبلوماسيون عرب في واشنطن ان الرئيس الاميركي يسعى لإعطاء اسرائيل اطول فرصة ممكنة لتحقيق هدفها بإضعاف حزب الله الى اقصى درجة ممكنة لأن ذلك يساعد على اضعاف موقف ايران في المواجهة مع واشنطن حيال الملف النووي الايراني، فضلا عن انه يقود الى تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1559.
من جهتها، استبعدت مساعدة رايس لشؤون المنظمات الدولية كريستين سيلفربيرغ أن"تكون عملية حزب الله بخطف الجنديين تمت من دون علم مسبق لحكومتي ايران وسورية"وشددت على ضرورة ابقاء حزب الله بعيدا عن"أي خطوات لاحقة لاعادة الاعمار"، مؤكدة ان الحل الذي تسعى اليه الولايات المتحدة يعالج"مسألة نقل السلاح والارهابيين"عبر دمشق.
وقالت سيلفربيرغ في حديث الى"الحياة"أن واشنطن تتطلع الى"حل دائم ونهائي للأزمة وليس طمرها باتخاذ خطوات سطحية"، واوضحت ان انفتاح واشنطن على خيار نشر قوات دولية في لبنان والذي"ستناقشه رايس خلال زيارتها للمنطقة غداً ضمن سلسلة خيارات أخرى تدرسها الادارة الأميركية". وشددت على أن الولايات المتحدة ستقدم"دعما سخيا"للحكومة اللبنانية ومنظمات غير حكومية في عملية اعادة الاعمار، وأكدت على وجوب"ابقاء حزب الله بعيدا"عن هذه العملية لأنه"أشعل هذه الأزمة وجر الشعب اللبناني الى هذا النزاع ولن يكون له دور بناء في مساعدة لبنان في استعادة عافيته".
الوضع الميداني
ولم يخفف انتقال المداولات السياسية الى مجلس الأمن والتفاوض المتواصل حول الممرات الإنسانية الآمنة لإغاثة المنكوبين في الجنوب والمناطق اللبنانية كلها، من تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في اليوم العاشر للعدوان على لبنان، وكان يوم امس يوم القصف الكثيف والمدمر لمدينة بعلبك شرق البلد، فتعرضت ل 17 غارة جوية من الفجر حتى بعد الظهر، أدت الى تدمير عشرات المنازل بالكامل وسوي أكثرها مع الأرض فيما تصدّع عدد آخر لا بأس به في ثلاثة أحياء رئيسة في المدينة، وقال مراسلون إعلاميون فيها ان بعض الجثث بقي تحت الأنقاض حتى عصر امس نتيجة تعذر أعمال الإنقاذ.
وقصفت المقاومة الإسلامية مدينة حيفا الإسرائيلية بالصواريخ ومدناً ومستعمرات اخرى وذكرت مصادر إسرائيلية ان نحو 30 إصابة وقعت جراء هذا القصف. وجاء إطلاق هذه الصواريخ رداً على استهداف بعلبك واستمرار القصف الكثيف على القرى الجنوبية، واستهدفت الطائرات الإسرائيلية ليل أول من امس للمرة الأولى جسراً في بلدة بعبدا التي يقع فيها قصر الرئاسة الأولى، اضافة الى تجمع ثكن عسكرية للجيش.
وبعدما أجهز الطيران الإسرائيلي على جسر المديرج الذي يربط الجبل بالبقاع وهو أكبر الجسور في المنطقة، كان تعرض لأضرار كبيرة في القصف بداية الأسبوع واصل تدمير الجسور في الجنوب واستهدفت المدفعية الأرضية وصواريخ الطائرات محيط مدينتي صور والنبطية، وانتهت احدى مظاهر الوضع الإنساني المأسوي المتعلقة بعجز برادات مستشفيات مدينة صور عن استيعاب جثث شهداء القصف على رغم النداءات لذويهم بسحبها بدفنها في مقبرة جماعية.
وأعلن وزير خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي خلال زيارة قام بها لبيروت امس اجتمع خلالها مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة في حضور بعض الوزراء، ومع نظيره اللبناني فوزي صلوخ، تأييد بلاده لرزمة الاقتراحات التي طرحها اول من امس الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ولوقف إطلاق النار. وقالت مصادر رسمية ان الوزير الفرنسي لم يحمل اقتراحات محددة وأنه سيتابع زياراته لدول المنطقة ليستكشف ما يمكن طرحه من أفكار استناداً الى خطة أنان وأنه قد يعود الى لبنان اذا كانت لديه معطيات جديدة لا سيما من الجانب الإسرائيلي.
وأجرى السنيورة ليل اول من امس اتصالاً هاتفياً بوزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل، للبحث في تطورات العدوان على لبنان، وتداول معه في المساعي المبذولة للوصول الى وقف لإطلاق النار. وأطلع الوزير الفيصل الرئيس السنيورة على حصيلة اتصالاته الديبلوماسية ونتائج اجتماعاته في فرنسا، وأبلغه دعم المملكة العربية السعودية للبنان ومساعي الحكومة اللبنانية ومواقفها، وقال:"ثقوا اننا الى جانبكم بكل ما نملك من قوة وعزم".
وعلمت"الحياة"ان التفاوض المتواصل منذ أربعة ايام على الممرات الإنسانية الآمنة، والذي تقوم به فرنسا والأمم المتحدة مع إسرائيل توصل الى موافقة مبدئية على الفكرة فقط من دون تحديد تفصيلي للأمور، وذكرت معلومات رسمية ان الحكومة اللبنانية اقترحت ممرات بحرية لسفن فرنسية ودولية، الى مرافئ بيروت وصيدا وصور وطرابلس وأن الأمم المتحدة تلقت إشارة من الجانب الإسرائيلي بإمكان الموافقة على ثلاثة ممرات فقط.
وذكرت مصادر دولية ل"الحياة"انه لا يكفي تأمين الممرات البحرية فوصول السفن الى المرافئ يتطلب من بعدها تأمين ممرات آمنة برية بنقل المساعدات الى المناطق، خصوصاً الجنوبية المنكوبة. وتسعى الأمم المتحدة الى نيل الموافقة الإسرائيلية عليها، لتنتقل بعدها الى ضمان عدم استخدام"حزب الله"لهذه الممرات لإطلاق النار منها حتى لا تقصفها اسرائيل.
وأوضحت مصادر رسمية ان ما نُقل الى الحكومة اللبنانية من جانب اسرائيل هو ان الأخيرة تريد تفاوضاً على كل ممر بري في كل مرة يتم استخدامه في أي منطقة من المناطق. ويعود التفاوض على الممرات الآمنة البرية الى ان اسرائيل تقوم بقصف الشاحنات حتى التي تحمل ادوية أو مواد غذائية. وكان دوست بلازي اعلن امس عن وصول باخرة من المساعدات الإنسانية التي ارسلتها فرنسا الى مرفأ بيروت، وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء امس عن تمكنها من ايصال قافلة مساعدات تتضمن 24 طناً من المواد الغذائية الى مدينة صور لتقديم العون الى 4 آلاف نازح. وجاء ذلك بعد مفاوضات اللجنة مع السلطات الإسرائيلية للوصول الى مناطق النزاع عبر طريق آمنة.
وفي باريس، أكد رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري عقب محادثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك"ضرورة وقف الهجوم الإسرائيلي على لبنان وصيانة الوحدة الداخلية اللبنانية التي تسعى إسرائيل إلى تفكيكها". وقال إن إسرائيل"لا تكترث لأحد وتتحرك بموجب قراراتها الخاصة، وعلينا نحن مواجهة ذلك عبر صيانة الوحدة الوطنية والتصدي لأي محاولة فتنة".
حشود اسرائيلية
وفي وقت حشدت تل أبيب آلاف الجنود ومئات الدبابات على الحدود مع لبنان، قال رئيس الأركان الإسرائيلي دان حالوتس إن الجيش سينفذ عمليات برية محدود إذا اقتضت الضرورة. وقال في كلمة متلفزة بثها التلفزيون الإسرائيلي بعد استدعاء أكثر من ثلاثة آلاف جندي أمس:"سنحارب الإرهاب في أي مكان لأننا إن لم نقاتله، فسيبادرنا هو بالقتال، وسيصل إلينا". وأضاف:"سننفذ عمليات برية محدودة بالقدر المطلوب لإيذاء الإرهاب الذي يلحق بنا الأذي".
وأكد حالوتس أن الجيش الإسرائيلي دمر"البنية التحتية لإطلاق الصواريخ"لدى"حزب الله"، كما قتل نحو 100 من عناصر الحزب"من كل الرتب والمستويات"، لكنه قال إن إسرائيل"لن تنشر أسماء هؤلاء القتلى التي نعرفها". ونفى"حزب الله"هذه التصريحات، غير أنه لم يعلق على تصريحات نقلتها وكالة"فرانس برس"عن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، قال فيها إن إسرائيل لديها جثث مقاتلين من"حزب الله"كانوا قتلوا خلال الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية الخميس الماضي.
وأكد موقع صحيفة"يديعوت أحرونوت"أن إسرائيل قد تحشد بين ثلاث وأربع فرق على الحدود مع لبنان مطلع الأسبوع، فيما تتزايد المؤشرات إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لغزو بري. ولم تنف تل أبيب التقرير، لكنها لم تؤكده أيضاً. وتضم الفرقة نحو 5000 جندي و100 دبابة، إضافة إلى مدرعات أخرى. وأشار الموقع إلى أن"فرقتين ستكلفان بمهام، إضافة إلى الفرقة المنتشرة في المنطقة، كما سيصل ألوف آخرون، معظمهم من الاحتياط، ما يعني أن الجيش في الشمال سيصل إلى ما بين ثلاث وأربع فرق".
واستدعى الجيش الإسرائيلي أمس أكثر من 3000 جندي من قوات الاحتياط، كما أكدت إذاعته أن ست كتائب قد تستدعى، ما يعني أن عدد جنود الاحتياط قد يصل إلى ستة آلاف. وقد ترسل هذه القوات إلى الضفة الغربية لتحل محل قوات قتالية ترسل إلى لبنان. ونقلت صحيفة"معاريف"عن قائد عسكري كبير قوله إن"الجيش قد يوسع عملياته البرية ضد مقاتلي حزب الله"ويستدعي أعداداً"ضخمة"من قوات الاحتياط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.