في الاحتفال الذي اقامته "جمعية الصداقة الكويتية البريطانية" في قاعة بروناي في معهد الدراسات الشرقية والافريقية جامعة لندن، الشهر الماضي لتوزيع جوائز الجمعية على افضل الكتب الصادرة في السنة الماضية عن الشرق الاوسط كان بين الكتب التي ذكرت بالتقدير الترجمة الانكليزية لمذكرات جعفر العسكري التي حققها كاتب هذه السطور، ونشرت للمرة الاولى باللغة العربية في العام 1988، ثم باللغة الانكليزية في العام 2003. وكانت تلك الاشادة تذكيراً بسيرة رجل من اعظم رجالات العراق والوطن العربي في العصر الحديث وهو الرجل الذي يُعد مؤسس الجيش العراقي وأباه، واستعادة لسيرة حافلة بالاحداث المثيرة، واحياناً بالمغامرات التي تصلح لأن تكون مادة لقصة سينمائية، انتهت فصولها نهاية روائية حزينة، لكنها، مع ذلك، تتسق بدرجة غريبة مع تلك السيرة التي كنت في كل مراحلها عبارة عن احداث ومفاجآت ومغامرات، لو شاء كاتب قصصي ان يكتب رواية عن شخصية خيالية، مرّ بها ما مرّ بجعفر العسكري من احداث، لما استطاع ان يجد لقصته نهاية تتسق مع بدايتها ولا خاتمة تكون ابلغ دلالة ولا اروع اشارة، ولا اكثر من مفاجأة من الخاتمة المؤلمة التي انتهت بها حياة ذلك الرجل. كان جعفر العسكري شخصية نادرة بين شخصيات العراق التي تسلمت مقاليد البلاد في بداية تأسيس الدولة العراقية الفتية. ويذكر معاصروه من العراقيين ما اتصف به من قوة الشخصية، وخفة الروح، وظرف الدعابة، فضلاً عن شجاعته المتناهية، ولباقته السياسية، وثقافته العسكرية والقانونية. ولم يكن لقب "العسكري" الذي يحمله "جعفر باشا" نسبة الى مسلكه، وان كانت نشأته عسكرية فعلاً، بل نسبة الى قرية تدعى "عسكر" قريبة من مدينة كركوك. وقد انتقل اليها جده الاكبر عبدالله المدني من المدينة المنورة في القرن السادس عشر. وكان ينتسب الى هذه القرية ايضاً بكر صدقي العسكري الذي قاد اول انقلاب عسكري في العراق، بل في البلاد العربية، ذلك الانقلاب الذي كان من اوائل احداثه مقتل جعفر العسكري بيد رجال بكر صدقي العسكري. ولد جعفر العسكري في بغداد في 15 ايلول سبتمبر 1885 ونشأ في احيائها الشعبية، وكان والده مصطفى بن عبدالرحمن ضابطاً في الجيش العثماني، انجب خمسة اولاد كان جعفر رابعهم. وانتمى جعفر الى المدرسة العسكرية التحضيرية في بغداد، ثم تخرج في المدرسة الحربية التركية مع صديقه وزميله نوري السعيد وقد تزوج كل منهما شقيقة الآخر في ما بعد. وارسل جعفر في بعثة عسكرية للتدريب في المانيا، فأقام فيها ثلاث سنوات، ثم عاد واشترك في حرب البلقان وجرح فيها. ولما انتهت تلك الحرب وظهرت نيات الاتحاديين العنصرية، انضم جعفر الى "حزب العهد العربي" وكان من اعضائه. ونشبت الحرب العالمية الاولى فعُيّن جعفر مرافقاً للاميرال الالماني فون سوشن ومنح وسام الصليب الحديدي الالماني. وكانت القيادة العثمانية خلال الحرب قد وضعت خطة للاستيلاء على مصر بمهاجمتها من الشرق والغرب في وقت واحد. فتولى الفريق جمال باشا السفاح قيادة الفيلق الرابع لمهاجمة مصر من الشرق عن طريق قناة السويس، وعهد الى جعفر بإثارة القبائل الطرابلسية في ليبيا للاغارة عليها من الغرب عن طريق "السلّوم". ولكن كيف كان لجعفر ان يصل الى ليبيا والبحر المتوسط يزخر ببوارج الحلفاء؟ تقرر ارسال جعفر في غواصة المانية من الدردنيل الى برقة. وهو يصف في مذكراته هذه السفرة المحفوفة بالمخاطر، ووصوله الى مضارب السنوسي، ثم يتحدث عن السنوسيين وعاداتهم، وموقف السنوسي من الحرب، واصراره على تزويده بالمال والسلاح لمواصلة عملياته ضد الانكليز. ويروي كيف تطوّع للعودة الى مصر متخفياً بزيّ احد الاخوان السنوسيين، متظاهراً بالسفر الى الحج، ثم يصف بقاءه في الاسكندرية لمدة عشرة ايام، واتصالاته بالانكليز خلال هذه المدة من دون ان يعرفوا هويته الحقيقية، ثم مغادرته على ظهر باخرة ايطالية الى المياه العثمانية في يافا، ثم الى القدس لمقابلة جمال باشا، قائد الجيش الرابع، ثم تحميله الاسلحة الى السنوسي على سفينة شراعية، واقلاعه من بيروت مستصحباً معه ثمانية جنود من ابناء العرب في هذه الرحلة المحفوفة بالأهوال، ووصوله سالماً الى ميناء بورت سليمان، ومحاولاته لاثارة السنوسي على البريطانيين، وبدء المعارك والحركات العسكرية في ليبيا، بينها "واقعة وادي ماجد"، و"واقعة بئر تونس" واخيراً "واقعة العقاقير" التي سقط فيها جريحاً، فأسره الانكليز. واعتقل جعفر العسكري في معتقل الاسرى في المعادي، وهناك فكر في طريقة للهرب من المعتقل، فتمكن من اقتلاع قضبان الحديد من احد شبابيك القلعة، ثم عقد "بطانيات" عدة ببعضها بعضاً، متخذاً منها حبلاً تدلى به ليلاً من الشباك ولكن "البطانيات" لم تحتمل ثقل جسمه لضخامته، فانفرط عقد احداها، وسقط جعفر على الارض واصيب برضوض وجروح، والقي القبض عليه في منتصف الليل، وأعيد الى المعتقل. ولم تفارق جعفر خفة روحه حتى في هذه اللحظات، وكانت صلاته بآسريه قد اصبحت ودية بسبب شخصيته الظريفة. فلما جرى استجوابه عن محاولته للهرب، عرض ان يدفع قيمة البطانيات الممزقة، فأضحكهم، واستطاع ان يلطّف الجو ويخفف من غضبهم، فنقلوه الى المستشفى لمعالجته. وفي هذه الفترة كانت "الثورة العربية" التي قامت في الحجاز في بدايتها، وكان الضباط العرب يلتحقون بها من كل حدب وصوب. فقرر جعفر الانضمام اليها، فسمح له بالسفر الى الحجاز بطريق البحر الاحمر، فلما وصلها أُلحق بالجيش العربي الذي كان مرابطاً حول المدينة المنورة بقيادة الشريف فيصل، وعيّن فيصل جعفراً قائداً عاماً لقواته من دون ان يستشير والده الشريف حسين، لما كان يعرفه من كفاءته العسكرية، لكن الشريف حسين غضب لذلك وامر بعزل جعفر، فأبرق فيصل الى والده قائلاً ان في ذلك اهانة له لا يقبلها وانه سيتخلى عن مسؤولياته في الثورة ويستقيل. فاضطر الحسين الى الموافقة على الغاء ذلك الامر وارسل برقية يسترضي بها ولده. واستولى جيش فيصل المعروف بالجيش الشمالي على العقبة واتخذها قاعدة حربية، ثم سار شمالاً حتى فتح دمشق. وقبل انتهاء تلك الحملة كان القائد البريطاني الجنرال اللنبي قد منح جعفر باشا وساماً بريطانيا رفيعاً واحتفل بتقليده الوسام في مقر قيادته في بير سالم بفلسطين وسط حلقة من المنتمين الى الفرقة التي اسرته في مصر. وكان لاختيار هذه الحلقة لتكون "حرس شرف" في ذلك الاحتفال وقع جميل في نفس جعفر، وحافظ في هذه المناسبة ايضاً على روح الدعابة التي اتصف بها طيلة حياته، فأصر على ان يحمل الى جانب الوسام البريطاني، وسام "الصليب الحديدي" الذي سبق ان ناله من اصدقائه السابقين الالمان، الذين كانوا في حالة حرب مع الانكليز الذين يقلّدونه وسامهم الآن. وكان له ما أراد. وكان بذلك الشخص الوحيد الذي حمل هذين الوسامين معاً. وبعد احتلال الجيش الشمالي سورية عُيّن جعفر العسكري حاكماً لمنطقة عمان ثم حاكماً لمنطقة حلب بعد سقوطها. ولما قامت الدولة العربية في سورية، وتوّج فيصل ملكاً عليها، عُيّن جعفر كبيراً لمرافقيه، فبقي في هذا المنصب الى ان وقعت معركة ميسلون التي غادر فيصل سورية على اثرها الى فلسطين ثم اوروبا. وكان جعفر في جملة مرافقيه، ولكنه لم يكد يصل الى بور سعيد حتى وصلته برقية تدعوه الى بغداد عاجلاً. وفي هذا الوقت كانت "ثورة العشرين" التي قامت في العراق ضد الاحتلال قد اشتد أوارها وحملت البريطانيين على تغيير سياستهم في العراق وتشكيل حكومة وطنية، فتألفت حكومة موقتة برئاسة عبدالرحمن النقيب الذي طلب الى جعفر قطع سفره مع الملك فيصل والذهاب الى بغداد ليكون اول وزير للدفاع في اول وزارة عراقية. وبهذه الصفة كانت المهمة الجديدة الثقيلة التي وجدها جعفر على عاتقه هي تأسيس جيش وطني عراقي. وبدأ عمله في المقر الجديد لوزارة الدفاع التي كانت تضم عشرة ضباط فقط، وكانت في الواقع وزارة دفاع بلا جيش. واستعان جعفر العسكري بالضباط العرب الذين خدموا في الجيش العثماني والذين كانوا بدأوا يعودون الى العراق بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى. ووضع جعفر العسكري للجيش العراقي اسساً عصرية وتقاليد قويمة لا تزال باقية حتى الآن، وكانت جميع التوسعات والتطورات التالية امتداداً لها. وكان الجيش العراقي الذي اسسه جعفر العسكري اول جيش عربي يستعمل المصطلحات والرتب العسكرية باللغة العربية، فلا "طابور" ولا "صاغ" ولا "بكباشي"، بل "سريّة" و"فوج" و"عقيد" و"زعيم"...الخ. بينما احتفظت الجيوش العربية الاخرى بالمصطلحات التركية والاجنبية حتى اواسط الخمسينات. وأسس جعفر العسكري في وزارة الدفاع دائرة للترجمة ترأسها اديب ولغوي متضلّع في اللغتين العربية والانكليزية، هو عبد المسيح وزير، فوضع للجيش العراقي مصطلحات عسكرية عربية مستعيناً بما كانت الجيوش العربية القديمة تستعمله من الفاظ ومصطلحات، ومستحدثاً اسماء عربية للرتب العسكرية وقطع الاسلحة واجهزة الدبابات والسيارات وغيرها من المصطلحات. واحتفظ جعفر العسكري بمنصب وزير الدفاع في وزارة النقيب الثانية وتولى هذه الوزارة ثلاث مرات اخرى في اوقات مختلفة. ولما عقد مؤتمر القاهرة الشهير في آذار مارس 1921 برئاسة وزير المستعمرات البريطاني ونستن تشرشل حضره جعفر العسكري مع السير برسي كوكس. وفي هذا المؤتمر تقرر ترشيح الملك فيصل، ملك سورية السابق، ملكاً للعراق. ولما أسس التمثيل الديبلوماسي لدولة العراق المستقلة الجديدة، اختير جعفر العسكري اول وزير مفوض للعراق في بريطانيا ولكنه استدعي الى بغداد بعد سنة واحدة، وعهد اليه برئاسة الوزارة، فبقي فيها حتى شهر آب اغسطس سنة 1923 ثم استقال وخلفه ياسين الهاشمي، وعاد هو الى لندن وزيراً مفوضاً للمرة الثانية، وعاد الى بغداد مرة اخرى فألّف وزارته الثانية، ثم عاد الى لندن مرة اخرى فبقي فيها حتى سنة 1935. وانتمى جعفر العسكري خلال وجوده في لندن الى احدى كليات الحقوق، ودرس القانون واكمل دراسته ونال لقب "باريستر" من "غريزاين"، وكان ذلك بطبيعة الحال بدافع من رغبته في الاستزادة من العلم، اذ لم تكن به الى الشهادة حاجة بعدما وصل الى اعلى الرتب في الجيش، واعلى المناصب في الدولة، واصبح رئيساً للوزراء مرتين ووزيراً للدفاع خمس مرات. ولعل اهم منجزات جعفر العسكري كان اصراره على مبدأ "التجنيد الاجباري" الذي اثار في البداية خلافات كبيرة ونقاشاً طويلاً في الاوساط العراقية والبريطانية. وكان جعفر العسكري قرر منذ توليه وزارة الدفاع للمرة الاولى عام 1923 وعند مناقشة الدستور بعد ذلك، ان يدخل فيه مادة تجعل الخدمة العسكرية إلزامية، لكن هذا الاقتراح قوبل باعتراضات بعض شيوخ العشائر فضلاً عن عدم ارتياح الجهات البريطانية. وكانت المعارضة الداخلية قائمة على اعتبارات سياسية وتعكس الوضع الدقيق لكيان البلاد السياسي الاجتماعي في تلك الفترة. اما بريطانيا فلم تكن لها في البداية سياسة معينة تجاه القضية، ولكن حينما تألفت في وزارة الدفاع لجنة لصياغة مشروع قانون التجنيد الاجباري، علّق احد موظفي وزارة المستعمرات التي كانت ترعى شؤون العراق في ذلك الوقت على الموضوع قائلاً: "ان فكرة التجنيد الإجباري تأتي مناقضة لجميع تقاليدنا...". لكن المفتش البريطاني للجيش العراقي الجنرال وايلي أيد رئيس الوزراء جعفر العسكري في مشروعه، بل استقال من منصبه في العراق احتجاجاً على موقف حكومته، فاتسعت الهوة بين دار الاعتماد البريطاني والوزارة، ولما عرضت الوزارة مشروع "قانون الدفاع الوطني" على مجلس النواب، استقال بعض الوزراء المعارضين له، لأسباب متنوعة، صريحة وخفية، واشتدت معارضة المندوب السامي البريطاني، فاستقال جعفر العسكري من رئاسة الوزارة. ومع ذلك تبنت الحكومة العراقية مبدأ التجنيد الاجباري بعد ذلك، فبقي نافذ المفعول، وطبق بنجاح تام، بفضل الأسس السليمة التي وضعها جعفر العسكري. وفي أواخر سنة 1936 فاجأ اللواء بكر صدقي العسكري، وكيل رئيس أركان الجيش، وزارة ياسين الهاشمي بانقلابه المعروف، فاستنكر جعفر ذلك، وقرر الخروج لمقابلة القطعات الزاحفة نحو بغداد، وكان واثقاً من أنه سيستطيع أن يثنيها عما تعتزم القيام به ويحبط محاولة بكر صدقي معتمداً على ما يكنه الضباط له من محبة واحترام. لكن بكر صدقي كان يعرف ذلك أيضا، فلما بلغه خروج جعفر العسكري ارسل أربعة ضباط اعترضوا سيارته وقتلوه في الصحراء قبل وصوله الى مقر القوات خارج بغداد. وهكذا انتهت، بصورة روائية محزنة مؤسفة، حياة جعفر العسكري بأيدي رجال الجيش الذي كان يعده أباه ومؤسسه. وكان عند مقتله في الحادية والخمسين من عمره. كان جعفر العسكري شخصية ظريفة، وسياسياً مرحاً، وصاحب نكتة، وكان في الوقت نفسه واسع الاطلاع عميق الغور. وتروى عنه قصص ظريفة ومقالب متنوعة. وكان بديناً نوعاً ما، مكتنز الجسم، شأن معظم الظرفاء، ذكياً كثير القراءة. جاء في التقرير السري الذي كانت السفارة البريطانية في بغداد تعده سنوياً عن الشخصيات الرئيسية في العراق، لسنة 1935 والمحفوظ في دار الوثائق البريطانية في كيو الوصف الآتي لجعفر العسكري: "... يتكلم العربية والتركية والكردية والأرمنية والفارسية والالمانية والفرنسية والانكليزية. ضخم الجسم، متقلب المزاج بطبيعته. نزيه. حسن النية ولطيف المعشر، وان كان خاملاً بدرجة لا يواجه معها الحقيقة حينما تكون مزعجة. ميال الى تبني موقف أقل مقاومة، منتظراً ما فيه الخير. ليست له قدرة على الدسائس، ويخدع بسهولة. متكلم جيد، وتكتيكي ممتاز، لكنه ليس استراتيجياً. شجاع ويقظ في المعارك...". خّلف جعفر العسكري مذكرات مخطوطة أعدها باللغتين العربية والانكليزية، لكن الأجل لم يمتد به لانجازها ونشرها، تاركاً مرحلة طويلة ومهمة من سيرته من دون أن تدون، فقد توقف في الفصل الذي تحدث فيه عن تعيينه حاكماً لحلب بعد احتلال سورية في سنة 1919. وكانت المذكرات ركاماً هائلاً من الأوراق باللغتين العربية والانكليزية، وبقيت عند نجله الأكبر طارق الذي كان ينوي اكمالها ونشرها، فلم يمهله الأجل ايضاً. فتفضل حفيده جعفر طارق العسكري، باطلاعي عليها، فعنيت بتحقيقها تمهيداً لنشرها. وقد رأيت من المفيد أن ألحقها بسرد موجز لسيرة جعفر العسكري من الفترة التي توقفت عندها المذكرات حتى مصرعه الأليم في سنة 1936، وهي فترة عمله في العراق. وقد نشرت المذكرات باللغة العربية في سنة 1988. وفي السنة الماضية رأى أحفاد جعفر العسكري نشر مذكرات جدهم باللغة الانكليزية أيضاً، تحقيقاً لرغبته، وحرصاً على اطلاع القراء بتلك اللغة على نطاق أوسع. وعني حفيده مصطفى طارق العسكري بترجمتها الى اللغة الانكليزية مع الملحق الذي أضفته اليها، وأسهمت مرة أخرى في تحقيق الطبعة الانكليزية مع الباحث والناشر البريطاني وليام فيسي، وصدرت الطبعة الانكليزية بعنوان: "قصة عسكري: من الحكم العثماني الى العراق المستقل". وذكر الكتاب بالتقدير بين أهم الكتب الصادرة عن الشرق الأوسط خلال السنة الماضية. وكان ذلك تخليداً لذكرى شخصية مهمة بل فريدة في تاريخ العراق الحديث، ورجل قدّم لأمته وبلاده خدمات جليلة