اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    شمال غزة يستقبل القوافل الإغاثية السعودية    نفاد تذاكر مواجهة إندونيسيا والسعودية    منتخب هولندا يهزم المجر برباعية ويلحق بالمتأهلين لدور الثمانية في دوري أمم أوروبا    اليوم بدء الفصل الدراسي الثاني.. على الطريق 3 إجازات    20,124 مخالفاً في 7 أيام وإحالة 13,354 إلى بعثاتهم الدبلوماسية    «إعلان جدة» لمقاومة الميكروبات: ترجمة الإرادة الدولية إلى خطوات قابلة للتنفيذ    5 فوائد صحية للزنجبيل    اختلاف التقييم في الأنظمة التعليمية    مهرجان الزهور أيقونة الجمال والبيئة في قلب القصيم    المتشدقون المتفيهقون    الإستشراق والنص الشرعي    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    أهم باب للسعادة والتوفيق    الفرصة المؤكدة و مغامرة الريادة في كفتي ميزان    أغرب القوانين اليابانية    «مزحة برزحة».. هل تورط ترمب ب«إيلون ماسك» ؟    أكثر من 92 ألف طالب وطالبة في مدارس تعليم محايل    سعرها 48 مليون دولار.. امرأة تزين صدرها ب500 ماسة    «مَلَكية العلا»: منع المناورات والقيادة غير المنتظمة في الغطاء النباتي    منتخبنا فوق الجميع    في دوري الأمم الأوروبية.. قمة تجمع إيطاليا وفرنسا.. وإنجلترا تسعى لنقاط إيرلندا    شارك في الطاولة المستديرة بباكو..الجاسر: 16 مليار دولار تمويلات البنك الإسلامي للمناخ والأمن الغذائي    البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية- الفرنسية بشأن العُلا    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يستعرضان الشراكة الإستراتيجية    14% نموا في أعداد الحاويات الصادرة بالموانئ    أمن واستقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة    محافظ محايل يتفقد المستشفى العام بالمحافظة    ضبط أكثر من 20 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    اكتشاف تاريخ البراكين على القمر    «واتساب»يتيح حفظ مسودات الرسائل    إطلاق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    السخرية    المؤتمر العالمي الثالث للموهبة.. عقول مبدعة بلا حدود    عروض ترفيهية    المملكة تستعرض إنجازاتها لاستدامة وكفاءة الطاقة    أشبال الأخضر يجتازون الكويت في البطولة العربية الثانية    ضمن منافسات الجولة ال11.. طرح تذاكر مباراة النصر والقادسية "دورياً"    الابتسام يتغلّب على النصر ويتصدّر دوري ممتاز الطائرة    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    رحلة قراءة خاصة براعي غنم 2/2    الحكمة السعودية الصينية تحول الصراع إلى سلام    وطنٌ ينهمر فينا    المرتزق ليس له محل من الإعراب    ابنتي التي غيّبها الموت..    حكم بسجن فتوح لاعب الزمالك عاما واحدا في قضية القتل الخطأ    «الجودة» في عصر التقنيات المتقدمة !    ألوان الأرصفة ودلالاتها    وزير الرياضة يشهد ختام منافسات الجولة النهائية للجياد العربية    خطيب المسجد الحرام: احذروا أن تقع ألسنتكم في القيل والقال    أمير تبوك يطمئن على صحة الضيوفي    ختام مسابقة القرآن والسنة في غانا    المؤتمر الوزاري لمقاومة مضادات الميكروبات يتعهد بتحقيق أهدافه    الزفير يكشف سرطان الرئة    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العرب في معرض فرانكفورت للكتاب : ضيوف شرف متفرجون أم مساهمون في الحضارة العالمية ؟
نشر في الحياة يوم 17 - 05 - 2004

دخلت أعمال التنسيق الجارية بين القاهرة وتونس وفرانكفورت وبرلين مرحلتها الحاسمة لإنجاح التظاهرة الثقافية العربية الأولى من نوعها في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي سيفتتح كما في كل سنة في شهر تشرين الأول اكتوبر المقبل. وتتولى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مهمة تقديم "العالم العربي" ثقافياً وحضارياً ك"ضيف شرف" في معرض الكتاب الذي يعتبر الأكبر في العالم. ويعود تقليد معرض فرانكفورت في استضافة دولة أو منطقة إقليمية كل سنة لاستعراض تاريخها وثقافتها وحضارتها إلى عام 1976 حيث بدأ التقليد المستمر حتى اليوم باستضافة منطقة أميركا اللاتينية التي تبعتها دول ومناطق أخرى وصولاً إلى استضافة روسيا العام الماضي.
وينظر الكتّاب والمثقفون في العالم إلى معرض فرانكفورت الدولي للكتاب على اعتبار أنه يشكل أضخم تظاهرة عالمية لتبادل الأفكار والمشاركة في حوار الثقافات المختلفة، إضافة إلى كونه أهم سوق لعرض الكتب وبيع حقوق التأليف والملكية الفكرية. والأرقام القياسية للمعرض تتحدث عن نفسها، إذ شاركت عام 2003 نحو 6628 دار نشر تمثل 102 دولة عرضت أكثر من 350 ألف كتاب في حضور أكثر من ألف مؤلف، وبلغ عدد زوار المعرض زهاء 300 ألف شخص، وقام بتغطية فعالياته أكثر من عشرة آلاف مندوب عن وسائل الإعلام الألمانية والأجنبية.
واحتضن المعرض 3 آلاف فعالية ثقافية وفنية بمشاركة مئات المفكرين والشعراء والنقاد والفنانين في حلقات نقاش ثرية ومتنوعة. وبذلك لم يعد المعرض الدولي يشكل فضاء لعرض الكتب وبيعها فقط، بل فضاءات عدة تتنوع فيها النشاطات، خصوصاً مع تقليد "ضيف الشرف" المتبع منذ نحو ثلاثة عقود، بحيث تتأمن من خلالها إطلالة الرأي العام الألماني على ثقافات الشعوب الأخرى. وفي هذا الإطار يندرج أيضا تقليد منح اتحاد دور النشر الألمانية جائزة السلام السنوية لأفضل كاتب أو مفكر. وحصلت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار عام 2000 على هذه الجائزة. وكانت المستشرقة الألمانية والباحثة في الإسلام الدكتورة الراحلة آنماري شمّل حصلت قبل ذلك على الجائزة تقديراً لجهودها الكبيرة في التعريف بالحضارة العربية والإسلامية وبناء جسور الحوار بين الشرق والغرب.
وحظيت بلدان أوروبية وأميركية لاتينية وآسيوية عدة حتى الآن على تصنيف "ضيف الشرف"، وتراوحت كلفة تغطية المشاركة في المعرض بين نحو ثلاثة ملايين دولار دولة لاتفيا الصغيرة وعشرين مليون دولار اليابان. ولا تقتصر المشاركة على أسبوع المعرض وفعالياته فحسب، بل تمتد على مدى عام تقريباً وتطاول، إضافة إلى فرانكفورت، عدداً غير قليل من المدن التي تقدم فيها أنشطة ثقافية مختلفة في دور الأوبرا والمسارح وصالات السينما والمتاحف وغيرها. وتضع إدارة المعرض بتصرف ضيف الشرف صالة ضخمة في البناء المركزي للمعرض يمكن أن تصل مساحتها إلى تسعة آلاف متر مربع تقسّم من قبل الدولة المعنية حسب ما ترغب به للتعريف بمختلف مظاهر ثقافتها وحضارتها وإبداعاتها، سواء من خلال عرض الكتب والأعمال التشكيلية والصناعات التقليدية والتحف الأثرية أو من خلال تنظيم اللقاءات الفكرية والقراءات والحوارات الأدبية وتقديم العروض الفنية المختلفة.
فكرة المشاركة العربية
لقد نبعت فكرة مشاركة العالم العربي كضيف شرف في معرض فرانكفورت من اقتراح تقدم به وزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي عرضها على الأمانة العامة فتبنتها وعرضتها بدورها على الدول العربية الأعضاء حيث لاقت الاستحسان، فتم على الأثر إخطار إدارة المعرض بذلك. واصدر مجلس جامعة الدول العربية قراراً رقمه 6296 بتاريخ 24 آذار مارس 2003 ضمنه موافقته على المشروع وتكليف الأمين العام موسى الإشراف العام عليه. وتم بموجب القرار أيضاً اختيار الدكتور المنجي بوسنينه، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ألكسو، منسقاً عاماً لتنظيم المشاركة العربية. وحددت على الأثر موازنة تقديرية للمشروع تبلغ 3 ملايين دولار قد ترتفع إلى خمسة ملايين، حسب بعض أوساط الجامعة.
وكانت جامعة الدول العربية وإدارة معرض فرانكفورت وقعتا اتفاقاً في آب اغسطس 2003 التزم فيه الطرفان اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لإنجاح المشاركة العربية في المعرض. وانطلقت منذ ذلك التاريخ الاستعدادات لوضع الخطوط الكبرى لهذه المشاركة التي عرضها المنسق العام بوسنينه في ندوة صحافية عقدها خلال انعقاد معرض فرانكفورت الدولي للكتّاب العام الماضي. وصاحب ذلك إقامة جناح رمزي باسم جامعة الدول العربية للإعلان عن أن العالم العربي سيكون ضيف الشرف عام 2004. وتبذل جهات ألمانية عدة جهوداً لمساعدة جامعة الدول العربية على انجاح المشاركة العربية، من بينها، إضافة إلى إدارة معرض فرانكفورت، قسم الثقافة في وزارة الخارجية الألمانية و"مؤسسة فريدريش إيبرت" القريبة من الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم و"معهد غوته". ويقوم بأعمال التنسيق مع هذه الجهات رئيس بعثة جامعة الدول العربية في برلين السفير سالم قواطين.
معارضة المانية وتقصير عربي
وعقدت اللجنة التحضيرية لمعرض فرانكفورت عدداً من الاجتماعات في مقر الأمانة العامة في القاهرة انتهت بالترحيب بتشكيل اللجنة الاستشارية العليا وإبقائها مفتوحة وباختيار محمد غنيم، الوكيل السابق لوزارة الثقافة المصرية، مديراً تنفيذياً للمعرض، والدكتور سمير سرحان رئيس هيئة الكتاّب المصرية رئيساً للجنة الإعلامية. كما رحبت اللجنة التحضيرية العليا باقتراح وزير الثقافة المصري فاروق حسني بتبرع مصر بالعائد المالي لمعرض آثار توت عنخ آمون في سويسرا مليون دولار تقريباً لنقله إلى الجناح العربي في المعرض. وأكدت اللجنة أهمية الاتجاه إلى القطاع الخاص والغرف التجارية العربية والأجنبية والمصارف للمساهمة في رفع الموازنة الضئيلة المخصصة للمعرض والتي لا تتناسب مع إمكانات الدول العربية.
ومما لا شك فيه أن المشاركة العربية في معرض فرانكفورت ستسلط الضوء على الإسهامات العربية في الحضارات الإنسانية من خلال إبراز تنوع الثقافة العربية الإسلامية في الداخل وانفتاحها على الجماعات الاثنية والدينية واللغوية المكونة لها، ثم من خلال التعريف بما أضافته هذه الثقافة على الحضارة الإنسانية وقدرتها على التحاور مع الثقافات والحضارات الأخرى. وفي هذا الإطار يشكل المعرض فرصة نادرة للدول العربية لجذب انتباه العالم إليها، خصوصاً أن أصواتا غير قليلة بين المثقفين والناشرين في ألمانيا خرجت لتشكك في أهمية الثقافة العربية وقدرة الدول العربية على إنجاح مثل هذا العمل المشترك متحججة بعدم وجود الحرية الفكرية والسياسية الكافية فيها لمنع إعطائها الفرصة الذهبية لتقديم نفسها على منبر ثقافي دولي.
وإذا كان العالم العربي يمتد في جغرافيته المتنوعة وتاريخه المتمايز من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي ويضم 22 دولة وتتميز ثقافته بمزجها بين الروحانية والعقلانية وباغناء التراث الثقافي الإنساني، إلا أن دولاً عربية عدة أبلغت اللجنة عدم مشاركتها في المعرض من دون أن تقدم سبباً ومنها المغرب وليبياوالبحرين والكويت.
وفي الاجتماع الذي عقده ممثلو الدول العربية المشاركة برئاسة المنسق العام الدكتور بو سنينة في تونس في 15 و16 نيسان ابريل الماضي ظهر وجود تقصير لدى عدد من الدول العربية في ما يتعلق بدفع مساهماتها المالية ورفْض عدد آخر المشاركة في المعرض. ووجه المجتمعون في تونس نداء إلى الدول التي اعتذرت أو تحفظت عن المشاركة كي تعيد النظر في موقفها، كما تمَّ حث الدول التي لم تسدد مساهمتها المالية بعد للإسراع في دفعها على أن ترسل كل دولة قائمة بمرشحيها من الأدباء والمفكرين والكتّاب في موعد لا يتجاوز نهاية الشهر الماضي، وكذلك تفاصيل النشاطات الثقافية والفنية التي ستقوم بها. كما دعيت الدول العربية إلى الإسراع في ارسال الكتب والمطبوعات المشاركة في المعرض إلى اتحاد الناشرين العرب في موعد لا يتجاوز 8 أيار مايو الجاري ليتسنى تصنيفها وتبويبها وعرضها على اللجنة الفنية العلمية التي يفترض أن تكون شكلت لإقرارها. كما طلب من كل دولة عربية مشاركة إرسال 24 لوحة رسم زيتية لتختار اللجنة أفضل 60 لوحة منها لعرضها مع نبذة عن رساميها وموضوعاتها.
وفي مجال الموسيقى والرقص طالب المجتمعون في تونس أن ترشح كل دولة فرقتين و20 فنانا لكل فرقة كحد أقصى لعرضها على اللجنة واختيار ما تراه مناسباً. ووافق المجتمعون على اقتراح اتحاد الناشرين العرب إلغاء الترجمة الكاملة لكتب الأطفال إلى اللغة الألمانية والاستعاضة عن ذلك بتحضير دليل بالكتب المرشحة لبيع حقوقها لدور النشر الأجنبية. كما أخذوا علماً باقتراح "معهد العالم العربي" في باريس إقامة ندوة عن واقع وآفاق المكتبات العربية داخل العالم العربي وخارجه.
محمد غنيم: المشاركة رسالة تاريخية
وتفتح مشاركة العالم العربي في معرض فرانكفورت فصلاً آخر في سجل الحوار مع العالم في القرن الواحد والعشرين حيث ستقدم الثقافة العربية نفسها في زي عصري إضافة إلى زيها التقليدي. ومعروف أنه منذ القرن السابع الميلادي أثّر التبادل بين الثقافة العربية والثقافات العالمية الأخرى والتلاقح في ما بينها بصورة جلية في وعي الحضارة العربية بذاتها. ويقول محمد غنيم إن قدرة الثقافة العربية على مرِّ التاريخ تتمثل في "التعايش والتفاعل مع الثقافات الأخرى وتجديد نفسها واستعدادها للقبول بالآخر"، مشيراً في هذه المجال إلى انتقال التراث العلمي العربي في العصور الوسطى إلى أوروبا عن طريق حركة الترجمة إلى اللاتينية والعبرية عبر معابر أهمها ساليرنو وباليرمو والأندلس وغيرها من المراكز التي انتشرت في أوروبا وشبه جزيرة ايبيريا. وأضاف أن المرء يجد في الجانب الآخر من الصورة أن الثقافة العربية "نهلت في مراحل تاريخية لاحقة من كنوز عصر النهضة الأوروبية التي شهدت تجلياتها في إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى". وأكد أن العالم العربي سيقدم في معرض فرانكفورت نماذج ثرية من إبداعات العرب والمسلمين على مر العصور، وأن كبار مفكّريه وشبابه وكتابه وفنانيه المبدعين سيأتون من داخل الوطن العربي ومن خارجه للمشاركة وطرح رؤاهم. واعتبر أن برنامج المشاركة العربية في المعرض سيكون "رسالة تاريخية توجهها الثقافة العربية إلى الثقافات الأخرى".
ومن المقدر أن يفوق عدد النشاطات والفعاليات الثقافية والأدبية والفنية والتاريخية والإبداعية العربية داخل المعرض المقبل وخارجه 300 فعالية تشارك فيها أكثر من 150 دار نشر عربية وعدد مماثل من أهم الكتّاب والمفكرين والشعراء والفنانين حيث تجري الاتصالات على سبيل المثال مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش والشاعر السوري أدونيس والمفكر المغربي محمد عابد الجابري والكاتب اللبناني أمين معلوف والكاتبة الجزائرية آسيا جبار والأديب السوداني الطيب الصالح والأديبة السعودية أشجان الهندي والشاعر العراقي سعدي يوسف وغيرهم للمشاركة في هذه التظاهرة الأدبية والفنية النادرة ودعوة الرأي العام الغربي بكل ممثليه وفعالياته لاكتشاف الحضارة العربية والإسلامية والتنوع الثقافي في العالم العربي.
حيز للمرأة العربية
وستدخل المرأة العربية معرض فرانكفورت للكتاب من بابه العريض حيث سيخصص لها حيّز مهم فيه. وستقوم كاتبات ومثقفات وفنانات من دول عربية عدة بعرض أعمالهن وإنتاجهن الفكري والأدبي وتقديم قراءات شعرية والمشاركة في الحوارات المختلفة. كما سيقمن في إطار ندوات عدة بتبيان موقع المرأة العربية في مجتمعاتهن المختلفة والمتمايزة ماضياً وحاضراً ويتحدثن عن تحرر المرأة بين الواقع والشريعة والحداثة والتقليد، وإلى النواقص والإجحاف اللاحق بالمرأة على أكثر من صعيد، بصورة تتجاوز المفهوم الديني لتصل إلى المفهوم الاجتماعي والنفسي، خصوصاً أن غالبية النساء في المنطقة العربية تعاني من الأمية والتهميش الاجتماعي والفكري والعلمي والانتاجي.
إبراهيم المعلم: ضعف النشر والترجمة
لقد أصبح من الثابت أن عدد الأطفال والشباب في العالم العربي يتزايد بصورة متسارعة، وكذلك عددهم في المدارس. ولا بد، بالتالي، من تأمين حاجاتهم وتطلعاتهم في ما يتعلق بالكتب وبحركة النشر والترجمة في مختلف المجالات الفكرية والعلمية، الأمر الذي لا يتوافر حتى الآن إلاّ بصورة ضعيفة جداً. ورأى رئيس اتحاد الناشرين العرب إبراهيم المعلم في مداخلة ألقاها أخيراً في معرض لايبزغ للكتاب في ألمانيا "أن دور النشر الحكومية وغير الحكومية تعاني من ضعف البنية التحتية للأسواق العربية، ما يعوق زيادة توزيع الكتب والمطبوعات بصفة عامة، خصوصاً أن شبكات التوزيع لا تزال ضعيفة، وكذلك عدد المكتبات ومنافذ البيع التي لا تزال ضئيلة بالمقارنة مع عدد السكان والقراء في العالم العربي". وبدأ عدد المكتبات العامة في الازدياد مؤخرا بفضل مبادرات بعض الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، كما بدأت دول عربية في تطوير قوانين حماية الملكية الفكرية والتوعية بها.
وذكر المعلم أن "أحد أهم المشاكل التي تواجه الناشرين العرب هي قوانين تصدير الكتب في بعض الدول العربية التي تحد من سهولة تصدير وبيع الكتب بين البلدان العربية نفسها، إضافة إلى قوانين الرقابة على المطبوعات التي تتناول قضايا حسّاسة في السياسة أو الدين والتي يتم منعها في عدد من الدول العربية".
ولفت رئيس اتحاد الناشرين العرب إلى فجوة كبيرة في أسواق الكتب العالمية بسبب ضعف حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية مشيرا إلى أن الأدب العربي، خصوصاً الحديث منه، يحتل حيزاً ضئيلاً في أسواق الكتب في أوروبا، كما أنه لم يحصل على الشهرة العالمية التي يستحقها باستثناء مؤلفات عدد معروف من كبار الكتاب والشعراء. واعتبر أن "الأوان حان لفتح قنوات تعاون بين الناشرين العرب والناشرين الألمان للدخول في مشاريع مشتركة لتنشيط حركة الترجمة في ما بينهم"، داعياً إلى إنشاء صناديق لتمويل مشاريع الترجمة من وإلى اللغة العربية على نسق "جمعية تشجيع الأدب في افريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية" التي بدأت في تمويل الترجمات عام 1984 بدعم من وزارة الخارجية الألمانية والمؤسسة السويسرية "برو هيلفيتيا".
وبفضل جهود هذه الجمعية تم نشر حوالي 97 ترجمة لمؤلفات عربية. وأضاف المعلم أن وضع ترجمة الكتب الأوروبية إلى اللغة العربية ليس مرضياً بالقدر الكافي، ملاحظاً أن القراء "لا يجدون في أسواق الكتب العربية ترجمات لمؤلفات أوروبية حديثة ومهمة في مختلف المجالات لأن الناشرين العرب يحجمون عن ترجمتها بسبب عدم وجود صناديق لدعم أعمال الترجمة في العديد من الدول العربية، ما يعوق دخول العالم العربي في حركة الترجمة الدولية ويقيد وجوده كعنصر فاعل في ساحة التبادل الدولي لحقوق الترجمة".
مشروع برنامج المعارض
والفعاليات العربية
ويؤمن مشروع برنامج المعارض والفعاليات العربية في المعرض سلسلة من النشاطات والفعاليات في مختلف أوجه الكتاب والثقافة والفنون المسرحية العربية على الشكل الآتي:
معرض الكتاب المطبوع والالكتروني داخل الجناح العربي
يعرض نحو 150 ناشراً عربياً يمثلون غالبية الدول العربية كفريق واحد الكتب التي أصدروها في المواضيع الآتية: الآداب والآثار والتاريخ والتراث الثقافي والدين والفكر العربي المعاصر والفنون والعلوم الاجتماعية والإنسانية والعلم والتكنولوجيا والجغرافيا والخرائط والأدلة والسير والسير الذاتية والدوريات الثقافية والمجلات الأخرى وكتب ومجلات الأطفال والناشئة والترجمات من وإلى اللغة العربية والكتب التي أصدرتها دور النشر العالمية عن العالم العربي.
وتجري حالياً ترجمة عدد من المؤلفات العربية المهمة إلى اللغة الألمانية وهي: مؤلفات من الأدب العربي وكتيبات للتعريف بحوالي 100 شخصية عربية بارزة في مجالات الأدب والفن والعلم. وكتاب تذكاري حول إسهامات علماء ومفكرين عرب حققوا شهرة في إثراء الحضارة الإنسانية. ويحمل الكتاب عنوان "اسهامات العالم العربي في الثقافة العالمة".
وستشمل المعارض التراث وروائع الآثار العربية والإسلامية و"العرب والأندلس" والمخطوطات والكتب النادرة والحرف والصناعات التراثية والتقليدية ورسوم الأطفال والفنون التشكيلية العربية الحديثة والمعاصرة وإبداعات الثقافة العربية والإسلامية باستخدام تكنولوجيا المعلومات وفن الخط العربي والعلم واللغة العربية والصور الفوتوغرافية وماكيت لأهم صروح الثقافة العربية ومعرض "القدس".
وهناك معارض خارج الجناح في متاحف ومنتديات فرانكفورت، منها: معرض "تطور صناعة السينما في العالم العربي" في المتحف الألماني للفيلم، ومعرض "غوته والإسلام" في متحف غوته ينظمه الجانب الألماني، ومعرض "إبداعات التصوير الفوتوغرافي في العالم العربي" في المنتدى الدولي للفوتوغرافيا، ومعرض "الأيقونات المسيحية في العالم العربي" في المنتدى الدولي للفوتوغرافيا، ومعرض "تاريخ البريد العربي" 1700 1879 ينظم في متحف الاتصالات ، ومعرض "تكنولوجيا الاتصالات الحديثة في مجالي الثقافة والإعلام" في متحف الاتصالات.
وتتسع دائرة النشاطات الثقافية في المعرض لتشكل عقد عشرات الندوات والمحاضرات وعرض كتب لمؤلفين ومبدعين عرب في مختلف المجالات، إضافة إلى أمسيات شعرية وحلقات بحث ولقاءات ثقافية بين الأدباء والفنانين العرب والألمان وبين الناشرين العرب وزملائهم الألمان.
أما برنامج الفعاليات فيشمل عروضاً لمسرحيات عربية وموسيقية، كما ستقدم عروض للأفلام السينمائية العربية الروائية والتسجيلية الفائزة بالجائزة الأولى في "مهرجانات السينما العربية" التي نظمها معهد العالم العربي في باريس في الفترة بين 1992 و2004، وستقدم فرق عربية للموسيقى والغناء والرقص الشعبي والرقص الحديث مثل "فرقة كركلا" اللبنانية عروضاً مختلفة داخل الجناح وخارجه. وفي مجال الأعمال المسرحية شددت اللجنة المنظمة على أهمية التركيز على القطع المسرحية التي لا تعتمد كثيراً على الحوار، بل على السينوغرافيا المسرحية
ملصق "العالم العربي" وحرف ال"عين"
يعتمد تصميم ملصق مشاركة العالم العربي في معرض فرانكفورت بشكل مباشر على حرف ال"عين"، وهو الحرف الأول من كلمة "عربي". واستخدم المصمم هاني الأشقر طائر الحمام فيه لأنه يرمز إلى السلام احتفالاً بالمشاركة العربية في المعرض ولتأكيد أن العرب طلاب سلام أيضاً، كما قال. ولحرف ال"عين" كأحد حروف الأبجدية العربية قيمة تشكيلية وجمالية في فن الخط العربي، واستخدم المصمم الحرف بحجم كبير واضعاً إياه على الجانب الأيسر كي يقسم مساحة الملصق بين الثلث والثلثين منه. واستغل الأشقر الثلث العلوي لتسليط الضوء على مناسبة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. أما بقية المساحة فاستخدمها المصمم للتركيز على الحدث، وهو أن العالم العربي ضيف الشرف في المعرض للعام الحالي، موضحاً ما يتعلق بهذا المعرض من بيانات ومعلومات.
واحتوى العنصر الآخر في التصميم على الحمامة التي، إضافة إلى رمزها للسلام، ترمز أيضاً إلى الحمام الزاجل الذي لعب في الأزمنة الغابرة دوراً مهماً في نقل الرسائل والمعلومات بين البشر. وترمز فكرة ال"لوغو" أو الشعار البادية في وسط الملصق على شكل "كتاب" إلى معرض فرانكفورت للكتاب. واختار المصممان داريو وفابيو زانير "عين الإنسان" ليرمزا إلى رؤى المستقبل، وربطا بين عنصري الكتاب والعين ليحققا تكويناً تشكيلياً يتصف بالبساطة والنقاء، وصمما الكتاب بشكل يخلق احساساً بالحركة. وأضاف المصممان تكوينا لكلمة كتاب على شكل دائرة وضعت في أعلى يسار الكتاب ترمز إلى العالم العربي، إضافة إلى اختيارهما اللون الأخضر لتأكيد الإشارة إلى هذا العالم. أما اللون الأحمر في العين الذي يعد لونا مناقضاً للون الأخضر فاختاره المصممان للاشارة إلى طاقة العالم العربي وقوته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.