بمناسبة اختيار العالم العربي ضيف شرف على معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، نظم معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة لتوضيح اهمية هذه المشاركة للعرب حضرها لفيف من المثقفين والمفكرين العرب. فرصة كبيرة في البداية تحدث د. سمير سرحان - رئيس هيئة الكتاب والمشرف على المعرض حيث قال: ان المشاركة العربية في معرض فرانكفورت، تتسم بالأهمية لأن ذلك الملتقى الثقافي في اوروبا ساحة رفيعة المستوى للقاء الناشرين والكتاب والمؤلفين والصحفيين والمهتمين بالثقافة على مستوى العالم، فعندما يتقرر ان يكون العالم العربي ضيف الشرف في هذا المعرض الثقافي فانه يدخل مباشرة في اطار ما ندعو اليه جميعاً الان في هذا العصر وهو حوار الحضارات، فنحن كأمة عربية في امس الحاجة لان نصحح الصورة التي أرادت بعض اجهزة الاعلام الغربي ان تلصقها بنا خاصة بعد احداث 11 سبتمبر وهي صورة العربي الارهابي غير المسؤول. فساحة فرانكفورت سوف تعطينا فرصة لن تتكرر في هذا القرن لتقديم صورتنا الحقيقية للعالم بخطى قوية نحو التعددية والديمقراطية والعلم والتكنولوجيا، وان لدينا مؤسساتنا ومبدعينا ومفكرينا وقدراتنا المتعددة التي سنتقدم بها في الحوار الثقافي في فرانكفورت حتى تصبح المشاركة فعالة وقوية. سوء فهم اما فولكر نويمان مدير معرض فرانكفورت فقد اوضح الظروف التي ادت لاختيار العالم العربي ضيف شرف في هذا المعرض وقال: على مدى ال 12 عاماً الماضية حدثت تغييرات كبيرة في العلاقات بين العالم الاوروبي والاسلام، هناك سوء فهم او احكام مسبقة بين الحضارتين في الفترة السابقة لذا يجب ان نعرف الكثير عن بعضنا البعض، فالكتب ومؤلفوها والفن والحضارة هم افضل الوسطاء ومصادر المعرفة، وقليليون من لديهم حضارة مثل الحضارة التي يتمتع بها العالم العربي، تلك الحضارة التي ينبغي ان نعرفها ونتعلم منها نحن الاوروبيين، ولذلك فمن الضروري والمحتم علينا أن نعرف العرب اليوم، حاضرهم ومستقبلهم ومشاريعهم المستقبلية، فوجود العرب في معرض فرانكفورت فرصة ذهبية لاظهار انفسهم امام العالم بالشكل الذي يرغبون ان يراهم به العالم. تظاهرة عربية وتحدث د. المنجي بوسنينه المنسق العام للمشاركة العربية في معرض فرانكفورت، فأوضح فلسفة المشروع وخطواته الرئيسية في تصور عام. فمع بداية هذا القرن وفي الظروف التي تمر بها امتنا العربية تأتي المشاركة العربية في معرض فرانكفورت لتكون تظاهرة عربية موحدة وهذا في حد ذاته كسب لان يكون العالم العربي وحدة صماء وسوف ندخل هذه التظاهرة بروح جديدة بناءة تبحث عن الندية والحوار مع الاخر بما لدينا عن عطاءات لتقديم صورة صحيحة لثقافتنا وقيمنا وديننا وثوابتنا، فهي معادلة بين التحديث والحداثة، والتغيير وضرورة التعبير. ونريد بهذا ان نأخذ مكاننا في العالم وان يكون لنا موقفنا المتميز الذي يتماشى مع تاريخنا المجيد وتطلع شبابنا ومبدعينا من خلال جناح واحد لاول مرة يشارك فيه 150 ناشراً عربياً واكثر من 150 مفكراً ومبدعاً لتمثيل العالم العربي بكل مكوناته وثقافاته تحت شعار التميز. تعدد وتنوع وعن الخطوات التنفيذية تحدث محمد غنيم المدير التنفيذي للمشروع مؤكداً ان البرنامج متعدد ومتنوع ويبدأ بمعرض الكتاب العربي للهيئات الحكومية من كل الدول العربية بما يقرب من (10) الاف عنوان أصدرتها الهيئات الرسمية ودور النشر الخاصة وسيقسم جناح العالم العربي إلى عشرة موضوعات تضم كافة فروع المعرفة. وسيقدم معرض فرانكفورت هديته للعالم العربي من 1500 - 2000 عنوان من الكتب التي نشرتها دور النشر العالمية باللغات الاجنبية عن العالم العربي.. ونشارك بعدة معارض فنية إلى جانب البرنامج الثقافي والفاعليات الثقافية والادبية والفكرية بالاضافة إلى الفعاليات خارج الجناح العربي حيث اتاحت لنا فرانكفورت عشرة مواقع لكي نقدم الفنون العربية في المدينة لفترة من شهرين إلى اربعة اشهر ثم الانتقال منها إلى برلين وميونخ وهامبورج وسوف يكون هناك ثلاثة لقاءات مهمة بين الروائيين العرب والاجانب وسوف يخصص متحف الثقافات العالمية للمرأة العربية. معرض العالم اما ابراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين العرب أوضح ان معرض فرانكفورت هو معرض العالم كله واكبر معرض لتبادل حقوق الملكية الفكرية، لذا فهي فرصة ذهبية وحلم تاريخي خصوصاً للناشرين العرب فلم يصبح الان امامنا عائق لنظهر صورتنا الحقيقية وقدرتنا الا جهدنا وارادتنا نحن والوقت المتبقي يستدعي ان نتكاتف جميعاً ونعمل بكل جدية لتحقيق هذا الهدف، وطالب وزراء الثقافة والاعلام العرب اعتماد ما لا يقل عن عشرة ملايين يورو توضع فوراً امام اللجان المنظمة من الحكومات العربية لان هذا هو التمثيل المشرف للعرب الذي لا نقبل بأقل منه. واخيراً تحدث جورج خوري المكلف بتوثيق العلاقات الثقافية مع العالم العربي من قبل الاذاعة والتليفزيون الالماني فأكد ان من يريد ان يعرف بنفسه وحضارته فعليه ان يذهب إلى فرانكفورت ونحن كمؤسسات ثقافية المانية نعمل على مد جسور التواصل للتعريف بين الشعوب والامم بين اوروبا والعرب ومن هنا كان اهتمامنا بالتمثيل العربي في معرض فرانكفورت رغبة في التواصل مع العرب خاصة في هذه المرحلة الحساسة. وفي نهاية الندوة عقد مؤتمر صحفي لمدير معرض فرانكفورت قال فيه: ان لدينا نقصا كبيار في المعلومات عن الثقافة العربية والمعرض يعد بداية للمعرفة الصحيحة للوجه الثقافي العربي ونحن الان في المدارس الالمانية نلقي الضوء على الثقافة العربية لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن هذه الثقافة.. وسوف يشارك العرب في المعرض بما يقرب من 600 مؤلف ومفكر واديب وعالم وفنان واعلامي يرغبون في فتح قنوات جديدة للحوار البناء بين الحضارة العربية والحضارات الاخرى تحقيق التفاهم المشترك ودعم أواصر التعاون بين الشعوب من اجل تعزيز قيم الحرية والسلام والازدهار.. باختصار ستكون الثقافة العربية محط أنظار العالم في 7 اكتوبر 2004 وهي فرصة نادرة للجميع لتبادل الحوار والمعرفة فنتمنى ان يظهر العرب بالشكل الذي يريدون ان يراهم عليه العالم.