منذ العام 1991 وكردستان شمال العراق فالتة من سلطة الحكومة المركزية في بغداد. وهي منطقة يصل اتساعها الى اتساع سويسرا نحو 40 ألف كلم بسكان يصل عددهم الى 7.3 مليون نسمة. وتشكل هذه المنطقة عملياً، اليوم، دويلة مستقلة، لكن أحداً لم يعترف بكينونتها حتى الآن. وبفضل قرار مجلس الأمن رقم 986 النفط مقابل الغذاء تعرف هذه المنطقة منذ العام 1996 ازدهاراً لا سابق له في تاريخها، غير ان مستقبلها، مع هذا، يبقى غير واضح. ومن بين أولئك الذين يستفيدون من هذا الازدهار الاقتصادي، هناك كل الذين كان من حظهم ان عملوا مع الأممالمتحدة، او واحدة من المنظمات غير الحكومية الدولية. وهذه الفتاة التي تتزين أمام مرآتهاصورة رقم 8، مهندسة شابة تعمل مع وكالة مستقلة تابعة للأمم المتحدة ومرتبها يسمح لعائلتها كلها بأن تعيش عيشاً معقولاً. ولعل الاشارة التي لا يمكن ان تخدع أحداً تكمن في ان مهاجري الشتات الكردي الذين يعيشون نحو 15 او 20 سنة في الخارج يعودون دائماً الى المنطقة لكي يستثمروا فيه مدخراتهم. ومن هؤلاء سليمان كساب الذي افتتح في مدينة السليمانية مطعم "ماكدونالد" ذا اليافطة الخداعة، والذي يلتقي فيه الشباب الاكراد صورة رقم 3. وهناك آخرون يعودون لتمضية الاجازات، مثل هؤلاء الصبايا الكرديات اللواتي يعشن عادة في الولاياتالمتحدة الأميركية صورة رقم 4. لقد أتين هنا لكي يلتقطن بكاميرا الفيديو صوراً لوطن آبائهن.. وثمة من يعود الى هنا بحثاً عن زوجة، مثل سائق الشاحنة الذي يعمل في بريطانيا وأتى هنا ليتزوج صور رقم 1. غير ان هذا الازدهار لا يطاول هنا الطبقات الاجتماعية كافة: اذ ثمة عشرات الآلاف من النساء، خاصة، من اللواتي اختفى أزواجهن او آباؤهن في العام 1988، خلال حملة "الأنفال" التي شنتها قوات صدام حسين ضد أكراد الشمال، وهن يعشن اليوم في "مدن التجميع" وسط أقسى مظاهر الفاقة، منسيات من الجميع، في استثناء بعض المنظمات الكردية غير الحكومية والتي لا تملك شيئاً . ان النساء هن، هنا، أول ضحايا الهزات التي تعرض لها المجتمع الكردي خلال أربعين عاماً من الحرب والقمع: ومن هؤلاء ربيعة التي من بعد رحيل بناتها السبع الى بريطانيا، بقيت وحدها في كردستان مع ابنتها روفاك، وهي صحافية تدير منظمة غير حكومية صغيرة تهتم بالنساء من ضحايا العنف صورة رقم 9" وأخريات حاولن القيام بأعمال تخريب لحساب بغداد، وهناك أخريات تقبل الواحدة منهن، على رغم المنع الرسمي لتعدد الزوجات، ان تكون الزوجة الثانية او الثالثة لواحد من سراة القوم، مثل مختار مدينة صمود التجميعية الذي يعجز عن احصاء عدد أولاده صورة رقم 2.