أغلق عدد كبير من حملات الحج والعمرة أبوابها، منذ وقت باكر، بعد اكتفائها بالعدد المصرح لها من حجاج الداخل، وتسابقت الحملات على إعلان تقديم خدمات خاصة من عيادات وبوفيه مفتوح وعدد آخر من المميزات وشهدت أسعار الحملات تفاوتاً في الأسعار، إذ بلغ أدنى سعر 6500 ريال، ويزيد السعر بحسب الخدمات المقدمة، في حين توجد حملات أخرى تقل خدماتها عن هذا السعر، غير أنها لا تقدم خدمات تسهل على الحاج أداء مناسكه، وفق أصحاب ومسؤولي حملات تحدثوا ل«الحياة». وأوضح عبدالله الغامدي صاحب إحدى حملات حج الداخل، أن «غالبية الحملات أغلقت أبوابها منذ وقت باكر، ولم تبذل جهداً كبيراً في الدعاية، إذ شهدت غالبية الحملات المشهورة اكتفاءً كاملاً، والتميز هذا العام يكمن في تخصيص سرير لكل حاج، كما يجذب المشتركين القرب من الجمرات والتنقل عبر قطار المشاعر، على عكس ما كان يهتم به الحجاج من تقديم وجبات في السنين الماضية». وانتقد الغامدي تأخر وزارة الحج في تسليم الحملات المواقع، وقال: «نعاني كل عام من تأخر في تسليم المواقع من وزارة الحج، على رغم أن التخصيص يبدأ في شهر شوال، ويتأخر التسليم في بعض المواقع حتى ال25 من ذو القعدة، وذلك يوقع الحملة في حرج وخلاف مع الحاج، عندما لا نستطيع تحديد الموقع للحاج مسبقاً». وأضاف: «نعاني في الوصول إلى مواقع مخيماتنا بسبب الحواجز الخرسانية، إذ نضطر إلى الوصول إليها لتجهيزها سيراً على الأقدام، إذ نعاني بعد الاستلام للموقع من عدم جاهزية الموقع، الذي يحتاج إلى صيانة المكيفات وإيصال المياه». كما انتقد الغامدي ضعف رحلات الخطوط السعودية لنقل حجاج الداخل، وقال «خصصت الخطوط السعودية 17 رحلة هذا العام للمنطقة الشرقية، وخرجت من قرعة المنافسة أربع حملات، كم أن هناك شركات لم يخصص لها رحلات، فضلاً عن التأخر في مواعيد الرحلات والعودة المتأخرة بعد أداء الحاج للنسك، ما دعا أصحاب بعض الحملات إلى إغلاق أبوابها باكراً لعدم توافر رحلات مخصصة للحجاج». وأشار إلى مشكلة تضاعف أسعار تذاكر طيران حج الداخل التي تواجههم كل عام، فعلى سبيل المثال أسعار تذاكر القادمين برحلات مخصصة للحجاج من الشرقية هي 1373 ريالاً بدلاً من 790 ريالاً للرحلة، ما دفع شركات نقل الحجاج الى رفع أسعار الحملات لتجاوز تلك العقبات، موضحاً، أنهم طالبوا «الخطوط السعودية» باستئجار طائرات موسمية تشرف عليها الخطوط السعودية ولو بنسبة تشغيلية، وذلك لرفع الأداء وتوفير مزيد من الرحلات. من جهته، وصف أحد أصحاب حملات حجاج الداخل في جدة خلف العتيبي، الإقبال على الحج هذا العام بأنه «ممتاز جداً»، إذ أعدت الحملات للموسم جيداً، إضافة إلى الخدمات المميزة التي سيتم تقديمها، كما أن الترويج والعرض للخدمات من خلال الإنترنت سهل لنا التواصل مع المشتركين وعرض خدماتنا بالصوت والصورة. واستطرد قائلاً: «أبرز رغبات المشتركين تكمن في توفير وسائل النقل في المشاعر من خلال القطار، والحج جواً من المدن الأخرى مثل الدمام والرياض وأبها وغيرها، ولكن الخطوط السعودية بالغت في الأسعار وضاعفتها. وقال أحد المشتركين في حملة حج هذا العام عبدالعزيز أحمد، إننا نتلقى وعوداً وتعهداً بخدمات عند ذهابنا لمكاتب الحملات، ونتمنى تنفيذ جميع الخدمات على أرض الواقع ولو بنسبة 80 في المئة. وأضاف: «نأخذ رأي من حجوا قبل ذلك، ونعتمد على تلك الآراء في الاختيار، فالسمعة وتجارب الآخرين تحكم اختياراتنا».