حققت "ديبلوماسية التهنئة" وتبادل الرسائل بين الرئيس الايراني محمد خاتمي ونظيره الاماراتي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، نجاحا ذوّب جبل الجليد المهيمن منذ فترة طويلة على العلاقات بين طهران وأبو ظبي. وجاءت الزيارة الملفتة التي قام بها اخيرا مبعوث الرئيس الايراني حجة الاسلام محمد علي أبطحي الى العاصمة الاماراتية وتزامنها مع احتفال الامارات بعيدها الوطني ال35، لتؤشر الى مستقبل افضل للعلاقات يجد فيه الخلاف على الجزرالثلاث على الخليج حلا قريبا. وقالت مصادر الوفد الايراني بعد اللقاءات التي عقدها ان الشيخ زايد يقف بقوة خلف سياسة تطبيع العلاقات السياسية مع طهران بعد الفتور الذي شابها في اعقاب اخلال طهران باتفاقية الشارقة للعام 1971 حول تنظيم الادارة المشتركة لجزيرة أبو موسى. ففي لقائه المطول مع ابطحي في قصر البحر، اشاد الشيخ زايد بخاتمي وأثنى عليه بطريقة جعلت مبعوث الرئيس الايراني يخرج بانطباع لخصه ل"الوسط" بان "صفحة جديدة ستفتح في العلاقات مع اخواننا الاماراتيين". وقبل ذلك، كانت عبارات الود التي تبادلها الشيخ حمدان بن زايد وزير الدولة للشؤون الخارجية مع ضيفه تطرح جانبا كل سنوات القطيعة الماضية وتؤسس لمرحلة جديدة وصفها رئيس دولة الامارات بانها ستكون "مفيدة جدا للشعوب الاسلامية خصوصا في فلسطين". وأجرى ابطحي خلال زيارته القصيرة التي استمرت بضع ساعات جولتين من المحادثات المغلقة مع الشيخ حمدان وصفها بأنها كانت "ناجحة جدا" مشيدا بحكمة الشيخ زايد للتقريب بين الشعوب الاسلامية. وقال المبعوث الايراني ل"الوسط" إنه نقل للشيخ زايد دعوة رسمية لزيارة طهران، وأكد أيضا أن خاتمي يرغب في زيارة أبو ظبي ولقاء الشيخ زايد الذي يكن له احتراما خاصا. وجاءت الزيارة ردا على زيارة قام بها الشيخ حمدان قبل اسابيع لتهنئة خاتمي باعادة انتخابه رئسا، والتقى خلالها وزير خارجية ايران كمال خرازي.