في الوقت الذي لا تزال الساحة الاوروبية تتردد حيال نشر شبكات عالية الاهلية للاتصال بالانترنت وتسهيل الاتصال بهذه الشبكة عبر الهواتف النقالة، خطت اليابان مرة اخرى خطوة عملاقة في هذا المجال، حيث تستعد مجموعة NTTDOCOMO التي تعتبر المختبر العالمي الاول في مجال الاتصالات الى اطلاق شبكة جديدة لتشغيل الجيل الثالث من الهواتف النقالة، لتضع في متناول زبائنها امكانية الحصول على نوعية اتصال سريعة لا تزال محصورة بتقنية الاقمار الاصطناعية والكابل التي لا تزال بعيدة عن السرعة المطلوبة. وتعول الشركة اليابانية على ما حققته من نجاحات في مجال الانترنت النقال لتغزو اوروبا عبر تعاونها مع مثيلاتها في القارة العجوز، وقد بدأت هذه المسيرة فعلاً بالعقد الذي وقعته مع الشركة الهولندية KPN بهدف نشر تقنية الانترنت النقال قريباً في هولندا وبلجيكا والمانيا بواسطة طريقتها الجديدة. ان الانترنت النقال الذي لم يجذب حتى الآن اكثر من خمسة ملايين ونصف مليون شخص في اوروبا، يعتبر ظاهرة اجتماعية حقيقية في اليابان اذ يصل عدد المتعاملين بهذه التقنية الى اكثر من ثلاثين مليون شخص، من اصل اجمالي عدد السكان البالغ 126 مليون نسمة، وقد لاقت هذه التقنية نجاحاً آخذاً بالتزايد فتح الباب امام انتشارها في اوروبا. وبالانتظار تستعد شركة NTT لاطلاق مشروعها الرامي الى تزويد المدن بشبكات توزيع قوامها اجهزة الارسال الاذاعية، لتمكين المشتركين من الابحار على شبكة الانترنت بسرعة فائقة جداً انطلاقاً من المفكرة الالكترونية او الهاتف النقال او الكومبيوتر النقال. ولهذه الغاية قام فرع طوكيو بزرع مئات محطات الارسال الاذاعية القادرة على بث وحدات ميغابتس في الثانية في دائرة قطرها حوالي مئة متر بحيث تصبح هذه الشبكة قادرة لاحقاً على تشغيل الهواتف النقالة سمعياً وبصرياً بواسطة برنامج خاص. اذ يكفي مثلاً 36 ميغابتس لارسال آخر اغنية بصورة الى موقع احد الاصدقاء انطلاقاً من المعدات الالكترونية النقالة. وبما ان جودة الصوت هي العلامة المميزة لصناعات الشركة اليابانية DoCoMo فقد حرصت ايضاً على توفير نوعية عالية وقوية في الاتصال، لهذا ستقتصر المرحلة التجريبية لهذا المشروع الذي يستمر من شهر آب اغسطس المقبل على منطقة شيبويا في طوكيو المعروفة بشيوع ورواج آخر صرعات التكنولوجيا المتقدمة، وفي أعقاب هذه الفترة ستقوم الشركة بإنشاء 400 نقطة اتصال تغطي جميع انحاء العاصمة اليابانية، اما تزويد بقية مدن الارخبيل بهذا النوع من الشبكات فيتوقف على نجاح هذه التقنية وإقبال المستهلكين عليها. لقد توزعت اجهزة الارسال على مصرف ومخزن لبيع الاسطوانات ومكتب مراهنات وبعض المدارس وأحد المقاهي الشهيرة التي يرتادها عشاق الالكترونيات لا سيما آخر الصرعات، وكلية العلوم السمعية البصرية التي تم تزويدها ايضاً بخمسة اجهزة كومبيوتر نقالة. اما المفكرات الالكترونية فلم يتم تشغيلها بهذه التقنية علماً بأن الاختبارات التجريبية لشحنها بقطع مصورة انطلاقاً من الانترنت سارت بنجاح تام وخلت من اي عطل فني. وتعتزم الشركة ان تقوم بحلول السنة 2003 بتغطية 97 في المئة من الاراضي اليابانية، كما تتوقع الشركة ان يصل عدد المشتركين الى 16 مليون شخص خلال سنتين، اما الموزع فلم يحدد بعد تسعيرة الاتصال باستثناء ما رشح عن الشركة اي ان الفاتورة تتوقف على مدى الاتصال ونوعية المادة المنسوخة او المنقولة. وباستخدام لغة الارقام علم ان نسخ اغنية مصورة بنوعية عالية يستغرق خمس دقائق ويكلف دولاراً واحداً.