مع توقع عودة طائرة "الكونكورد" الى الخدمة خلال اشهر، اعلن رئيس قسم الطيران التجاري في شركة "بوينغ" الن مولالي انه قرر تاجيل الخطط لبناء الطائرة العملاقة "747-اكس" التي تتسع ل 550 راكبا وان يبني بدلا منها طائرة اصغر واسرع يمكنها منافسة الطائرة الفرنسية-البريطانية الاسرع من الصوت. وتحلق طائرة الكونكورد بسرعة تقارب ضعفي سرعة الصوت ماك-2، في حين ان سرعة طائرة البوينغ المزمعة "سونيك كروزر" ستكون النصف، لكن استهلاكها للوقود سيكون اقل بكثير وسيسمح للخطوط الجوية التي تستخدمها بالمحافظة على اسعار "اقتصادية" نوعا ما، كما ان الطائرة لن تكون مضطرة الى تخفيف سرعتها فوق الارض مثلما تفعل الكونكورد لتجنب ضجة خرق جدار الصوت فوق الاماكن الآهلة. وكان من المقرر ان تكون طائرة "747-اكس" منافسة الطائرة العملاقة "اي-380" التي تبنيها شركة "ارباص"، لكن مولالي قال ان شركات الطيران تفضل الحصول على طائرة اسرع واقل ازدحاما، مشيرا الى ان شركة "فيرجين اتلانتيك" كسبت زبائن اكثر بتوفيرها مقاعد مريحة مثل مقاعد درجة الاعمال لكن باسعار تقل عن اسعار هذه الدرجة. وستحلق "سونيك كروزر" بسرعة 1200 كيلومتر في الساعة لتقطع المسافة بين لندن والقاهرة في ثلاث ساعات. وبما ان الكونكورد مضطرة في مثل هذه الرحلة لقطع معظم المسافة باقل من سرعة الصوت بسبب تحليقها فوق البر فستقطع الرحلة بوقت لا يقل كثيرا عن البوينغ الجديدة بينما الفارق في سعر تذكرة السفر كبير. ومعظم الطائرات الاميركية المعروفة، من "دي سي-3" الى "الجامبو 747"، و"دي سي-10" هي نماذج مدنية لطائرات عسكرية تم تصميمها وتطويرها من قبل الحكومة باموال المكلفين. اما مشكلات تمويل طائرة كونكورد فناجمة عن عدم وجوة نسخة عسكرية لها. وستكون "سونيك كروزر" نسخة معدلة من بوينغ 777 لكنها مزودة بمحركات اقوى. وقد اوقفت الكونكورد عن الخدمة بعد حادث تحطم احداها في 25 تموز يوليو الماضي قرب باريس لكنها ستعود بعجلات اقوى وخزانات وقود اكثر حماية.