في مجمل ما نقرأه في الصحف العربية، نلاحظ نوعاً من الخوف من وصول ارييل شارون جزار صبرا وشاتيلا الى رئاسة الحكومة الاسرائيلية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي اعتقادي انه لا يتعين على الصحافة العربية ان تبدي كل هذا الخوف، وذلك لعدة اسباب، اولها ان هذا النوع من الحكم في اسرائيل يكون عادة موقتاً، بمعنى ان الحكومة سرعان ما تنفجر تحت وطأة الخلافات التي تعصف بأعضائها، هم الذين تتباين اراؤهم ومواقفهم في شأن كل القضايا، داخلية كانت او خارجية. ثم على العرب الا يقلقوا، لأن مجرد مجيء شخص كأرييل شارون الى الحكم في اسرائيل معناه تدهور سمعة هذا البلد في أوروبا، لأن الاوروبيين قد يعجبون بأشخاص مثل رابين وبيريز، وقد يسكتون عن اشخاص مثل نتانياهو وباراك، لكنهم بالتأكيد لا يمكنهم ان "يبلعوا" شخصاً مثل شارون، اذ انه - عندهم - في مستوى متدن حتى عن مستوى بيغن وشامير، محازبيه الفاشيين. من هنا، اعتقد ان العرب يمكنهم ان يتوقعوا واحداً من أمرين: اما تدهور الوضع السياسي الاسرائيلي حتى أسفل القاع، واما اضطرار شارون للعب دور رجل السلام، وعند ذاك قد يكون أكثر استعداداً لتقديم التنازلات للفلسطينيين والعرب، او، على العكس من هذا، قد يورط المنطقة في حرب تفقد اسرائيل ما بقي لها من رصيد في أوروبا، وحتى في أميركا. وأمام هذه الاحتمالات المنطقية نتساءل: لماذا يقلق العرب كل هذا القلق من مجيء شارون؟ ساطع الهندي روما ايطاليا