في انتظار إحياء اتحاد المغرب العربي المعطلة عجلته منذ 7 سنوات وبعد أن تقرر مبدئيا عقد مؤتمر لوزراء الخارجية في الجزائر في الشهر المقبل وتحضير قمة يؤمل بأن تعقد هذا الربيع في العاصمة الجزائرية يجري اعتماد تطوير العلاقات الثنائية كمدخل للبناء المغاربي المشترك. وفي هذا الإطار جاء عقد اللجنة العليا المشتركة التونسية - الليبية برئاسة رئيسي الحكومتين التونسي محمد الغنوشي والليبي محمد مبارك الشامخ مناسبة لتمتين فعلي للعلاقات الثنائية، خصوصاً في المجال الاقتصادي. وعلمت "الوسط" من أوساط مطلعة في الخارجية التونسية أن الجانبين حققا تقدماً في مجال تطوير العلاقات بين البلدين ودفع المبادلات التجارية. ويبقى الهدف رفع حجم هذه المبادلات من لا شيء يذكر قبل بضع سنوات إلى مليار دولار. وقد بلغ رقم هذه المبادلات حاليا 660 مليون دولار، 420 مليون من المبيعات الليبية لتونس تتمثل خاصة في البترول والمصنوعات من مشتقات البترول وخاصة تلك الصالحة لصناعة البلاستيك المزدهرة في البلاد و240 مليون دولار من المبيعات التونسية لليبيا تتمثل في زيت الزيتون والصناعات الهندسية المختلفة. وإذ أصبح انسياب الأشخاص بين البلدين ميسرا إلى أبعد الحدود فإنه يجري بناء المنفذ الموحد على حدود البلدين في رأس جدير لمرور السلع. ويجري تنفيذ هذا المنفذ الموحد وبناؤه حاليا بحيث يكون الموقع واحدا لجمارك كل من تونس وليبيا بحيث يتم اختصار إجراءات مرور السلع إلى النصف في انتظار إلغائها، كما تم اتخاذ قرارات بتسهيل إصدار شهادات أصل المنشأ والمواصفات لتستجيب لحاجيات طلبات كل من السوقين. وفي ما عدا هذا فإن مشاريع استثمارية مهمة سيجري تنفيذها بين البلدين وستشهد ليبيا بالذات قيام رجال أعمال تونسيين باستثمارات كبيرة، فيما بدأت مؤسسات مقاولات تونسية كبيرة في تنفيذ مشاريع تنموية للبنية التحتية في طرابلس وبقية المدن الليبية.