يوم تتويجها ملكة جمال، غسلت الدموع عينيها، حتى شعرت انها مقصية عن كل ما حولها. تقول اليوم انها أمضت عمرها وهي تطارد تيجان الجمال، وفي الواقع ان كريستينا صوايا كانت ملكة جمال الجامعات اللبنانية، ثم وصيفة أولى لملكة جمال الانترنت، وبعدها ملكة جمال لبنان. الحب يشغل بال الملكة بدرجة 80 في المئة، لكنها لا تفكر بالزواج الآن، متطلباتها بالنسبة الى رجل العمر بسيطة، فهي تحبه ذكياً، و"يقظاً يشع بالحركة". لا تعتبر نفسها الأجمل لكن لا تجد في نفسها عيباً، والمرآة تنقل اليها الرضى الكلي. متعلمة، متحدثة، لبقة وذكية ربما بذات درجة جمالها، تمتلك قداً جميلاً، وأصابع أجمل ومواصفات وجه جميل، هكذا تنظر الى الجمال "شوي من كل شيء". طولها 180 سنتم، وطموحاتها من دون حدود. مشاريعها الأولى الاشتراك في انتخاب ملكة جمال العالم، ومن ثم الانطلاق في مشروعها الجمالي لهذا العام وهو مساعدة المسنين، تعتبر بأن صورة العرب مشوهة وستسعى الى تغيير هذه الصورة. هنا حوار الجمال والحب والطموح من منزل كريستينا صوايا: ما هي المقدمات التي دفعتك الى ترشيح نفسك لملكة الجمال؟ - خطر في بالي مراراً التقدم الى مباراة انتخاب ملكة الجمال، لكنني كنت مشغولة بإنهاء تخصصي الجامعي، وحريصة على عدم تضييع اي سنة منهجية جامعية في اختصاص الأعمال الاقتصاديةBusiness Economics. هل تعتقدين بأنك فعلاً الفتاة الأجمل في لبنان؟ - بصراحة، هناك "حلوات"، أقل مني وأكثر مني. تماماً كما ان هناك بشاعة أقل وأكثر. ومن يريد التفتيش عن الأجمل لن يصل الى أي نتيجة ترضيه. لأن الجمال الخارجي كشكل ليس وحده المطلوب، بل هناك ايضاً المحتوى. فملكة الجمال لا بد ان تتسلح بقليل من كل شيء لا سيما في مجال العقل او الفهم، والثقافة، والشخصية اضافة الى الجمال الخارجي. لأنه لا يوجد كمال مطلق. أيهما أهم في انتخاب ملكة جمال لبنان تناسق الجسم أم جمال الوجه؟ - جمال الوجه ليس له أهمية كبرى، في كل بلدان العالم يركزون على جمال الجسم أكثر. الوجه له مكانته بالتأكيد لكن في لبنان لا يتم انتخاب وجه جمالي. وهناك رأي سائد ومغلوط عند اللبنانيين حين يرون فتاة وجهها مقبول وليس جميلاً لا يقولون عنها جميلة على رغم ان هناك الطلة والقامة والهامة الممشوقة والمشية والطول والتناسق الجسدي. أنا أفرق في الجمال فأقول هذه ذات وجه جميل واخرى ذات قدّ جميل. فالفتاة لا بد ان تمتلك شيئاً من كل شيء حتى تكون ملكة جمال حقيقية وليس مجرد وجه جميل. ما أجمل شيء في كريستينا صوايا؟ - الناس يقولون أني أمتلك جسداً جميلاً، أما أنا فأحب في نفسي عينيّ. لماذا العينان؟ -هما مرآة النفس، ونافذة الشخصية، فإذا نظرت الى المرآة التفت الى العينين ومكامنهما والقراءات التي يمكن ان تنبئ عنهما. ما كان احساسك لحظة صعودك الى المسرح ومقابلة الجمهور ولجنة التحكيم؟ - لقد أصبت بحالة فزع كبرى وراء الكواليس. لم أكن مرتاحة على الاطلاق، وشعرت بخفقان سريع بدقات قلبي، وشعرت وكأني وسط معركة، والخوف يتربصني من كل الجهات. جلست جانباً وصليت حتى شعرت بالهدوء. ولم أكن خائفة من طريقة المشي على المسرح او من الاجابة عن الأسئلة بل كنت مرتبكة لأنني سأقود العشرين متبارية في الرقصة الأولى، فإن أخطأت أخطأ الجميع. لقد اعتمدوا علي كمرشدة لهم في الظهور الأول لنا أمام الجمهور. كانت اجابة المتباريات ضعيفة جداً قياساً الى الأسئلة التي طرحت ما جعل النقاد يتهمونهن بضعف المستوى الثقافي، كيف تقيمين المستوى الثقافي لدى المتباريات لملكة الجمال؟ - كان لأكثر المتباريات مستوى ثقافي عال جداً، انهن جامعيات، لكن هناك ضغوطات نفسية تعيشها المتبارية على المسرح، نتيجة الكاميرات ولجنة التحكيم والأضواء. ونحن نعرف بأننا أمام ملايين العيون في تلك اللحظة حيث شاشة التلفزة تبث مباشرة. اضافة الى ان الأسئلة تأتي مباغتة ومفاجئة حيث يكون الذهن مشدوداً ومشتتاً. هل صحيح ان لجنة التحكيم تضع العلامات من اختبارات سابقة للمتباريات وليس خلال العرض مباشرة؟ - ليس من المفترض ان يعتمد على اختبار المتبارية خلال وقوفها ليلة الحفلة وبثها مباشرة، مع العلم الاعتماد كان قائماً على هذا الاختبار المباشر أمام الجمهور. فهناك العديد من الفتيات الذكيات لكن الأضواء أربكت أعصابهن وكن قد خضعن لامتحان خاص قبل ليلة الانتخاب لمدة ربع ساعة لكل فتاة. وأظن بأن هذا الامتحان كان يجب ان يؤخذ في الاعتبار. برأيك هل لجنة التحكيم التي هي عبارة عن مذيعة، او مغنية او فنانة، مؤهلة للحكم لاختيار ملكة الجمال؟ - لا أملك إجابة لهذا السؤال، المسؤول هو شركة "ستار وايفز" التي اختارت أعضاء لجنة الحكم، وربما دعت الكثير من الأعضاء، لكن هؤلاء هم الذين حضروا في نهاية المطاف. مشاريع لبنانية ما هو السؤال الذي حسم النتيجة لمصلحتك؟ - سئلت ما هي مشاريعك للبنان على الصعيد الاجتماعي والثقافي والانساني في حال فزت كملكة جمال، فأجبت على الصعيد الاجتماعي سأهتم بالمسنين، لأن هؤلاء الذين قدموا ثمرة عطائهم للمجتمع لا بد في نهاية عمرهم ان يجدوا من يحتضنهم. ومن الناحية الانسانية لا بد من الاهتمام بكل المحتاجين لا سيما الطفل في لبنان لأن هؤلاء هم الغد والمستقبل وواجهة الوطن القادم. أما من الناحية الثقافية فأنا أعتبر بأن لبنان رائد في مجال الثقافة وتأكيداً لهذا الكلام أختير كوطن ليحضن مؤتمر الفرنكوفونية. ماذا تحملين لنا في بداية هذا العام الجمالي؟ - هناك مشروع تحضيري لملكة جمال العالم الذي سيقام في جنوب أفريقيا في 16 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وعند عودتي سأبدأ مشاريعي التي أطلقتها للاهتمام بالشيخوخة والاطلاع على احتياجات الجمعيات والمسؤولين المهتمين بأوضاع المسنين في لبنان. برأيك لماذا لم تنجح الفتاة اللبنانية في ان تكون ملكة جمال العالم؟ - يقال ان استبعاد الملكة اللبنانية عن الفوز بتاج الجمال العالمي بسبب الشائعات السياسية المرتبطة بنا كعرب، بأن العرب ارهابيون، مع العلم اني أستنكر هذه المقولات، فإن كان بعض الأفراد قد شوّهوا صورتنا كعرب، فإننا نحن شعب أصيل وذو قيم وحضارة عريقة متجذرة في التاريخ ويليق بنا ان نفوز بهذا التاج العالمي. الى أي مدى يلتقي الجمال بالحب وما هو الحوار الذي يمكن ان يقوم بينهما؟ - الحب شعور رائع وجميل، ولا يمكن لأي انسان ان يحيا من دون حب سواء حب الجنس الآخر، او حب الناس حوله. ماذا شعرت حين فزت باللقب؟ - لا تسأليني. صورتي كانت معبرة، كانت أكثر ليلة بكيت فيها بحياتي. ذكرت بأن الحب مهم كالجمال، فكم يستحوذ الحب في حياتك؟ - للحب 80 في المئة من حياتي وتفكيري. هل نقول ان ملكة جمال لبنان برسم الزواج؟ - لا أبداً. لا وقت لي للحب والغرام والزواج. الآن ما زال الوقت مبكراً. ما هي مواصفات الرجل الذي تحبه الملكة؟ - أحبه ذا حركة، ذكي، عيناه تشع بالبريق. لكن هذه مواصفات قد تنطبق على رجل ميكانيكي سيارات مثلاً فهل تتزوجينه؟ - حين يأتي نبحث في المسألة. يبدو لباسك بسيطاً جداً كملكة جمال؟ - أنا الآن في بيتي، لكن حين أود ان أستقبل أحدهم أكون في كامل أناقتي. ما هو الموضوع الذي ترغبين عادة في مناقشته؟ - أحب الحديث الذي يتناول وضع الرجل والمرأة في مجتمعنا الشرقي والفروقات الموجودة بينهما على رغم ان المرأة استطاعت ان تثبت شخصيتها وثقافتها لكنها ما زالت مستضعفة وينظر اليها بدونية ما وما زال العيب يلاحقها وحدها من دون الرجل. هذا شأن يقلقني وأحب مناقشته باستمرار. لماذا لا يكون هذا عنوان مشروعك الجمالي خلال عام تتويجك كملكة؟ - لم أجعلها قضيتي، لأن هذا شأن اجتماعي محض يحتاج الى سنوات وسنوات حتى تتبلور الأفكار وتتغير في المجتمع. حلّه ليس موجوداً لدى شخص معين، او بقرار سلطة. أنا اخترت عملاً أستطيع ان أقدم من خلاله شيئاً أكيداً للناس. أما قضية المرأة والرجل فتحتاج الى تربية اجتماعية وتغيير فكري. أنا لا أستطيع ان أفعل معه شيئاً. قلت الكمال لله. فلو نظرت الى المرآة فماذا ينقصك او ماذا تحتاجين حتى تكونين ملكة حقيقية؟ - لا أبداً. أنا حين أنظر الى نفسي أجدها كاملة وأنا راضية عن نفسي جداً