بعدما لمع اسم كريستينا صوايا حاملة لقب"ملكة جمال لبنان"، و"ميس انترناشونال"، ها هو يعود ليبرز على الساحة الفنية، ولكن هذه المرّة ليس في ساحة ألقاب الجمال، بل في ساحة تقديم البرامج، وبالتحديد برنامج"أجواء"على شاشة"المستقبل". وعلى رغم أنّ عالم الإعلام يستهويها، نلاحظ أن أعواماً عدة مضت منذ حملها التاج حتّى بدء تقديم برنامجها، من هنا السؤال:"ألم تتأخّر قليلاً في خوض تجربة التقديم؟"تجيب:"كان في إمكاني أن أدخل هذا المجال قبل اليوم بكثير، بخاصّة أنّ عروضاً عدة قُدّمت إليّ، ولكنها لم تكن تقنعني أو تُشعرني بأنّها تليق بي أو تشبهني". وبما أنّها تملك مع زوجها طوني بارود وشريكتهما غادة حبيقة شركة"بي آر كوم"التي أنتجت برنامج"شو بتقول؟"في شهر رمضان الفائت، كان لا بد من سؤالها لماذا لم تفكّر في ما ترغب في تقديمه فتنتجه وتعرضه على المحطات التلفزيونية؟ وتوضح صوايا أنّ شركتها لم تبدأ الإنتاج قبل عام 2007، إذ كانت تُعنى في السابق بتنظيم المناسبات والأعراس وبالعلاقات العامة... وتضيف:"أعتقد أنّني حتّى لو كنت أنا مَن أُنتج برنامج"أجواء"، فلم يكن سيجهز قبل الآن بكثير، لأنّ هذا البرنامج بدأ التحضير له منذ نحو سبعة أشهر، ولكنّنا لم نبدأ بتصويره إلاّ منذ شهر أيلول سبتمبر". وتشرح قائلة:"كان لا بد من أن يتطلّب البرنامج كلّ هذا الوقت بخاصّة أنّه ليس مستورداً من الخارج، فهو لبنانيّ محض، وهنا ولدت كلّ فقراته وكلّ تفاصيله، أضِف إلى ذلك أنّه مرّ بتغييرات كثيرة قبل أن يصل إلى صيغته النهائية". وتنفي صوايا ما يقوله بعضهم من انّ هذا البرنامج يشبه برنامجاً أجنبياً يستهدف جمهور الصغار لا الكبار، وتقول:"لم أسمع ببرنامج يشبه"أجواء"، على الأقل ليس في لبنان ولا في البلدان العربية، أمّا بالنسبة الى الشبه الموجود بينه وبين برنامج أجنبي، فقد يجوز أنّ صاحب الفكرة استوحى القليل من مكانٍ ما، وأقول يجوز، ولكن أؤكّد أنّ برنامجنا ليس صورة عن أيّ برنامج آخر". وتشير صوايا الى أنّ كلّ الأصداء التي سمعتها كانت تعلن أنّ"أجواء"جديد من نوعه،"فلم نرَ من قبل برنامجاً يخصص مسابقة لل"one man show"، أو لل"DJ"، أو للفرِق الموسيقية العربية أو الأجنبية، وربما تكون فقرة"الكاريوكي"هي الوحيدة المشتركة مع برامج أخرى، ولكن طريقة تطبيقها وتنفيذها مختلفة". أمّا هدف هذا البرنامج، بحسب صوايا، فليس إطلاق النجوم بل اكتشاف المواهب في مجالات جديدة لم يعتد الجمهور مشاهدتها على التلفزيون. ونسأل الملكة السابقة لماذا لم تستفد من لقبها لعرض بعض الأفكار على محطاتٍ تلفزيونية أو شركات إنتاج، بخاصّة أنّ الشخص المعروف يستطيع أن يصل في شكلٍ أسرع وتؤخَذ أفكاره في الاعتبار بدل أن تُنسى فوق الرفوف، فتجيب:"غالباً ما طرحت عليّ الصحافة السؤال حول سبب عدم دخولي مجال التقديم أو التمثيل أو الغناء بعد، وكأنّ ذلك نتيجة بديهية لكلّ ملكات الجمال... أعرف أنّ هذا ليس مضمون سؤالك، ولكن يجب أن أوضح هنا أنّني لو أردت أن أستعين بجواز دخول إلى الإعلام فكنت سأستعين بإسمي الذي اشتهر وليس بجمالي الخارجي، علماً أنّ الجمال كان سيلعب دوراً ما بطريقة أو بأخرى، لأنّنا في عصر الصوت والصورة، ولكنني لم أفعل هذا ولا ذاك!". وتعتبر أنّ مجال الإعلام، وتقديم البرامج، يتطلّب كاريزما وسرعة بديهة وحضوراً مميّزاً وثقافة واسعة، إضافة إلى عوامل أخرى تساعد المقدّم في النجاح وشدّ أنظار الجمهور، خصوصاً إن كان برنامجه يشبهه. وعن الانتقادات التي وجهت إليها حول إكثارها من إطلاق النعوت على أجواء برنامج"أجواء"، تقول:"قد يكون صحيحاً ، إذ علينا أن نترك للمشاهد تحديد النعت المناسب لأجوائنا، وقد ذكرت في إحدى الحلقات أنّ لجنة التحكيم ستكون الحكم على المشتركين، والمشاهد سيكون الحكم على البرنامج، ولكن ذلك لا يمنع أن نحضّر الجمهور لما ينتظره". ولكن، هل تتابع صوايا كل النقد الذي يُكتَب عن البرنامج؟"طبعاً"تقول،"وأحاول أخذه في الاعتبار إن كان بنّاء، ولكن إذا شعرت بأنّ الناقد يكتب ليملأ الصفحات، فمن المؤكّد أنّني لا أجيب، علماً أنّ قليلين هم النقّاد الذين يحاولون معي الاصطياد بالمياه العكِرة". أمّا ما أفادها من النقد وما تحاول أن تتفاداه كلّما بدأت بتصوير حلقة جديدة فنقطتان: الأولى هي كثرة إطلاق النعوت على الأجواء، والثانية سمعتها في الحلقات الأولى فقط وهي أنّ صوت الجمهور عالٍ جداً الى درجة لا يُسمَع صوتها أحياناً، ما يدفعها إلى الكلام بصوتٍ مرتفع،"وكان الأمر طبيعياً أن أتكلم بصوتٍ عالٍ، لأنّني لم أكن أسمع صوتي بسبب صخب الجمهور، لذلك طلبت أن أضع سماعة في أذني أستطيع من خلالها أن أسمع صوتي، وهكذا كان". صحيح أن"أجواء"هو البرنامج التلفزيوني الأوّل لكريستينا صوايا، ولكنّه ليس تجربتها الأولى في التقديم، إذ قدّمت الكثير من المناسبات والحفلات الفنية أو الخاصّة لشركات،"ولكنّ ذلك لا يمنع أنّ للتلفزيون تفاصيل يجب التنبّه إليها". وعن هذه التفاصيل ماذا أوصاها زوجها طوني بارود الذي سبقها إلى هذا المجال؟ تقول:"لقد لفت نظري إلى ضرورة انتقاء الكلمات لأنّ بعضها قد يكون عادياً في الحياة اليومية ولكن مزعجاً أو غريباً على التلفزيون". بعد عرض الحلقة الأولى، سمعت كريستينا تعليقات إيجابية كثيرة من القيّمين على البرنامج ومن الجمهور، إذ شعر كثر أنّها تبدو كأنّها تقدّم البرامج منذ سنين طويلة،"وقد أعطاني ذلك اندفاعاً قوياً جداً". ولكن، ماذا عن رأيها الخاص؟ تجيب:"بصراحةٍ أنا أحببت ما رأيت، ولكن ذلك لا يعني أنّني لم أجد أي ثغرة، فأنا أشاهد نفسي بعد كلّ حلقة وأدقق في تفاصيل صغيرة لن يراها أحد، ولكنّني أعرف نقاط قوتي ونقاط ضعفي، وأسعى لأن أنمّي الأولى وأمحو الثانية". نشر في العدد: 16682 ت.م: 06-12-2008 ص: 32 ط: الرياض