أصبح الظهورالاعلامي لبعض الجنرالات المتقاعدين، لا سيما الضباط السابقين في الجيش الفرنسي، مصدر إحراج متزايد لقيادة الجيش الجزائري ولمديرية الأمن العسكري بصفة خاصة. فقد نقل مصدر مطلع عن مسؤول امني كبير قوله: "لم نعد نفهم لماذا يركب اللواء خالد نزار رأسه على هذا النحو"! ومن المتوقع ان يزيد حرج هذا المسؤول "بعد تهجم العقيد محمد بوتلة، وهو ملازم سابق في المخابرات الفرنسية، على كل من الرئيس علي كافي والعميد المتقاعد محمد أعطايلية، وهما من "جيش التحرير الوطني". إذ مثل هذا الظهور الذي يعتبر استفزازاً حقيقياً لشرائح مهمة من الرأي العام المحلي، بدأ يُحدث ردود الفعل التي تتخوف منها قيادة الجيش. وجاءت باكورة هذه الردود بقلم محمد الطاهر سعادة الذي حاول على صفحات يومية محلية استقراء "الخلفية السياسية" لهذه التحركات المريبة. ورد على الذين يتظاهرون بالدفاع عن شرف الجيش بقوله: "لا يمكن انقاذ شرف الجيش بمحاولة تجديد نظام حكم تجاوزه الزمن". ورأى ان أفضل وسيلة لحماية شرف المؤسسة العسكرية تتمثل في اعتراف القائمين عليها بأن "لا حق لأي مؤسسة - مهما عظم شأنها - ان تشكل دولة داخل الدولة، من دون ان يؤدي ذلك الى إرباك المنظومة كلها". وخلص سعادة الى حكم مزدوج على بعض قادة الجيش، اذ وصف أعمالهم بأنها ساهمت في تشوية صورة الجيش... والإساءة الى شرعية الدولة.