حقق البريطاني لينوكس لويس بطل العالم في الملاكمة للوزن الثقيل انتصاراً ساحقاً على متحديه الأميركي ميكايل غرانت على حلبة ماديسون سكوير غاردن في نيويورك، ولم يسقط بالضربة القاضية غريمه في اللقاء فقط، بل اسقط أيضاً معظم خبراء الملاكمة في الولاياتالمتحدة الذين جعلوا من غرانت بطلاً اسطورياً لا يهزم وجزموا بفوزه على البطل البريطاني. عرف لويس طوال مسيرته الحافلة بالانجازات بكونه "جنتلمن الحلبة"، إذ كان يحرص خلال لقاءاته على الفوز محاولاً أن يحقق المعادلة الصعبة التالية: تجنيب نفسه ما أمكن من أضرار، وعدم الرغبة في إلحاق أذى فادح بالخصم. ولكنه في اللقاء الأخير كسر هذه القاعدة وأثبت للأميركيين، الذين يرسمون أكثر من علامة استفهام حول قدراته كملاكم من طراز فذ، انه لا يقل شراسة عن مايك تايسون، وأنه قادر على تحقيق انتصارات خاطفة، تجعله في مأمن من قرارات الحكام بعد تجربته المريرة مع هؤلاء في لقائه الأول مع بطل العالم السابق ايفاندر هوليفيلد، إذ حرموه يومذاك من انتصار كان واضحاً للعيان بصورة جلية لا لبس فيها ولا غموض. لقد كانت آمال الأميركيين معقودة على المارد ميكايل غرانت لاستعادة اللقب العالمي الأغلى في الملاكمة وهو لقب تكاد الولاياتالمتحدة تحتكره، إذ لم يخرج من نطاق سيطرتها إلا نادراً. ولذا حشدت كل الدعم لغرانت وانتخبته خلال حفل عشاء اقيم في برودواي قبل المباراة ملاكم العام. لكن هذا الدعم لم يحل دون اسقاطه ثلاث مرات في الجولة الأولى. وقبل أن تلفظ الجولة الثانية أنفاسها سقط للمرة الرابعة، وكان سقوطه هذه المرة أشبه بزلزال ضرب الجمهور الأميركي ودمر البنية التحتية للآمال التي عقدها على بطله المارد. بعدما ثوى هذا الأخير على الحلبة ولسان حاله يردد: لمن تقرع الأجراس؟ وتعليقاً على استماتة الأميركيين في سعيهم لاستعادة لقب الوزن الثقيل، قال أحد الظرفاء: "أمام الأميركيين طريق واحد هو ان يمنحوا لويس الجنسية الأميركية". وفي تعليق لسيت ابراهام رئيس الشبكة التلفزيونية HBO التي موّلت اللقاء، قال: "مصيبتنا نحن الأميركيين اننا مصابون برهاب الغرباء، فنحن لم نكن نرغب في خوض الحرب العالمية الأولى، ولم نكن نريد أن نشارك في الحرب العالمية الثانية. وها نحن اليوم لا نريد ان نعترف بلينوكس لويس. وهذا كله يؤكد رهابنا من الغرباء". وقال ايمانويل ستيوارد مدرب لويس: "ليس هنالك حالياً ملاكم يمكنه أن يهدد جدياً لينوكس لويس، وأنا لا أرى في المدى المنظور من يستطيع أن يرقى إلى مستواه، وأنا واثق من أن لويس يمكنه ان يدافع عن لقبه أربع مرات في السنة إلى أجل غير مسمى". وقال غرانت: "لقد دمر لويس بلكمته الخطافية الأولى توازني، وأحسست بأنني مخدّر طوال اللقاء". أما لويس فصرح قائلاً: "استغربت كيف سمح الفريق المسؤول عن غرانت بالعودة إلى الحلبة في الجولة الثانية". وأضاف موجهاً تحديه إلى مايك تايسون: "ان تايسون يعرف أين يجدني، فأنا اليوم أتربع على قمة الملاكمة". ومما لا شك فيه ان لقاء لويس - تايسون سيكون لقاء تاريخياً ينتظره عشاق الملاكمة على أحرّ من الجمر، إلا أنه تستحيل إقامة هذا اللقاء خلال السنة الحالية، فعلى روزنامة لويس لقاء مع فرانسيس بوثا من جنوب افريقيا على حلبة دوكلاندز في لندن في 15 تموز يوليو، وثمة لقاء آخر مع النيوزيلندي ديفيد ثيوا خلال شهر تشرين الثاني نوفمبر. وهنالك من يلمح إلى احتمال اقامة لقاء ثالث بين هوليفيلد ولويس، ولا بد من الاشارة إلى صعوبات تعترض لقاء لويس - تايسون كونهما متعاقدين مع شبكتين تلفزيونيتين متنافستين، الأول مع شبكة HBO، كما أشرنا، والثاني مع شبكة "شو تايم". لكن الملايين التي سيحصدها هذا اللقاء كفيلة بأن تذلل جميع العقبات، وقد يغامر تايسون بخوض هذا اللقاء في الربيع المقبل ولو لم يكن جاهزاً تماماً، لأن الملايين التي سيتقاضاها يسيل لها اللعاب. من جهة أخرى، درجت العادة ان تصعد فيوليت والدة لويس إلى الحلبة لتهنئته بالفوز، واللافت هذه المرة ان عائشة صديقة لويس الذي يحرص على إحاطة حياته الخاصة بالكتمان، كانت على الحلبة لتهنئته. وعائشة التي تعمل عارضة أزياء، شوهدت مع لويس للمرة الأولى في أحد مطاعم نيويورك في العام 1998، وشوهدت في صحبته في اتلانتيك سيتي عندما حضرا معاً مباراة ميكايل غرانت واندريه غولوتا في كانون الأول ديسمبر الماضي. وقد نشرت إحدى الصحف صورة له مع عائشة خلال اجازة قضياها معاً في جامايكا... ويبدو ان العلاقة بين لويس وعائشة بدأت تتخذ طابعاً جدياً، ولا يستبعد ان يكونا عقدا العزم على الزواج لاحقاً، وهذا ما يستشف من تصريح أدلى به لويس منذ فترة وجيزة: "أحب أن يكون لديّ أطفال، لكن الملاكمة تتطلب تضحيات، والزواج معلق طالما أنا أقوم بواجباتي على الحلبة". لقد قيل عن لويس إنه تزوج الملاكمة، وقال لينوكس رداً على سؤال حول أمه: "إن فيوليت امه هي أهم شخص في حياتي". ترى هل آن الأوان لكي يطلق الملاكمة التي يتربع على عرشها، وان تزيح عائشة فيوليت لتتربع على عرش قلبه؟ من المؤكد ان لويس سيطلق الملاكمة ذات يوم، لكنه لن يتخلى أبداً عن أمه، والمرجح ان تتعايش الأم والزوجة تحت سقف قلبه. وقلب ملاكم من طراز لينوكس لويس يمكنه أن يتسع لاثنتين