انتهى الأديب المصري أدريس علي 59 سنة من كتابة روايته الثالثة "النوبي" وهي رواية قصيرة في 80 صفحة فولسكاب، ولم يحدد بعد الدار التي سيدفع إليها بالرواية لتنشرها. وكان أدريس أصدر من قبل روايتي "دنقلة" و"انفجار جمجمة"، الأولى أثارت مشكلة وردود فعل في الوسط النوبي بحجة أنّها تقوم ب "فضح النوبيين" !، وعُقدت محاكمة علنية عائلية للكاتب انتهت بالصلح. أما "انفجار جمجمة" التي كتبها في إطار "منحة تفرغ" من "المجلس الأعلى للثقافة"، فقد احتفت بها الأوساط الأدبية واعتبرها الراحل فتحي غانم انفجاراً في الرواية العربية. ولأدريس علي ثلاث مجموعات قصصية هي: "المبعدون"، "واحد ضد الجميع"، و"وقائع غرق السفينة". رواية "النوبي" بدأت مشروعاً صغيراً نشره الكاتب في عدد "الثقافة الجديدة" الشهرية الصادرة عن قصور الثقافة في مصر في تشرين الأول اكتوبر 1998. حاول من خلالها الإجابة عن سؤال بسيط وشائك: من هو النوبي؟ وفيها مواجهة بين "نوبة" جنوب مصر و"نوبا" غرب كردفان في السودان، حيث جذور النوبيين الحقيقي. ولاحظ الكاتب عند زيارته لمتحف النوبة في اسوان تمثالاً لأحد ملوك النوبة هو "طهراقا" ووجده الأقرب لقبائل "النوبا"، كما لاحظ التشابه في التقاليد مع أهل النوبة في جنوب مصر. ويعتقد الكاتب أن أهل نوبا السودان الذين يعيشون في الجبال 99 جبلاً و99 لغة حتى الآن، تقوقعوا بسبب الحروب، وتحصنو بالجبال خوفا من السرقة والاسر والعبودية، فعاشوا محاصرين في البداوة. ويتوقع إدريس علي أن يثير كتابه الجديد مشاكل مع أهل النوبة المصريين، لأنّه أعطى حقوقاً لأهل نوبا السودان الذين ينكرهم وينفيهم الجميع في مصر والسودان على السواء. ورواية "النوبي" بحث تاريخي في الموضوع وزمنها هو وقت تهجير النوبيين من قراهم الى الشمال بسبب السد العالي، وتهجير أهل نوبا السودان الى "قسم القرية" جنوب السودان. وأشاد أدريس علي برواية "أجنحة الغبار" المكتوبة بالإنكليزية للسوداني جمال محجوب التي تعرضت لهجرة أهل نوبا السودان، وكانت الاستاذة في اداب القاهرة الدكتورة ماري تيريز عبد المسيح قدمت دراسة مقارنة بين "أجنحة الغبار" و"دنقلة".