الارتقاء بالتعاون السعودي - الفرنسي في العُلا لمستويات أعلى    «الجودة» في عصر التقنيات المتقدمة !    سياسات أقطاب «النظام العالمي» تجاه المنطقة.. !    وزير الرياضة يشهد ختام منافسات الجولة النهائية للجياد العربية    انطلاق أولى سباقات ميدان فروسية الجبيل للموسم الحالي    إعلان برنامج انتخابات الاتحادات الرياضية    ألوان الأرصفة ودلالاتها    وطنٌ ينهمر فينا    المرتزق ليس له محل من الإعراب    ختام مزاد الصقور السعودي    الإعلان عن أسماء الفنانين العالميين في «نور الرياض» ومشاركة «18» سعوديًا    حول العالم    أسعار اليوريا العالمية تتباين في أعقاب الركود وتأمين المخزون في أميركا والهند    زيلينسكي يفضل الحلول الدبلوماسية.. ومجموعة السبع تهاجم روسيا    ضبط 20124 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل    "ديوان المظالم" يقيم ورشة عمل لبوابة الجهات الحكومية    إحباط تهريب (32200) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي في جازان    «إنسان».. خمس جوائز وتأهل للعالمية    أمير تبوك يطمئن على صحة الضيوفي    المملكة تقدم مساعدات إنسانية وإغاثية ب133 مليار دولار ل170 دولة    تحقيق يكشف الدهاء الروسي في أوكرانيا    التواصل الحضاري ينظم ملتقى التسامح السنوي    ختام مسابقة القرآن والسنة في غانا    خطيب المسجد الحرام: احذروا أن تقع ألسنتكم في القيل والقال    إمام المسجد النبوي: استبصار أسباب الفلاح يؤدي إلى السعادة    المؤتمر الوزاري لمقاومة مضادات الميكروبات يتعهد بتحقيق أهدافه    الاخضر يدشن تدريباته في جاكرتا لمواجهة اندونيسيا    تدريبات النصر: بيولي يستدعي 12 لاعبًا شابًا    اتحاد القدم يحصل على العضوية الذهبية في ميثاق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للواعدين    توقيع مذكّرة تفاهم بين السعودية وتونس لتشجيع الاستثمار المباشر    74 تشكيليا يؤصلون تراث وحضارة النخلة    أخضر الشاطئية يكسب الصين    ضبط يمني في الدمام سكب الأسيد على آخر وطعنه حتى الموت    تكريم الفائزين بمسابقة حرف    المملكة تتسلم رسمياً استضافة منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات 2026 في الرياض    الزفير يكشف سرطان الرئة    تطوير الطباعة ثلاثية الأبعاد لعلاج القلب    القهوة سريعة الذوبان تهدد بالسرطان    قوافل إغاثية سعودية جديدة تصل غزة    مسلح بسكين يحتجز عمالاً داخل مطعم في باريس    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    حسن آل الشيخ يعطّر «قيصرية الكتاب» بإنجازاته الوطنيّة    الأحساء وجهة سياحية ب5 مواقع مميزة    «هلال نجران» ينفذ فرضية الإصابات الخطيرة    خطأ في قائمة بولندا يحرم شفيدرسكي من المشاركة أمام البرتغال بدوري الأمم    المواصفات السعودية تنظم غدا المؤتمر الوطني التاسع للجودة    تطبيق الدوام الشتوي للمدارس في المناطق بدءا من الغد    "السوق المالية" و"العقار " توقعان مذكرة تفاهم لتنظيم المساهمات العقارية    «سلمان للإغاثة» يوزّع 175 ألف ربطة خبز في شمال لبنان خلال أسبوع    وظائف للأذكياء فقط في إدارة ترمب !    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    الأمير محمد بن سلمان.. رؤية شاملة لبناء دولة حديثة    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكويت : المتشددون "يؤدبون الفاسدين" والملفات محفوظة لتجنب الفضائح
نشر في الحياة يوم 17 - 04 - 2000

هل يوجد تطرف ومتطرفون في الكويت؟
هذا السؤال طرح جدياً خلال الأحداث الأخيرة التي وقعت بعد حادثة الطالبة الجامعية... وحرصت الحكومة على اطفائه لتظل في اثره تداعياته الإعلامية في التراشق العنيف عبر الصحف، حتى يظن المراقب ان المشكلة ستأكل الأخضر واليابس بينما هي قائمة فعلاً ولكن فقط على صفحات الصحف... وعبر البيانات.
ويعزز هذا واقع الحياة السياسية الكويتية الذي يتبادل فيه الطرفان، بمختلف أطيافهما، احتلال الموقع في اللوحة السياسية، سواء في المعارضة المتصدرة للخلاف مع الحكومة، أو المشتركة معها ببعض التفاهمات.
فقبل صعود الإسلاميين منذ أواخر السبعينات وحتى الآن، كان اليسار القومي الذي يعتبر الجد الأكبر أو المظلة الأساس للتيار العلماني الحالي هو سيد الساحة السياسية، منفرداً بالمعارضة البرلمانية والاتحادات النقابية وحركة الشارع ومجموعة القيم الحضارية التي تسوده، فضلاً عن تواصله مع رموز الحركة القومية العامة سياسياً وثقافياً وإعلامياً.
وإثر صعود الإسلاميين تراجع الليبراليون والقوميون لمصلحة الإسلاميين، حيث يعد دخول السيد يوسف الحجي بعد حل مجلس الأمة العام 1976 الحكومة، مؤشراً أساسياً باعتبار أن الحجي كان يرأس "جمعية الاصلاح الاجتماعي"، التي هي الإطار الذي يجمع الفكر الاخواني الكويتي.
وعبر محطات متتالية كثيرة تحققت شراكة التيار الإسلامي في المشهد السياسي العام، فهو المختص برعاية زيارة الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة "حماس" إلى الكويت وتقديمه إلى الزعامة السياسية. كما ان أهم رجل في التيارات الإسلامية، وهو الشيخ عبدالله العلي المطوع، يقف جنباً إلى جنب مع رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي في قاعة التشريفات الرسمية للترحيب برئيس مجلس النواب اليمني الزائر الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. أما السيد يوسف الحجي، فإنه يترأس حفل تكريم تقيمه الجمعيات الخيرية على شرف الأحمر.
والواقع ان صعود مظاهر العمل والتيارات الإسلامية على حساب الليبراليين والقوميين أمر لا تنفرد به الكويت، وإنما كثير من الدول العربية، قبل أن يبرز أمر جديد في الشهور الأخيرة أعطى بعض المؤشرات على عودة الروح لليبراليين واستعادتهم بعض المواقع، إضافة إلى وجود عوامل دولية واقليمية شتى تحفز على اتخاذ منهج جديد أكثر حذراً وتخوفاً من الإسلام السياسي وتشكيلاته السياسية، وهو أمر من شأنه دفع الليبراليين نحو المزيد من الهجوم والثأر وزيادة مخاوف الإسلاميين في الوقت ذاته.
في هذه الأجواء وعلى هذه الأرضية وقع حادث اعتداء على فتاة جامعية. وبغض النظر عن ملابسات القضية ومقدار صدقيتها التي شكك فيها الإسلاميون منذ البداية، إلا أنه كان واضحاً ان الحديث يجري هذه المرة عن حالات تطرف قاسية تتراوح اسماؤها ما بين "حركة تنقية الصفوف الإسلامية" أو ما يسمى تنظيم "انكار المنكر".
واتساقاً مع رواية الفتاة ومع ما هو متوافر لدى الأجهزة الأمنية من معلومات عن حالات مماثلة، فإنه جرى اعتقال عدد من المتهمين بهذه القضية وغيرها وصل عددهم إلى نحو 23 شخصاً، منهم سبعة يمس موضوعهم ما جرى مع الفتاة تحديداً.
لكن الحملة على التيارات الإسلامية واعتبارها أنها تقف وراء هذا التطرف المجتمعي كانت بلغت مداها ووفرت مناخاً جعل الحكومة تأمر ببث صور المتهمين السبعة في وسائل الإعلام، فظهر الأمر باعتبار ان جميع هؤلاء من الملتحين وكأن ساعة القيامة بالنسبة إلى الجماعات الإسلامية ومنظماتها وجمعياتها الخيرية قد قامت. وجرى الايحاء عبر الصحف التي يحتل فيها التيار العلماني مساحة أكبر وأكثر تأثيراً، بأن الحكومة بصدد التوسع باجراءاتها بما يضيق الخناق على شتى وجوه العمل السياسي والاجتماعي الإسلامي.
هذا الأمر أفرز محطات مهمة في لعبة الشد بين الطرفين، فعقد النواب الإسلاميون اجتماعاً حاسماً في مقر النائب مبارك الدويلة، وأصدروا بياناً صيغت عباراته بالميليغرام، يحذر من الدخول في نفق الفتنة والظلام ومواجهة ما واجهته مجتمعات عربية أخرى... وهو تأكيد قاطع على احترام دولة المؤسسات والقانون ورفض الخروج عليها بأية صورة.
وخلال جلسة برلمانية تولى خالد العدوة ارسال الرسالة الشعبية التي مفادها التعبير عن الاستياء من نشر صور المتهمين قبل حصول ادانتهم وجميعهم من أبناء قبائل كبيرة لينال العدوة التصفيق من الجمهور الذي كان حاضراً، وليلتقط الشيخ صباح الأحمد الذي لقبته صحيفة "الرأي العام" ب"الاطفائي" الموقف، ويعلن "ان هؤلاء الأشرار لا يمتون بصلة للتيار الإسلامي والجمعيات الخيرية"، مطالباً الصحف بالتهدئة وعدم التصعيد، وممتدحاً بعبارات واضحة النواب الإسلاميين "الذين دانوا جميعاً مثل هذه الحوادث الغريبة عن المجتمع الكويتي".
لقد وقعت في الكويت حوادث عدة هدفها "اصلاح المجتمع" لكن من منظور متطرف وغير مقبول على نطاق واسع. وعند كل حادثة من هذا النوع كانت السلطات الامنية تستدعي شخصاً يدعى جابر الجلاهمة وهو شخصية مرموقة اسلامياً وشبه معتكفة، وينهج كما ينقل عنه كثيرون باتجاه تكفير الكثير من الظواهر، وهو كان صاحب دور بارز في مقاومة الاحتلال، إلا أن هناك اتجاهاً يحمّله مسؤولية كل ما يحدث من تطرف في مقاومة السلوك الاجتماعي العصري او الغربي الذي ينتشر في المجتمع، لدرجة ان النائب الدكتور وليد الطبطبائي يقول: "مسكين جابر الجلاهمة… كلما وقعت حادثة احتجزوه في المعتقل".
وتتابع المجموعات القريبة من فكر الجلاهمة معاً من ترى في سلوكه فسادا فتوجه اليه التحذير تلو الآخر، فإن ارتدع كان به وان لم يكن فإنها تقتاده الى مخيمات صحراوية او مزارع للمواشي وغيرها وتقوم "بتأديبه" واعادته الى جادة السلوك القويم. وقد يتضمن هذا اعمال ضبط خلال ممارسة الفعل الفاضح أو عمليات تصوير بالفيديو.
وهناك من يدعو للرجوع الى حياة الصحراء الاولى حيث لاتستطيع "الحضارة الغربية المستوردة" الوصول.
واتجهت الدولة الكويتية لاسباب اجتماعية وتجنباً للفضائح لحفظ التحقيق في مثل هذه القضايا باعتبار ان نطاقها محدود واثرها مقلص الى ادنى حد. ومن ذلك موضوع الاعتداء على استاذ جامعي من التيار الاسلامي اتهمته احدى المجموعات بانحراف اخلاقي.
ومما جنب هذه القضايا التوسع نسق الحياة الاجتماعية في الكويت الذي يسير تلقائياً ومن دون اي تأثر، فالاختلاط في الجامعة والاسواق على مداه، ومظاهر الحياة المترفة والتي تعجّ بالازياء الحديثة والجريئة تشبه اي عاصمة عربية في آسيا أو افريقيا، لدرجة ان نائباً هو احمد باقر تساءل عن سبب ضرب الفتاة، فهل هي السافرة الوحيدة في الكويت!
أحمد الديين
أحمد الديين الأمين العام للمنبر الديموقراطي الكويتي يعرض الحالة كما يأتي في رده على اسئلة "الوسط":
هل من ظاهرة تطرف اسلامي في الكويت؟
- التطرف ليس مرتبطاً بالاسلاميين وحدهم فيمكن أن يكون هناك تطرف من اليمين أو اليسار وهناك غلو علماني وهناك عنف السلطات وارهابها كما يمكن أن يكون ارهاب الجماعات وتلاوين مختلفة لا يجوز ان نلصقها بالاسلاميين وحدهم.
الاسلاميون في الكويت ليسوا كتلة واحدة صماء بل هم طيف متعدد الألوان، فهناك واقعيون ومستنيرون الى حد ما، وهناك كثرة متزمتة، ولا أقول متطرفة، وهناك قلة متطرفة لا أشمل بها الجميع.
وما هي مشكلة التيار الاسلامي؟
- مشكلة التيار الاسلامي كويتياً وعربياً واسلامياً هو أن السمة العامة لحركته هي سمة بعيدة عن الديموقراطية والتسامح وأميل للفكر الشمولي ومحاولة فرضه على المجتمع. وحتى الآن لم يظهر المفهوم الاسلامي العقلاني، اذ ليس لدينا أحزاب ديموقراطية اسلامية كما هي الأحزاب الديموقراطية المسيحية التي جاءت بطبيعة الحال نتيجة تطور تاريخي كان فيه التيار الديني متشدداً ومتطرفاً بعيداً عن الواقعية الى ان أخذ يميل الى العقلانية.
هل هناك جماعات خطرة لدرجة لجوئها الى العنف؟
- هي لجأت الى العنف، وعندما ننظر الى سجل مجموعة من القضايا التي تمت لفلفتها منذ التحرير وحتى الآن نجد أن هذه القضايا قامت بها عناصر متطرفة من الاتجاهات الاسلامية.
ولكنه عنف غير سياسي؟
- هل تقصد انه عنف غير موجه الى السلطة؟
ليس قصده تغيير النظام.
- لكنه محاولة لفرض الهيمنة على المجتمع والدولة، ان الاتجاهات المتطرفة بين الجماعات الاسلامية ليست هي السائدة وانما الاتجاهات المتخلفة والمتزمتة، اما الاتجاهات المتطرفة فانها هامشية ومحدودة لكنها للأسف تشهد نفوذها وقوتها من الحالة السياسية القائمة في البلاد التي تعتمد فيها الأطراف الرئيسية في الحكم التحالف مع الجماعات الدينية كموثوقين لهم.
ربما نتيجة امتدادهم الشعبي؟
- هم الذين أتاحوا لهم هذا الامتداد.
لكنه امتداد غير مقصور على الساحة الكويتية بل عام.
- هذا يجعلني أشك في أنه تم بتوجيه خارجي، ففي الأردن لم يكن من قبيل الصدفة السماح للاخوان المسلمين بالعمل بينما الآخرون كانوا ممنوعين حتى فترة قريبة. وفي مصر كان واضحاً ان السادات أراد الاعتماد عليهم كحلفاء في مواجهة القوى اليسارية والتقدمية لكنه خسر في النهاية صريع رصاصهم.
وفي الكويت اعتمد نهج التحالف معهم منذ عام 1976 عندما تم حل مجلس الأمة وتوزير رئيس جمعية الاصلاح يوسف الحجي في الحكومة وبدأت مرحلة الخطوة الاسلامية عند الحكومة.
لكن الاسلاميين يشاركون في الانتخابات ويقرون بالدستور والنظام الحاكم ويقبلوا النتائج المعلنة للممارسة الديموقراطية؟
- قبول نتائج الانتخابات والتعامل مع صندوق الاقتراع ليس دليل الاتجاه الديموقراطي أو عداه... فالفاشيون في أوروبا يقبلون الآن بنتائج الانتخابات! وتعاملوا مع صناديق الاقتراع، لكن ما هو موقف الاسلاميين من حرية المعتقد والحريات الشخصية وحقوق الانسان وحرية الاختيار وحرية القراءة. والمجتمع المدني والقضايا المتصلة بالمساواة بالنسبة الى المرأة؟ وما هو موقفهم من الفن والموسيقى؟.. أما الانتخابات فإن الفاشيين يقبلون نتائجها كوسيلة للوصول.
وما هي آثار الاتجاه المتطرف؟
- عبر عنه في القضية الأخيرة.
كيف يحاصر هذا الاتجاه؟
- يتطلب الأمر مواجهة فكرية وثقافية وسياسية واجتماعية وليس فقط مواجهة أمنية تجعل منهم منفردة بمثابة الأبطال والضحايا الذين يستحقون التعاطف وهو ما يزيد نزعة التشدد. المطلوب موقف متوازن من الحكومة يتم فيه التخلي عن التحالف مع الجماعات الدينية، ويتطلب الأمر افساح المجال أمام القوى الحية والتقدمية لتكون لها انديتها وجمعياتها كما هو الحال مع الاسلاميين، فنادي الاستقلال القومي تم حله منذ العام 1977 وحتى الآن. مطلوب أيضاً نشر ثقافة مستنيرة في المجتمع.
لكن الاسلاميين يقولون ان أحد أسباب ثقافة التطرف أو التكفير سببه انتشار ثقافة الالحاد؟
- من هو الملحد؟ هل نصر حامد أبو زيد ملحد... انه اسلامي يحاول أن يقدم رؤية جديدة للاسلام. هل الدكتور أحمد البغدادي ملحد؟ الدكتور فرج فودة هل هو ملحد؟!
يقولون ان التيار العلماني مستعد لنشر كتب سلمان رشدي؟
- هذا كلام تافه.
هم يشتكون أيضاً من أن الكويت انتشرت فيها القيم الغربية وان هذا يستفز بعض التوجهات.
- هم يفاخرون ايضاً بالصحوة... ثم هل القيم التغريبية هي نتاج مخطط تآمري نفذته القوى الليبرالية.
هم يفكرون أو يحذرون من بوادر لفك التحالف معهم!
- أين هي مؤشرات ذلك؟
موجودة خارجياً على الأقل عبر تصادم الاسلاميين مع عملية التسوية، في الأردن مثلاً بابعاد قادة "حماس"!
- جمعياتهم ولجانهم غير المرخصة لا تزال موجودة، وقنوات الأموال لا تزال تمد تنظيماتهم بثروات ضخمة والخطوة لهم هي السياسة العامة للدولة، وتصريحات المسؤولين تبرئهم بالكامل. عموماً فاننا كمنبر لا ندعو لاستئصال الجماعات الدينية وهناك تنسيق في بعض الحالات السياسية معهم، من دون أن يلغي هذا حال الصراع السياسي والفكري معهم.
محمد العوضي
يقول الشيخ محمد العوضي إن من الصعب ان ينمو في التربة الكويتية التطرف والارهاب لدرجة يمثل فيها ظاهرة لافتة. ويلاحظ في حديثه مع "الوسط" ان الوفرة الاقتصادية ووجود البرلمان والحرية النسبية للتعبير عن الرأي في اطار الصحافة المستقلة ووجود جماعات اسلامية وليبرالية وغيرها تهيمن على النشاط السياسي وعلنية تعمل في اطار اللعبة السياسية، ووجود قضاء عادل، كل ذلك يسد المساحات أمام انبعاث التطرف.
وماذا عن الافعال الاخيرة التي وقعت وهي ذات لون متطرف واضح؟
- هذه وغيرها ليست الا نغمة نشاز في سياق معزوفة غاية في الاعتدال والارتخاء… وهذا اذا اخذنا التطرف في حدّه الاقصى الذي يتمثل في اعمال العنف المسلح واراقة الدماء والسطو على اموال الناس… اما اذا اخذنا التطرف في حدّه الادنى حسب التصنيف الذي يحلو للبعض من حيث منع كتب تدعو للرذيلة والشذوذ او تنال من كرامة الرسل والانبياء، أو التشهير بأشخاص يتطاولون على مسلّمات العقيدة وثوابت الاحكام الشرعية، فإن وجود القنوات القانونية والادوات المتمثلة في الحياة والصلاحيات السياسية المعطاة للبرلمان، كل هذا يفرغ شحنة الرفض والاستنكار في مفاعلات قانونية وسياسية يكون الصوت فيها للقانون والارادة وحكم الدستور.
لكن هذا لا ينفي وجود مجموعات صغيرة متطرفة؟
- الوجود المعلن هو للجماعات الاسلامية المعتدلة في اطار القانون والدستور والارادة المعبّر عنها وهي راسخة في المجتمع ومتجذرة في المؤسسات وهذا أمر يجعل من المجموعات الفرعية الصغيرة جداً والتي تتبنى نهجاً مخالفاً لا تملك القدرة على فرض قناعانها ومسلكياتها على المجتمع.
لكن الاشتباك القائم عبر الصحف اكبر من الصورة التي تعطيها يا شيخ بكثير؟!
- ان جمهرة غير قليلة من كتّاب التيار العلماني يكتفون بنقدهم لأي خطأ يبدر من بعض الاسلاميين بالإدانة ووصف المشكلة والاكتفاء بدور المدّعي عليه الذي لا همّ له الاّ اثبات التهمة. ان هذه عقلية اميّة تحريضية وصفية مغرضة اشبه ما تكون بالشويش الذي يصرخ بتملق وحرص تحت اقدام السلطان راجياً منه ان يبدد المزعجين!
هل هذا نقد موضوعي لليبراليين؟!
- لو كانوا هم من الموضوعيين لطرحوا السؤال الهام، وهو لماذا ينشأ هذا التطرف، وهذا هو الذي يجب ان يجول في خاطر المفكر والناقد الذي يرصد الظاهرة ويحللها ويردها الى اسبابها… لكن وللأسف فإن دكاترة العلمانيين وصعاليكهم في الصحافة اليومية هم في التفكير سواء!
ان هناك ظاهرة اخرى تغلب على الطرح العلماني المتطرف الذي يولد تطرفاً آخر مضاداً، حيث انهم نصبوا انفسهم حماة لكل من يطعن في الدين او يسيء إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، أو ينزّل من قدر القرآن الكريم أو يروّج لثقافة اللواط والسحاق… فهم لا يكتفون بنقد الاجراءات التي يتخذها الاسلاميون من هؤلاء الكتّاب عبر قنوات قانونية فيها اخذ ورد يقصد القضاء.
إن هؤلاء يركبون صهوة التطرف بوضوح مثلاً عندما يصفون بعض الشاذين بالمفكرين المستنيرين ويصفونهم بالعقلانية. هذا في حين ان التيار الاسلامي حريص على ادانة الخطأ الذي يقع فيه حتى من يقع تحت المسمى الاسلامي، ويطلبون له الحكم العادل تماماً كما هي الحال في الحادثة التي وقعت أخيراً. ان الالغائية هي سمة بارزة للتطرف العلماني الكويتي.
هكذا فإن للأمر أبعاده الثقافية والاعلامية؟
- بل هذه هي جهالات العلمانية الكويتية، فمن خلال رصدي للبعد الفكري والثقافي لاحظت على المفكرين وكتّاب العلمانية ومن هم على خطّهم انهم اسرى الالقاب والاسماء، ومن جهلهم وعنادهم صاروا يطرون على كل كاتب وكل مفكر لمجرد انه خصم للاسلاميين. لقد اثبت لهم ان حسين احمد امين هو مزور للحقيقة والتاريخ بالأدلة، ومع هذا فإنهم يرونه شيئاً كبيراً، كما ان نصر حامد ابو زيد بنى كتابه "الامام الشافعي" على خطأ تاريخي فاضح كفيل بنسف كل كتابه الذي درسه سنين ومع ذلك فهو عند علمانيينا مفكر كبير، والامثلة كثيرة. انني ضد فصل ابو زيد عن زوجته وضد جريمة قتل فرج فوده. وفي الوقت نفسه ضد جهالات ابو زيد الفكرية، اما العلمانيون فهم في نصرهم لفكره يكشفون عن جهالات كبيرة اما لقلّة العلم والقراءة واما بسبب العناد للاسلاميين. ان هؤلاء هم الذين ينثرون بذور التطرف في الكويت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.