بغالبية عشرين صوتاً ضد خمسة عشر من إجمالي حضور الهيئة الوفدية العليا قرر حزب الوفد أكبر أحزاب المعارضة المصرية خوض الانتخابات الاشتراعية التي تُجرى في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وجاءت الموافقة هزيمة للتيار الرافض المشاركة في الانتخابات والذي قاده حتى التصويت برفع الأيدي الدكتور نعمان جمعة نائب رئيس الحزب، وكان هو آخر المصوتين في حضور الباشا فؤاد سراج الدين رئيس الحزب. واللافت أن قائمة حضور اجتماع الهيئة الوفدية العليا خلت من شقيق الباشا السيد ياسين سراج الدين رئيس الهيئة البرلمانية للحزب وأحد أبرز قادة الجناح المؤيد لخوض الانتخابات. وبرر ياسين غيابه بمرضه الذي يحتاج علاجاً بالإبر الصينية، وأضاف أنه أرسل اعتذاراً خطياً لرئيس الحزب يتضمن موافقة على دخول الانتخابات ومبررات حماسه لهذا القرار. وكشف أن الباشا نفسه كان مع قرار الدخول وكما هي العادة فإن رأي الباشا هو آخر الآراء وأن الغالبية تحققت بنسبة 20 صوتاً مؤيداً الى 15 صوتاً معارضاً. وبرز من المعارضين اضافة الى نعمان جمعة كل من حسن حافظ وعبدالفتاح نصير امين الصندوق والدكتور ابراهيم الدسوقي اباظة السكرتير العام المساعد، وقد برروا رفضهم بكون اسلوب الحزب الوطني الحاكم لم يتغير، وأن بقاء الرئيس مبارك على رأس الحزب الحاكم لا يوفر تنافساً بين متساويين فضلاً عن مد العمل بقانون الطوارئ لمدة ثلاث سنوات جديدة، بواسطة مجلس الشعب الحالي، كما أن احتمالات تزوير الانتخابات قائمة لأنها تُجرى من دون الالتفات الى طلبات المعارضة بضرورة الإشراف القضائي الكامل. وجاء اجتماع الهيئة العليا في الذكرى 81 لانطلاق ثورة 1919 وفي اليوم ذاته الذي اعتقل فيه مؤسس الحزب سعد باشا زغلول، وحسب المحامي سعد فخري عبدالنور فإن تراث حزب الوفد من أيام المؤسس الأول يقوم على "مبدأ الجهاد الوطني والتعاطي الإيجابي مع الأحداث" ومنها الانتخابات، وأن مقاطعة الانتخابات عمل سلبي لا يقدم عليه حزب في حجم الوفد وتراثه الليبرالي والجهادي والوطني. وحول ما تردد عن اتفاق، يقضي بدخول الوفد الانتخابات وفق اتفاق شفهي مع الحزب الوطني الحاكم يحصل بمقتضاه على مقاعد عدة مثلما شاع عن حصوله في الدورة الماضية على ستة مقاعد، اعتبر المحامي عبدالنور أن هذا "كلام فارغ من المضمون، وعندما قابلت الوزير كمال الشاذلي الأمين العام المساعد للحزب الوطني العام 1995 كان الهدف تنظيم المعركة الانتخابية وضمان نزاهتها وليس لتوزيع المقاعد ولم يقع أي اتفاق على توزيع مقاعد ونحن نرفض مثل هذه الانتخابات ونفضل الصندوق الشفاف الذي يبين حجم كل حزب". في الاتجاه نفسه، نفى ياسين سراج الدين الذي تردد انه يقوم بمهمة التنسيق بين الوطني والوفد هذه المعلومات وقال: "نحن ندخل الانتخابات لأن عمل الأحزاب هو دخول الانتخابات تحت أية ظروف بما فيها قانون الطوارئ ودون الانتخابات تتآكل قواعدها الشعبية وتهجرها الرموز والشخصيات المهمة التي تتوق للعمل السياسي وبالتالي نجح تيار خوض الانتخابات لسبب بسيط أنها فرض عين سياسي علينا". ومعروف أن حزب الوفد رشح 88 مرشحاً في انتخابات 1995 بينهم 14 مرشحاً قبطياً نجح منهم ستة مرشحين ويعتزم هذه المرة ترشيح أكثر من ضعف العدد طمعاً في تمثيل برلماني أكبر.