لاحت بوادر تفجر خلافات واسعة داخل قيادة حزب الوفد الليبرالي إثر نشوب مواجهات بين عدد من قادته في شأن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة واجراء بعضهم مشاورات تهدف الى تشكيل جبهة معارضة لرئيس الحزب الجديد الدكتور نعمان جمعة. وعُلم أن بعض حكماء الحزب بدأوا اتصالات مع فريق من الشخصيات البارزة بينهم النائبان سكرتير عام مساعد الحزب فؤاد بدراوي وعضو الهيئة العليا الدكتور ايمن نور لاستيعاب الخلافات المتفجرة، التي نتجت عن انتخاب السيد منير فخري عبدالنور رئيساً لكتلة الحزب في البرلمان. وكان جمعة أعلن قبل الانتخابات أن الوفد يخوض معركة المئة مقعد في البرلمان ويمثل البديل الحقيقي للحزب الوطني الحاكم، لكنه حصل على سبعة مقاعد فقط من بين 272 مرشحاً تقدم بهم بنسبة نجاح لا تتجاوز 5،2 في المئة. وشهد أول اجتماع للهيئة العليا عقد قبل يومين مواجهة عنيفة بين رموز تاريخية في الحزب والسيد جمعة في شأن مسؤوليته عن نتائج الانتخابات التي وصفها السكرتير العام المساعد السيد علي سلامة بأنها "طامة كبرى تحتاج الى مناقشات مستفيضة بدلاً من الحديث عن توزيع المراكز في الحزب". واتهم السيد ابراهيم عبدالرحمن رئيس الحزب ب"تفضيل أهل الثقة عن أهل الخبرة في اختيار المسؤولين". واستغرب السيد عثمان ظاظا "هجوم رئيس الحزب على بعض مرشحي الحزب في الصحف القومية اثناء الانتخابات" وهي اشارة الى تصريحات أدلى بها جمعة تتعلق بالنائب ايمن نور. وفي أول اجراء عملي لترجمة الخلاف شهدت أروقة الحزب توزيع منشور يحمل صورة مؤسس الحزب الراحل فؤاد سراج الدين مكتوب عليها "الشبيبة الوفدية" ويتضمن صورة مقال كتبه الامين العام لحزب التجمع الدكتور رفعت السعيد في صحيفة "الاهالي" تحت عنوان "هل أعيت الحماقة من يداويها" رداً على هجوم رئيس الوفد على التجمع. وأُعتبر هذا العمل تعبيراً عن حال رفض داخل الحزب وفي صفوف الشباب لإثارة جمعة أزمات مع أحزاب المعارضة. وانتخبت الهيئة العليا السيد منير عبدالنور رئيساً لكتلة الحزب في البرلمان بغالبية 23 صوتاً ضد منافسيه بدراوي الذي حصل على 19 صوتاً ونور الذي حصل على ستة اصوات. وكان الاخير طلب في الاجتماع احترام نص اللائحة الداخلية والاكتفاء باختيار المسؤول البرلماني بدلاً من انتخابه. وتوقعت مصادر الحزب انعكاس هذه الخلافات على أداء الهيئة الوفدية داخل البرلمان واتجاه بعض اعضائها الى تبني مواقف سياسية مستقلة وتعمد إظهار الخلافات أمام الرأي العام لتأكيد مسؤولية رئيس الحزب عن التداعيات داخله ما سيمثل استمراراً لما حدث في السنوات الماضية اثناء رئاسة السيد ياسين سراج الدين الهيئة البرلمانية للحزب.