من وحي الحوار الذي أجراه الاستاذ القدوسي مع الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، "الوسط" العدد 422 اكتب لكم هذه الرسالة، لا شك ان سيرة شعر العامية أثمرت انجازاً مهماً في جيل الستينات على مستوى التجارب الخاصة غيّر وجه القصيدة العربية واضاف دماً جديداً واعاد للقصيدة نضارتها وحيويتها من خلال نصف قرن مضى تم خلاله توظيف اهدافها القومية والفنية فتحصنت بالجماهير واخذت مكاناً بين الانواع الادبية المعترف بها. ان تكتب شعراً بلغة النثر ذلك انك تقترب من الناس، من الجماهير، من افراد المجتمع تقف الى جانبهم في المناسبات القومية والدينية وتحت ضغط اي ظروف اجتماعية او غيرها، لقد كانت اللغة العربيةبواسطة روادها قادرة على صياغة اشعار بالفصحى استبدلناها في وقت من الاوقات بأداة تخالفها تماماً شكلاً وميراثاً واداءً، اي انه كان علينا ان نلقي بكل الانجاز المدرسي الذي تلقيناه لنعود مرة اخرى للتسمع لأصوات البشر العاديين لنخلق هذه الصلة، ولا شك ان مفكراً بارزاً مثل عبدالله النديم كتب ادباً بالفصحى في لحظات الثورة، نجده يكتب شعراً بالعامية وهذا الشعر الشعبي استخدمه في اعماله المسرحية برموز وشخصيات الثورة العربية، فجذب الجماهير الى الثورة ووقف واسطة بين الفكر والامية قبل ان يضحى بعظمة الفكر العالمي وان يجوب القرى والحواري رابطاً الثورة بأهلها. واذا عدنا الى عبدالرحمن الأبنودي اجده صوتاً مصرياً اصيلاً احتل مكاناً متميزاً داخل وجدان الناس بأشعاره التي قالها بعد هزيمة 1967 وكانت بلسماً للروح المصرية وقصائده التي غنّاها عبدالحليم حافظ وفايزة احمد ومحمد رشدي. يأتي الأبنودي في مقدمة كوكبة من شعراء العامية الذين صاغوا المشاعر والروح العامة من عبدالله النديم وبيرم التونسي وفؤاد حداد وصلاح جاهين. وتحية الى "الوسط" وشكراً على ما تقدموه من خدمات لنا. أحمد رشدي سوهاج - مصر