عن "مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية" في الرياض، صدرت أخيراً مجموعة قصصيّة جديدة للأديب السعودي عبدالرحمن الدرعان، وهي بعنوان "رائحة الطفولة". يفتتح الدرعان مجموعته بمقطع شعري لقسطنطين كفافي، وآخر من رباعيات الخيّام. ويغلب على المجموعة عالم الطفولة وأحاسيسها، من خلال ذكريات عاشها الكاتب أو لعلّه استوحاها من الواقع المحيط. كما نجح الدرعان في اقتناص العديد من تفاصيل البيئة القروية ومناخاتها ومشاهدها، وعبّر برهافة عن اصطدام القروي بالمدينة، إذ يغادر بطله القرية للمرة الأولى، بغية تحصيل الدراسة الجامعية في المدينة. ويقوم بعض قصص المجموعة على تصوير نماذج من ضحايا المجتمع، ويحاول الكاتب من خلال رصد تلك الشخصيات، أن يكشف عن بعض الحقائق التي تسود أي مجتمع تضيق فيه سبل الوجود بالأفراد، وتعيق الجماعة هامش تحرّك هؤلاء الأفراد فتحوّلهم إلى ضحايا. تضم المجموعة 13 قصة من بينها "رائحة الطفولة" التي أعطت اسمها للكتاب، وهذه القصّة تختزن مناخات المجموعة، وطابعها العام. ففي هذه القصة يهاجر ذلك الفتى القروي إلى المدينة لتتكشف له تناقضات لا تحصى، فتتداعى أمامه ذكريات الطفولة وقريته بصحرائها وعصافيرها.