سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اكثر المخرجين العرب إثارة للجدل يفتح خزانة ذكرياته وأسراره . يعتقد ان بعض رجال الأعمال دخل السينما لتبييض الأموال الغامضة يوسف شاهين : تعرضت الى الظلم كثيراً لكني عصي على الدمار 2 من 2
منذ خمسين سنة ويوسف شاهين حاضر في السينما المصرية والعربية، وبعد ذلك في السينما العالمية ايضاً. أفلامه مثيرة للنقاش. شخصيته مشاكسة، ونجاحاته استثنائية. نصف قرن من الحياة السينمائية ومن النجاح والفشل، من الغضب والتمرد، من التجديد والحرية، ولا يمكن إلا الاحتفال به. من هنا هذا الحوار الطويل مع يوسف شاهين، حوار استرجع فيه بعض ذكرياته واكد على بعض مواقفه. نشرنا قسمه الأول في العدد الفائت، وهنا القسم الثاني والأخير. يلاحظ على تجربتك السينمائية في فترة عبدالناصر، أنك لم تقدم رؤية سياسية مهمة باستثناء لمحات في فيلمك "فجر يوم جديد"؟ - كنت لا أزال سعيداً بما حولي، كان لا بد أن أحقق "الناس والنيل" وأفهم حقيقة الوضع بشكل شخصي، وأن هناك أشخاصاً يقولون للآخر: "فكرّ مثلنا وتعال اشتغل خادماً لنا"، النازيون صنعوا ذلك عندما اشتروا استديوهات لكي يحولوا الفن الى "دعاية"، عندما أحسست أن ذلك سيحدث في مصر تركت البلد في غضون ثلاثة أيام، وتركت كل ما كنت أملك. بعد أن عرفت بسؤال عبدالناصر عنك هل شعرت بالفخر؟ وهل أحسست أن ما حدث من أخطاء كان سببها الذين حوله وليس هو؟ - شعرتُ بالفخر طبعاً، ولكن بعد ذلك بسنوات أدركتُ أنه كان مخطئاً أيضاً، فمساعدوه كانوا "يبهدلون" الناس الغلابة بموجب سلطات واسعة خولها هو لهم. كيف أثّرت فيك هزيمة 1967؟ - كانت شديدة التأثير علي، كنت رجعت من بيروت وعشت في مصر لمدة عام ونصف العام. وعلى رغم أني كنت قبل ذلك بدأت بمراجعة نفسي، الا أن دماغي كان لا يزال مغسولاً، وكان يسيطر عليّ الوله، وعندما وقعت النكسة أحسست بأنه كانت هناك كذبة كبيرة، وأننا لم نكن نعيش في واقع العالم. لم أفهم ما حدث ولم يعجبني ما كان يقال حوله، أنا حتى الآن اتساءل حول حرب 1973، مع أنهم طلبوا مني كثيراً ان اصنع فيلماً عنها، قلت لهم "البطولات الفورية تم عمل أفلام عنها، عملها أولادنا وكانت معقولة وكويسة، أنا شاكك في كل ما حصل ولا افهمه، يجب ان تقولوا لي ما الذي حصل حقاً، هل كان ضمن ترتيب مسبق أم غير ذلك، لأني قرأت مرة لكاتب كبير يقول: "يا ريت نكسب معركة صغيرة ترد كرامتنا وبعد كده نتفاوض". هل بدأ صوتك يعلو بعد هزيمة 1967 في انتقاد ما يحدث؟ - طبعاً، في هذا الوقت بدأت التفكير في "العصفور" وكتابته، وكانت لدينا الجرأة للتأكيد على أننا هزمنا، وبدأنا نعمل "العصفور" قبل موت عبدالناصر، وأنجزت فيلم "الأرض" خلال حياة عبدالناصر أيضاً، لقد مات عبدالناصر ونحن نصور فيلم "الاختيار". عندما مات عبدالناصر، منعت نفسي من البكاء، كانت هناك عاطفة شديدة جداً تربطني به، نزلت الى الشوارع وأنا الذي صورت الجنازة من أولها الى آخرها من الشارع. ولكني بعد ذلك لم استطع منع نفسي من البكاء عندما رأيت ابنه خالد في وسط الجنازة. لقاء مع السادات يرى كثيرون انك قدمت أهم أفلامك وأكثرها إثارة للجدل في عصر السادات، ماذا كان موقفك من السادات؟ - لم أكن أحبه، وعاتبت آسيا لأنه قبل ثورة 1952 ذهب إليها طالباً فرصة لإظهار موهبته في التمثيل، فقالت له: "إنت مش وسيم"، هي حكت لي ذلك بعدما أصبح رئيساً. لماذا لم تعطه دوراً؟ لو فعلت لأصبح ممثلاً بدلاً من ان يوقع مع اسرائيل يضحك. كان مشهوراً عن الرئيس السادات حبه للفنانين ومتابعة أخبارهم، هل كان حريصاً على الالتقاء بك أو استدعائك؟ - لا، أبداً. أنا رأيي انه كان يحب الالتقاء بالفنانين لحبه للشهرة والأضواء. أنا قابلته مرة وحيدة في موسكو، كانت هناك اعادة لعرض فيلم "الناس والنيل"، قال لي صلاح ذو الفقار: تعال نقابل السادات. قابلناه في المطار، وكان لطيفاً وغير متكبر، لكن على أية حال أنا كنت ضد ما قام به من صلح مع اسرائيل من دون أن يستشير أحداً. لم يطلب مقابلتي أبداً، ولم تكن لي أي علاقة به. فأنا قررت ألا يؤثر عليّ أحد أبداً، منذ أن طلب مني عبدالناصر أن ارجع الى مصر، فذلك كان يعني أنه - عبدالناصر - قبل شروطي، أقصد أنه قبلني كما أنا، ولهذا لم أكن مستعداً لأن يوجهني أحد بعد ذلك. في هذه الفترة كانت لك آراء معلنة تنتقد سياسات السادات، هل ضايقك أحد مضايقة صريحة؟ - لا، لكنهم منعوا فيلم "العصفور"، لم يكن هذا سهلاً، كنتُ متعباً جداً، خصوصاً مادياً، لأن القرار خرب بيت شركة كانت تخطو خطواتها الأولى، بقيت سنتين من دون عمل، وكان هذا أكبر ايذاء ممكن. قدمت إدانة صريحة لعبدالناصر في فيلم "العصفور"، وفي فيلم "عودة الابن الضال" العام 1975، أدنت بجرأة سياسة الانفتاح والتدخل الاميركي في شؤون مصر، لكن البعض اعتبر أنك في الفيلم أيضاً تدين عبدالناصر من خلال شخصية "علي" المهزوز المهزوم؟ - لا، "عودة الابن الضال" كان إدانة للسادات، الفيلم كان يتوقع أن العرب سيحاربون بعضهم البعض، وبعد ثلاثة أشهر من عرضه بدأت فعلاً الحروب العربية. هذه الرؤية من كان وراءها صلاح جاهين أم أنت؟ - كانت رؤية مشتركة، ولازم تبدأ بي أولاً، الفكرة الأساسية كانت لي، وهي موجودة في الانجيل أصلا. وكيف استشرفتها؟ - لا يمكن أن أذهب لأوقع صلحاً شخصياً مع اسرائيل، وأقول إنني اتحدث باسم العرب من دون حتى أن أسالهم، ما حدث لم يكن سلاماً، كان مقلباً، وأنا لا أحب المقالب ولا أجدها أخلاقية، كان يريد الشهرة والنجومية لكن الثمن كان غالياً جداً. لماذا اخترت في "عودة الابن الضال" النهاية الدامية وفرار الأبناء من الواقع؟ - كنت أدق أجراس الخطر، وهذا ما فعلته أيضاً في "الآخر" عند مقتل آدم وحنان، يقولون لي "انت متشائم"، وأنا أقول لهم: "لا.. أنا لست متشائما"، لكن أنا أقول لكم انتبهوا، لو مشينا بعمى قلب نحو العولمة وغيرها من ابتكارات اميركا من دون ان ننتبه لخصوصيتنا وحضارتنا، ستكون النتيجة سيئة. نحن، كبشر، متحضرون أكثر منهم، هم متقدمون تكنولوجياً، لكنهم لا يستطيعون التواصل بعضهم مع بعض جيداً على الصعيد العائلي والاسري، فعلى رغم مؤسساتهم الديموقراطية، تجد العائلة مفككة، والحضارة الحقيقية - في رأيي - هي حب الناس بعضهم لبعض. ما أكثر ما يستفز يوسف شاهين في ما يراه من حوله؟ - أن أرى "عمى قلب" على الصعيد الاقتصادي، وهناك خطورة تتمثل في بعض القوانين الجديدة المصطنعة، أنا خلال سنة واحدة خسرت استديو جلال الذي كنت اديره، ودار سينما كريم التي كنت اديرها، وذلك بسبب القوانين الجديدة، والذين اخذوا الاستديو ودار السينما بدلا مني دفعوا مبالغ خرافية، رغم أن كلاً منهم سيخسر على الأقل 10 ملايين جنيه، مع انتهاء مدة عقده، لماذا اشتروا إذاً؟، لدي شكوك انهم يقومون بعمليات غسل اموال، احد هؤلاء قال لي: "أنا سأعطي دار السينما هدية للنقابة" فقلت له: لماذا لا تفعل ذلك مباشرة، لماذا لا تعطي نقابة السينمائيين المال بصورة مباشرة؟ هناك أسئلة خطيرة جداً منها ما هو مصدر اموالهم؟ يدعي أحدهم أنه سيصلح الاستديو ثم يؤجره. وأنا أؤكد من واقع تجربتي أن هذا الأمر لا يحقق ارباحاً مغرية، فإلى الآن الفيلم يتكلف أكثر من عائده، وأنا على مدى 50 سنة سينما لا أملك سوى شقة وسيارة لم أغيرها منذ 13 سنة، لكني آكل واشرب، واستمتع باجازة صيفية اسبوعين او ثلاثة، واعتبر نفسي مبذراً. مع الأسف هناك الآن رجال اعمال من الذين دخلوا على الصناعة وخبرتهم لا تتعدى صناعة الجوارب، والسجاد، ويعتقدون انهم سيعيدون منطق رجال عبدالناصر الذين قالوا لي "فكر مثل ما نريد" لا، سأفكر مثلما أريد أنا. هناك اسئلة خطيرة جداً اطرحها في "الآخر" ولكني لا أجعلها في المقدمة، لأن طالب الجامعة في بالي، ولذلك اقدم قصة الحب والتسلية والموسيقى الحلوة وصوت ماجدة الرومي، وهذا ليس تنازلاً، أنا "عايز أحضن" الجماهير. لكن الرغبة في احتضان الجماهير هذه يرى البعض أنها أدت بك إلى الاسلوب المباشر والوقوع أحيانا في فخ التسطيح، خصوصاً في فيلميك "المصير" و"الآخر"؟ - بالعكس أنا أحس أني لم أكن اجيد الحكي في الماضي مثلما اجيده الآن، فتعقيد افلامي في الماضي صرف الجمهور عنها احياناً، زمان لم اصل الى شكل بسيط في الكتابة، الآن أرى أننا نكتب أحسن. توفيق صالح توقف من زمان! ولكن هناك من يرى أنك كنت افضل عندما تعاملت مع كتاب سيناريو مثل صلاح جاهين ونجيب محفوظ وعبدالحي أديب؟ - أبداً، بدليل أنني لم احقق معهم فيلماً مثل "المصير" الذي يتميز بدرجة عالية من التكامل في السيناريو والتمثيل والاخراج. هذا الرأي عموماً يناقضه عدد من ناقديك ومنهم زميلك المخرج توفيق صالح الذي يقول إنك تمتلك اجمل واهم عين سينمائية في تاريخ السينما المصرية لكنك لا تجيد كتابة السيناريو؟ - أنا احترم توفيق جداً ولكنه توقف منذ سنين، وهناك احتمال بأن يكون معتقداً أنني توقفت مثله، أنا اتعلم كل يوم وارجع لتقييم نفسي واحاول، وأعيد كتابة السيناريو على الاقل 20 مرة واسمع كل الآراء من كل الفئات والجهات، وأنا لا اعتبر نفسي عبقرياً في الكتابة لكني اشعر بأنني أتطور فيلماً بعد فيلم. على الرغم من تاريخك المشرف ورحلة النجاح الكبيرة التي قطعتها، أنا اعتقد انك تعرضت للظلم اكثر من حصولك على التكريم: منع افلامك، وتحالف موزعي السينما وبعض النقاد ضد افلامك التي اختلف معك في تقييمك الحالي لها، والاتهامات. - شاهين مقاطعاً... وكلام يتهمني قائلاً عني، الناس دي اشترته والناس دي باعته... هل تشعر بأنك تعرضت لظلم كبير؟ وكيف تتعايش مع هذا الشعور؟ - طبعاً ظلمت كثيراً جداً، لكن أنا افضل ان اعمل ما أراه صواباً "علشان اعرف انام" ولذلك أنا اعمل كثيرا جدا، أنا منذ 50 سنة اعمل 15 و16 ساعة في اليوم الواحد، ليس لي سعادة إلا في الشغل. وبيني وبينك، احسن رد على كل هؤلاء هو الافلام، الفيلم الذي لا يعجبك الآن قد يعجبك بعد 20 سنة، مثلما حدث مع "باب الحديد"، ولذلك اقول انتظروا قليلاً، بلاش الحكم الفوري، لأن بعض الاحكام الفورية تصدر من قلوب غير سليمة، أنا مش فاضي لكي انتقم ممن يظلمونني وأرد على كل واحد، الردود المفروض أن أقدمها، أقدمها من خلال افلامي ما دمت ماشي مع العصر، وأريد أن اعرف ما هو الموجود اليوم وما الذي سيأتي في الغد، مثلما توقعت في "العصفور" و"عودة الابن الضال" وفي "الاسكندرية ليه". شيلوك والاجانب فيلمك "اسكندرية ليه" اعتبره البعض انضج تعبير عن الموقف من الصهيونية في السينما المصرية، لأنه يفرق بين الصهيونية واليهودية، بينما اعتبره البعض - وهم الاكثرية - خيانة وتم منعه من العرض في دول عربية كثيرة، هل شعرت بالاحباط آنذاك؟ - هم كانوا يريدون مني ان اظهر اليهودي في صورة شيلوك، وأنا لن افعل هذا. والشعور بالاحباط كان طبيعياً في البداية ثم ما لبث ان زال، وعموماً أنا لا انتظر من كل الناس أن يصفقوا ليّ. أنا لي اصدقاء يهود عرضوا عليّ كثيراً زيارة اسرائيل، لي صديقة اسرائيلية مديرة المكتبة السينمائية الاسرائيلية عرضت ذلك فقلت لها: عندما ترجع اراضينا سنتكلم بعدها عن التطبيع، هذا موقفي ولن يتغير. أعلنت أنك لست متابعاً للسينما المصرية ولا العالمية لانشغالك بصنع افلامك، لكن البعض يتهمك بالتأثر أكثر من اللازم، بالسينما العالمية، في فيلمك الأخير "الآخر"؟ - في حياتي لم يؤثر فيّ سوى فنان عالمي له افلام غنائية استعراضية جميلة وهو جين كيلي، وهو الذي اهديت اليه فيلم "اليوم السادس"، وتأثرت ايضاً بعزالدين ذو الفقار، كان اسلوبه يعجبني. مثلا يقولون إنك نقلت فيلم "كل هذا الجاز" في فيلمك "حدوتة مصرية"؟ - غير صحيح، أنا كتبت فيلمي في الوقت الذي كان يتم صنع الفيلم الاجنبي ولم اكن قد شاهدته. وحدث قبل ذلك أنني كتبت سيناريو "الاختيار" واتضح بعد الكتابة ان نجيب محفوظ له قصة تتضمن الاحداث نفسها لم أكن قرأتها. هناك افلام قصيرة لك لم يتم عرضها مثل "الانطلاق" و"سلوى"؟ - فيلم "الانطلاق" صنعته اثناء حرب 1973، ويتم عرض اجزاء منه، والغريب انهم صنعوا فيلماً آخر وأخذوا المادة التي صورتها واضافوها الى فيلمهم. وماذا عن فيلم "سلوى"؟ - هذا فيلم للاطفال انتجته "منظمة اليونيسيف" ويتم عرضه الى الآن. هل لك افلام قصيرة اخرى تم منعها؟ - لا.. باستثناء "القاهرة منورة بأهلها"، لكني عرضته تقريباً في النوادي والجامعات كلها. هل كان لك مشروعات لأفلام ولم تقم بتنفيذها بسبب الرقابة أو الظروف السياسية؟ - لا... انا رجل احافظ على مبادئي، عندما طلب مني عبد الناصر أن ارجع، هذا يعني أنه يقول لي إننا لن نضايقك في فنك. وهذا ما حدث. الرقابة الذاتية هل لجأت من قبل الى الرقابة الذاتية على أفلامك؟ - لم أفعل هذا أبداً، عندما خضعت لجراحة في القلب حدث لدي تغيير كيفي في فكري وجاءني خاطر بأن حياتي ليست ملكي، وحياة البني آدم فعلاً ليست ملكه، إنت فعلا ملك الآخرين، ولذلك لازم تقول للآخرين كل ما تقدر عليه، هناك خصائص وحوادث اتعبتني جداً منذ سن الرشد وحتى الآن، لكن من الصعب جداً أن اتكلم عنها. هناك اسئلة لا تستطيع الاجابة عنها، لكني قلت إنني سأبذل اقصى جهدي من دون ان أجرح الآخر، لأني اريد ان اتحدث عن عائلتي ووالدتي واختي وزوجتي، وهذا ليس سهلا، رؤيتي قد تجرحهم، لكن الناس لا بد ان تعرف الى اي حد يتعب الفنان، إلى أي حد اتعبني عبدالناصر واتعبني انبهاري الشديد به وانتظاري له وحبي الذي تواصل حتى اكتشافي ديكتاتوريته، هو يتطور وأنا اتطور من ناحية الفهم، ووصلت الى قناعة اني لست ملكاً لنفسي، المشكلة هي قدر الحرية المتاح إذا لم استطع ان اتكلم بدقة سأبحث عن موضوع آخر. الصورة التي اظهرت بها والدتك واختك وزوجتك في فيلميك "اسكندرية ليه" و"حدوتة مصرية" هل تسببت لك في مشاكل اسرية؟ - طبعاً تسببت في مشاكل، لم احب أن اجعل والدتي تشاهد الفيلم الاول، برغم ان الممثلة التي ادت دورها غيّرت في الرؤية التي كنت اريدها، ومع أنها كانت ممثلة جيدة جداً ومجيدة لكن لم اجد ممثلة تعطيني تصوري لوالدتي بالضبط. الممثلة التي قامت بالدور اضافت بعض الاشياء من عندها ولم تحقق الاجادة المطلوبة، ولذلك لم اجعل والدتي تشاهد الفيلم إلا بعد سنوات، وعندما شاهدته قالت لي "الفيلم حلو.. بس هي مش أنا". وماذا عن زوجتك؟ - مراتي قالت لي "أنا كده يا حمار؟" يضحك بشدة، قالت لي "جايب لي واحدة مش حلوه" هي كانت جميلة جداً. اخذت الامر بتسامح؟ - أيوه، ولما لعبت يسرا الدور في "حدوتة مصرية" فرحت زوجتي جداً. أنا وزوجتي اصدقاء والسنة القادمة سنكمل 45 سنة زواجاً، هناك صداقة حقيقية بيننا، وهي تدرك مدى الصعوبة التي اعيشها، احيانا كثيرة احكي لها ما سأفعله، واحيانا لا تهتم مطلقا بما احكيه لها وتقول لي "الموضوع ده باين عليه مش سليم"، وافكر بيني وبين نفسي في سبب قرارها هذا. هل ترى زوجتك أنك حققت إنجازاً عظيماً، هل تحب افلامك ام تفضل نوعاً آخر من السينما؟ - الحقيقة "إحنا ابسط من كده"، أنا دائماً قلقان، يعني حتى في مهرجان "كان" وهو اهم حدث سينمائي في العالم، كنت شديد القلق، الناس يمكن ان تقدر النجم وتعترف بأنه فنان، لكن انت نفسك لو اخذتها بجد وآمنت انه لا يوجد مثلك تكون مخطئاً. انا حتى اوائل الجوائز التي اخذتها في مصر قلت لهم لا تقولوا احسن مخرج، بل قولوا المخرج الذي حقق أحسن فيلم هذه السنة، وأنا اعيش إلى الآن بهذا التفكير، احيانا تأتي فترة تكون فيها الظروف حلوة، وأحيانا تكون كلها مرة، مثل ما حدث في "باب الحديد"، مثلا. في "المصير" كنت خارج المسابقة وبعدها ادخل المسابقة وبعدها آخذ اكبر جائزة، وفي ذكرى 50 سنة، وهي جائزة حتى اهم من الجوائز الذهبية، جائزة تم منحها 6 مرات فقط في حياة مهرجان كان والذين حصلوا عليها عظماء مثل فيسكونتي واورسون ويلز، لكن لو ظللت ادير هذه الحكاية في دماغي سأبدأ أتحول الى حمار عظيم، خلاص هذا فن، لازم اشوف افكار جديدة واتطور دائماً