إن خص التصنيفُ الأوروبي قطاعَ السيارات المتوسطة الحجم بمنزلتين، الأولى متوسطة-صغيرة والأخرى متوسطة-كبيرة، لا يعني الأمر حكماً إلتزامَ الصانعين الأوروبيين كلّهم تلك المقاييس ب"خشوع". أكثر من ذلك، بعض الصانعين يجد بين القطاعَين المذكورَين تحديداً... ثغرة تسويقية ملائمة لحشر موديل ينافس الأكبر منه بسعره، والأصغر منه بتجهيزاته. في هذا الملعب تجد سيات "توليدو"، الموديل الإسباني الذي أطلق جيله الثاني الجديد حديثاً. فالقاعدة ليست إلا قاعدة فولسكفاغن "غولف" المتوسطة-الصغيرة، بينما مُدَّت مقاييس المقدّم والمؤخّر لتقريب حجم الهيكل من قطاع السيارات المتوسطة-الكبيرة. وكالعادة في معظم السيارات الممدودة والتي ترتفع حصة حجم مؤخّرها قياساً بالأجزاء الأخرى من مجموع مساحة الهيكل ككل، تتمتّع "توليدو" بصندوق خلفي فائق الرحابة نصف متر مكعّب، أو 500 ليتر قياساً حتى بقطاع السيارات المتوسطة-الكبيرة... في مقابل مقصورة أقرب الى قطاع "غولف". طبعاً، لا تخفي سيات جذور موديلها على الإطلاق، لكنها تفاخر خصوصاً بإنتمائها الى مجموعة فولكسفاغن منذ 1986 وبحصول موديلاتها على قواعد وعناصر ميكانيكية مشتركة مع الموديلات الأخرى في المجموعة. فقاعدة "غولف" مستخدمة أيضاً في موديلات آودي "آي 3" الأنيقة، وفي سكودا "أوكتافيا"، وفي فولكسفاغن "بورا". بدورها، لم تستثمر فولكسفاغن في سيات لتذويب الماركة الإسبانية بين ماركاتها الكثيرة، بل قررت دمغها بهوية لاتينية أو متوسطية ذات طابع عصبي، في موازاة صورة ماركة مثل ألفا روميو في مجموعة فيات... وبمستوى جودة فولكسفاغن طبعاً. ومن المكتسبات المشتركة التي حازت عليها "توليدو" تشكيلةُ تجهيزات قد تثير قشعريرة موديلات أخرى كثيرة أكبر منها. فمع موديل سيات الجديد يمكن الحصول، حسب الفئات والأسواق طبعاً، لكن بأسعار تنافسية إجمالاً، على وسادتَين هوائيتين مواجهتين وأخريين مجانبتين في المقدّم، ومرآتين خارجيتين لا تكتفيان بالتحريك الكهربائي لزجاج المرآتين وحدهما، بل حتى لعلبة كل من المرآتين لطيّهما أوتوماتيكياً في إتجاه الهيكل في الأزقّة الشديدة الضيق، أو حتى لدى وقف السيارة قرب جدار خشن بكل بساطة. ومن التجهيزات الأخرى المدرجة في قائمة الأساسيات، أو المتاحة إضافياً حسب الفئات والأسواق، تجد وسائل منع الإنزلاق الكبحي والدفعي، والضبط الأوتوماتيكي للسرعة، والتكييف مع توافر خيار الضبط الإلكتروني لدرجة الحرارة والقفل المركزي مع تحكّم من بُعد، وعجلات الألومينيوم، وصولاً الى المقاعد الجلدية التلبيس مع تحريك كهربائي للأماميين وذاكرة لثلاث وضعيات. بعد قائمة كهذه، لم تعد تسمية سيات تبرر السؤال إن كان التعزيزُ الهيدروليكي للف تجهيزاً أساسياً، أو إذا كان المقود قابلاً لتعديل الإرتفاع والعمق. إنسَ سيات الماضي، تلك الماركة الإسبانية التي "رَعَتها" مجموعة فيات طويلاً في صورة متواضعة وهزيلة، ففي فلك مجموعتها الألمانية الجديدة تدور ماركات تتدرّج من سكودا صعوداً الى بوغاتي ولامبورغيني وبينتلي. مضى زمن السباغيتي. من ناحية القوة، لا تكتفي "توليدو" بخيارات الأسطوانات الأربع وحدها، بل تتيح أيضاً في أعلى خياراتها التجهيزية محرّكَ الأسطوانات الخمس المعروف في مجموعة فولكسفاغن، لتقديم خيار قريب من نعومة الأسطوانات الست في هيكل سيارة متوسطة. قوّة أعلى المحرّكات، والمتسعة أسطواناته الخمس ل3.2 ليتر، 150 حصاناً أول موديل تتخطى به سيات عدد الأسطوانات الأربع وسعة ال0.2 ليتر، وتتدرّج دونه صيغتا الأسطوانات الأربع بسعتَي 8.1 ليتر 20 حصاناً، 125 حصاناً و6.1 ليتر 16 صماماً، 100 حصان، مروراً بخيارَي توربو ديزل عصريين ويتمتّعان بتقنية البخ المباشر 9.1 ليتر، 90 أو 110 أحصنة. من ناحية العلبة تتوافر الفئات عموماً مع الخيارين اليدوي 5 نسب أمامية أو الأوتوماتيكي 4 نسب أمامية. طول "توليدو" الجديدة 439.4 متر وعرضها 742.1 وقاعدة عجلاتها 51.2