علمت "الوسط" من مصادر جزائرية مطلعة ان مجموعة من رجال الأعمال وكبار الضباط الجزائريين المتقاعدين تعمل في باريس من اجل تسويق ترشيح السيد عبدالعزيز بوتفليقة لرئاسة الجمهورية، ويتصدر هذه المجموعة الجنرال المتقاعد العربي بلخير. وتمتنع باريس عن ابداء رأي واضح في هذا الموضوع ملتزمة الحذر التام، غير ان تسريب الاتصالات التي تتم لمصلحة بوتفليقة في العاصمة الفرنسية الى صحيفة "لوكانار انشينيه"، يمكن ان يوحي بأن باريس بجناحيها الاشتراكي والديغولي ليست متحمسة تماماً لترشيحه. يذكر هنا ان الصحيفة الفرنسية الساخرة نشرت اخيراً نص مكالمة هاتفية بين الجنرال اسماعيل العماري الرجل الثاني في الاستخبارات الجزائرية والجنرال احمد صنهاجي الملحق العسكري في السفارة الجزائرية في باريس نقلاً عن "جهاز مخابرات فرنسي" يطلب منه ان يتحدث الى سيد احمد غزالي رئيس الوزراء السابق ويطلب منه سحب ترشيحه لمصلحة بوتفليقة. وتشكل هذه المحادثة أول اثبات علني عن دعم الجيش لترشيح وزير خارجية الرئيس الراحل هواري بومدين، في حين ان الحديث عن دعم الجيش له كان يدخل من قبل في دائرة التوقعات وفي احسن الاحوال كان قاصراً على تأييد علني من الجنرال المتقاعد خالد نزار وزميله المتقاعد أيضاً العربي بلخير. وتجدر الاشارة ايضاً الى ان الرئيس اليمين زروال يعارض تأييد الجيش لمرشح بعينه وقد عبّر في خطاب متلفز عن امتعاضه من تصريحات خالد نزار المؤيدة لبوتفليقة وعن حرصه على اجراء انتخابات نزيهة، في حين رد وزير الدفاع السابق على خطاب زروال في مقال علني لم يسمه وانما تحدث فيه عن دور المؤسسة العسكرية في الحفاظ على المؤسسات الجزائرية ولولا هذا الدور "لما امكن للبعض من ان يتحدث بحرية كما يفعل اليوم" وذلك في اشارة صريحة الى خطاب زروال.