هل يقبل القارئ ان يدفع 70 مليون دولار للحصول على فتاة أحلامه ؟ ربما لاحظ القارئ انني افترض أنه يملك 70 مليون دولار. وهو ربما لاحظ كذلك انني قلت "الحصول" لا "الزواج"، فالسؤال من وحي علاقة الممثل مايكل دوغلاس مع الممثلة كاثرين زيتا - جونز، بعد أن دفع حوالى نصف ثروته، أو 70 مليون دولار من أصل 155 مليوناً، للحصول على الطلاق من زوجته دياندرا. وهو الآن يقيم مع كاثرين، ولكن لا يقول ان كانا ينويان الزواج. المال والجنس شيء واحد، فعندما لا يكون عندك مال، لا تفكر إلا فيه، وعندما يصبح عندك مال تفكر في الجنس. غير أن مايكل دوغلاس يحتج بصوت عال عندما يثار موضوع الجنس، فهو دخل مصحاً في اريزونا سنة 1993، وقيل في حينه انه مصاب برغبة مفرطة في الجنس تتطلب علاجاً. إلا أنه يقول الآن انه كان مصاباً بالادمان على الخمر، وقد شفي من ادمانه بعد العلاج. وربما جعلنا كلام مايكل دوغلاس نعتقد ان الخمر فضيحة اهون من الجنس في هوليوود، مع أن الأولى تدمر المبتلى بها، والثانية تبيع أفلاماً رائجة. وكان أحد أبرز أفلام هذا الممثل الأميركي هو "غريزة أساسية" مع شارون ستون، وهو فيلم نجح بسبب وفرة الجنس فيه. هل لنا أن نصدق الآن أن ممثلاً في الخامسة والخمسين يعشق ممثلة تصغره بربع قرن كامل لأنه انجذب الى عقلها. لو كان هذا صحيحاً لكان مايكل دوغلاس تزوج أمينة المكتبة الوطنية في واشنطن مثلاً. إذا كانت كاثرين زيتا - جونز بهذا الذكاء، فهي لن تتزوج مايكل دوغلاس من أجل ماله، وانما قررت أن تحبه عندما وجدت أنه مليونير. غير أن المشكلة مع الزواج أنه قصة حب يموت بطلها في الفصل الأول. والمشكلة في هوليوود تحديداً أن الزيجات لا تدوم، ومع ذلك يغامر ممثل خبير بدفع 70 مليون دولار ليكون الى جانب من يحب. شخصياً اقرأ أن نصف الزيجات في الغرب ينتهي بالطلاق، وسؤالي هو بماذا ينتهي النصف الآخر. إذا كان لي أن أترك مايكل دوغلاس لحظة فهناك المغني رود ستيوارت، وهذا اسكتلندي بخيل قالت عنه الممثلة بريت ايكلاند مرة انه يتألم عندما يذهب الى المرحاض، ومع ذلك فهو ينتقل من شقراء طويلة الى أخرى، من دون أن يتعلم أي درس. وكانت آخر زوجة له هي عارضة الأزياء البالغة الحسن راشيل هنتر، فطلقته وسط طبل وزمر وقالت عنه انه بليد وممل، وكان ان انتقل منها الى عارضة صاروخية أخرى هي كابريس بوريه، وبدأ حديث جديد - قديم عن احتمال زواجهما. إذا كان رود ستيوارت خسر مع كل زوجة شقراء، أو مصبوغة، نصف ثروته، فلا بد أنه يبكي عندما يذهب الى البنك. ومع ذلك فالعارضة كابريس تجده جذاباً، مع انه في عمر مايكل دوغلاس، وهي أصغر من كاثرين زيتا - جونز. وهنا أعود الى مايكل دوغلاس، ابن الممثل القديم كيرك دوغلاس، فثروته معروفة وتكفي. وإذا كانت كاترين زيتا - جونز لطيفة معه كلما طلبت منه فلوساً، فمعنى هذا انها ستكون لطيفة معه دائماً. ولكن ماذا يقول القارئ اذا كان هو تزوجها لعقلها، وهي تزوجته عن حب؟ المرأة تبقى متزوجة بعد أن يرحل الحب لتغيظ زوجها، والرجل يبقى متزوجاً لأنه لم تعد لديه فلوس لزواج جديد، ثم انه لا يستطيع أن يلوم الحكومة على كل خطأ في حياته. أتوقف هنا لأروي قصة حقيقية بطلها شابا، وهذا رجل هنغاري يدير مناطق صيد، أعرفه منذ ربع قرن عندما كانت بلاده ترزح تحت وطأة الشيوعية، وأقضي في ضيافته اسبوعاً، مدفوع الأجر طبعاً، في الربع الأخير من كل تشرين أول اكتوبر. شابا هذا طلق زوجته الأولى فحصلت على البيت، الذي كان يطبخ لنا فيه بعد الصيد. وهو اغتنى بعد سقوط الشيوعية، فبنى مدرجاً في أرضه واشترى طائرة، إلا أنه طلق زوجته الثانية فحصلت على الطائرة، ورأيته الشهر الماضي مع زوجة ثالثة كانت تنظر بشغف الى مزرعته، وارجح أن تأخذها عندما تطلق. وربما بقي لشابا بعد ذلك مال يكفيه بقية حياته... إذا مات الاثنين القادم. شابا درس لنا جميعاً، وشخصياً لا أدفع 70 مليون دولار ثمناً لأي زواج أو طلاق، فكيف اسر بهذا أو ذاك، وأنا أعرف انه كلفني 70 مليون دولار... لا أملكها طبعاً. والدرس هو أنه لا يوجد ربح في الحب، فإذا أحب الانسان حيواناً أليفاً مات بسرعة، وإذا أحب انساناً آخر يموت قبله أو قبلها. لذلك أنصح القارئ بالبقاء حيث هو، فزوجته اقتصادية جداً، ولا بد أنه يذكر كيف وضعت 26 شمعة على الكعكة في عيد ميلادها الثلاثين.