كان رجل يشكو من انه بعد 40 سنة من الزواج بدأ يملّ من زوجته. وقيل له: اذا كانت لا تزال تتحرك بعد 40 سنة، لا تشكُ. المشكلة هي ان الزوج وزوجته يكبران بعد 40 سنة معاً، والحل هو ان يتزوج الرجل واحدة اصغر منه بعشرين سنة او ثلاثين، فاذا بلغ الستين تكون هي في حوالى نصف عمره، وان قامت شكوى فمنها لا منه. وقرأت ان الاتجاه في هوليوود هذا الصيف هو الجمع بين ممثلين متقدمين في السن وممثلات شابات، ربما تحت تأثير العقار "فياغرا" الذي يعيد الى الستيني، وربما السبعيني، ذكريات الثلاثينات من العمر، او الاربعينات ونحن نتكلم من دون تجربة شخصية، وانما من قراءاتنا الكثيرة، ومراقبة بعض الاصدقاء الذين خفّ نظرهم فجأة، وأخذوا يخلطون بين الألوان. طبعاً الجمع بين رجال كبار ونساء صغيرات شنشنة هوليوودية قديمة. وبعض اشهر افلام الخمسينات مثّل هذا الاتجاه، فقد جمع بين كاري غرانت وأودري هيبورن، عندما كان عمرها اقل من نصف عمره، في الفيلم "أحجية". كما ان غاري كوبر كان في السادسة والخمسين عندما اشترك مع اودري هيبورن، وعمرها 28 عاماً، في الفيلم "حب بعد الظهر" الذي حكى قصة حب مع الاختلاف في العمر. وأذكر من هذا الفيلم الاخير ان شاباً اصطدم بكوبر وهيبورن وأوقع كوبر ارضاً ثم ساعده لينهض. وهو اعتذر من هيبورن لأنه اوقع "أباها"، وغضب كوبر وتشاجر مع الشاب، الا انه بعد ان عاد الى نفسه، قدّر ان فارق العمر اكبر من ان يصمد الزواج امامه. اليوم هناك "فياغرا" وهذا قلّص فارق العمر، وأثبت ان هوليوود كانت مصيبة قديماً، وهذا الصيف، وربما السنة الماضية عندما شاهدنا جاك نيكولسون 61 عاماً يلعب دور البطولة في فيلم "أفضل ما يكون" امام اليزابيث هانت 34 عاماً، ومثله وودي ألن 62 عاماً يلعب دور البطولة في الفيلم "تفكيك هاري". والامر ليس قصراً على الافلام، ففي انكلترا ظاهرة زواج متقدمين في السن او مسنين فعلاً من شابات اجنبيات صغيرات، الى درجة ان يكون بعضهن في سن المراهقة، حتى دخل قاموس الانكليزية عبارة "زوجات تايلانديات" لتعني هذا الربط بين آخر العمر ومقتبله. ومثل هذا الزواج لا يمكن ان يصمد، فالزوجة الصغيرة تريد عيشاً افضل، وهي بمجرد ان تكتسب الجنسية البريطانية تنفصل عن زوجها وتفتش عن رجل مناسب في مثل عمرها. والامثلة كثيرة لعل اطرفها قصة السير بيتر غراهام مون الذي سمعنا به للمرة الاولى، عندما اكتشفت زوجته الليدي ساره مون انه يخونها، فقطعت أكمام جميع ستراته، ووزعت زجاجات النبيذ الفرنسي على سكان قرية مجاورة. وهو طلّقها وتزوّج تيري دي فريز، فطلّقته بسرعة في فضيحة جنسية مدوية، وعاد السيد بيتر الى الاضواء مع قراره الزواج من فتاة تايلاندية في نصف عمره تقريباً 55 سنة الى 20 سنة اسمها ميم وتعيش مع اسرتها في كوخ. وهو قال انها ليست متعجرفة كزوجتيه السابقتين. على كل حال، ان كان من فائدة للفارق الهائل في عمر الزوجين، فهو ان الزوجة لن تخشى الحمل، وبالتالي ارتباطاً اطول مما تضمر. واذا كان الرجل المسن لا يزال قادراً على اجتراح معجزة، ما على الزوجة المراهقة الا ان تترك النور في غرفة النوم مضاء لتمتنع عن كل شيء. ولكن المشكلة ان الجنس هذه الايام لم يعد يمارس في غرفة مقفلة وانما هو في السينما والتلفزيون والشارع وكل مكان، لذلك فأفضل طريقة ليتجنبه القارئ هو ان يتزوج. وهذا يعيدنا الى تأثير "فياغرا" في السينما وغيرها، فقد سمعنا الذي قال "ما في لزوم لفياغرا. فقط غيّر البقرة". وهو منطق تستطيع ان تمارسه المرأة، فتغيّر الثور، وهذا عليه ان يكون حذراً فطول لسانه قد يرتد عليه، وهو يجب ان يسأل نفسه دائماً من أين أتى الثور بقرنيه. وعلى طريقة "خالف تُعرف" أنصح القارئ بعكس التيار، والزواج من واحده تكبره بعشرين عاماً او ثلاثين، فهي ستقدّره كثيراً، وربما غسلت ثيابه وكوتها. وأفضل من هذا وذاك، ان ينسى الموضوع كله، فالمتعة قصيرة، والكلفة غالية، والازعاج الى ما لا نهاية .