يبدو ان الطلاق هو الوجه الآخر للزواج في الوسط الفني، وقلما استطاع فنان أو فنانة الصمود مع شريك واحد طوال العمر. ولا يعتمد نجاح الزواج أو فشله على الطرفين فحسب بل على طبيعة عملهما الذي يتداخل فيه تأثير الشهرة مع التركيز على الذات والشعور بالتفوق وتوفير المهنة فرصاً لامتناهية للقاء شركاء آخرين. من أبرز الزيجات التي الغيت قبل ان تتم بأيام معدودة حفلة زفاف جوليا روبرتس بطلة "امرأة جميلة" وكليفر ساذرلاند الذي قيل انه كان على علاقة بامرأة أخرى. وديمي مور كانت خطيبة إميليو استيفيز لكنها لم تتزوجه هو بل بروس ويليس الذي تشكو اليوم من إهماله لها وتفضيله الغناء مع فرقته على البقاء معها. وتقول كثيرات ان العمل الفني لا يتفق مع الزواج ولكنهن يعدن ""الغلطة" المرة تلو المرة علّ الأيام تثبت خطأ اعتقادهن. زازا غابور تزوجت ثماني مرات وكذلك فعل كل من ليز تايلور وماري ماكدونالد وميكي روني ووالدة شير وهي من أصل لبناني أرمني وآلان جاي ليرنر وآرتي شو وستان لوريل، وهو الممثل النحيل في الثنائي لوريل وهاردي. ولم يحالف الحظ لانا تيرنر في تحقيق الرقم نفسه اذ تزوجت سبع مرات فقط مثلها مثل مارتا راي، اما لويس ارمسترونغ فهبط رقماً، اذ تزوج ست مرات، وكذلك فعلت هيدي لامار وغلوريا سوانسون ورو ماكلاناهان. من أقصر الزيجات في هوليوود زواج شير وغريغ أولمان الذي دام خمسة أيام. والجميلة ميشيل فيليبس لم يكن لديها الوقت الكافي لتعتاد على لقب السيدة دنيس هوبر في ثمانية أيام. باتي ديوك ومايكل تل أكدا ان الرقم 13 شؤم حقاً عندما طلّقا بعد ثلاثة عشر يوماً. كاترين هيبورن ولادلو أوغدن سميث تحملا ثلاثة أسابيع من الزواج، وكذلك فعل كل من ارنست بورغنين وإيثل ميرمان، غلوريا سوانسون ووالاس بيري ودبرا باجت وباد بوتيشر. وذهب دايان كارول وفريدي غلاسمان ابعد قليلاً عندما طال زواجهما ثلاثة أشهر. أما فلين بيليز وريتشارد برايور فطلق بعد أربعة أشهر. يبدو الزفاف غالباً انتصاراً للعروس، وكثيراً ما تتحدث العرائس عن السعادة المطلقة التي تغمرهن يوم الزفاف من دون ان يحفظن طريق العودة أو حتى ماء الوجه أحياناً. كيللي برستون قالت في 1989 ان النعمة حلّت عليها بلقائها خطبها تشارلي شين الذي ستشاركه مستقبله. قبل ثلاث سنوات قالت انها حظيت بشريكها الروحي عندما تزوجت كيفن غيج. وكانت فاضلت بين صديق سابق هو الممثل جورج كلوني وجون ترافولتا وقالت ان الأخير مثير ولكن كلوني أكثر إثارة. والمهم في الأمر ان برستون لم تتزوج شين أو كلوني بعد غيج بل جون ترافولتا! أسعد امرأة وأسعد يوم جودي غارلند قالت انها سعيدة جداً عندما تزوجت المايسترو ديفيد روز ولكن زواجها دام سنتين. ميا فارو تزوجت فرانك سيناترا الذي كان في عمر والدها وكان يوم زواجها "أسعد يوم" في حياتها. ريتا هيوارت قالت عن زواجها بالأمير علي خان "أنا سعيدة حتى الجنون. لم أكن أعرف ما هي السعادة حتى الآن". لكنه كان الزواج الثالث لها وتبعته زيجتان فاشلتان أخريان. ليسلي كارون قالت عن زوجها الثاني المخرج بيتر هول "وجدت الرجل الذي أحبه وسعادتي سماوية". لكن زوجها ما لبث ان اتهمها بخيانته مع وارن بيتي وانتهى الزواج. واختارت جون كروفورد جملة حاسمة تقولها بطلات الأفلام "أنا أسعد امرأة على وجه الأرض" لتصف فرحها بزواجها الثالث من آل ستيل، لكنها كانت "سعيدة للغاية" بزوجيها فرانشوت تون وفيليبي تيري. وبعد طلاقها من تون تغيرت اللهجة وقالت انه تسبّب بتعاستها ولم يدع لها مجالاً لتعمل بسلام، وعندما طلقت تيري قالت انه تدخل في عملها وجعلها ترفض سيناريو بعد آخر لفرط انتقاداته. وتجد الفنانات دائماً مبرراً لانتقاد الأزواج السابقين على رغم الكلام الفائق الحلاوة الذي قيل عنهم سابقاً. في 1935 قالت زوجة آرثر لُو: إنه كان يهز عصاه في وجه كنارها! جون كولينز ذكرت بعد طلاق ماكسويل ريد الذي بقي زوجها أربع سنوات أنه قال لها إنها ليست موهوبة. ثم تزوجت بيتر هولم في 1985 وقالت انه قوي الشخصية ولا يستطيع رئيس الولاياتالمتحدة ان يؤثر عليه ثم تركته بعد سنتين لأنه "قاصر". ريتا هيوارت تركت أورسون ويلز بعد زيجة استمرت خمس سنوات وقالت "لم أعد استطيع تحمل عبقريته". إيثل ميرمان طلقت ارنست بورغنين بعد ثلاثة أسابيع لأنها لم تحب خادمته. وشير تزوجت غريغ أولمان بعد ثلاثة ايام من طلاقها من سوني بونو لأنه "الأعظم"، ثم طلقته هو أيضاً بعد خمسة أيام لأنه "ظن ان للنساء فائدتين: ترتيب السرير والنوم فيه". ولا يقصر الأزواج السابقون في الرد القاسي عندما يأخذ بعض الفنانات موقفاً رفيعاً. غولدي هون قالت عن زوجها السابق بيل هدسون: "لن تكون هناك صغائر بيننا" فرد بالقول: "انها سمكة قرش باردة العينين". جون كروفورد ذكرت ان كل ازواجها السابقين من أفضل اصدقائها فأجاب أحدهم بنكتة: "انها تشبه تلك النكتة القديمة عن فيلادلفيا: الجائزة الأولى أربع سنوات مع جون والجائزة الثانية ثماني سنوات". ليز بطلة الزواج المتكرر أبرز بطلات مسلسلات الزواج ليز تايلور التي قالت بعد زواجها الثامن العام الماضي بعامل البناء لاري فورتنسكي: ان زواجها هذه المرة سيدوم "الى الأبد". كانت في الستين وهو في التاسعة والثلاثين. وربما كانت سنها هي العامل الوحيد الذي سيجعل هذا الزواج آخر زواج. وان لم يدم الى الأبد. ليز تايلور "جامعة" أزواج بحق، ولكنها لا تتعلم بل تبقى متفائلة بعد كل زواج وطلاق. قالت عن زوجها الأول نيكي هيلتون صاحب الفنادق إنها تريد ان تقضي حياتها معه. وعن زوجها الثاني "أرجو أن تسعدوا يوماً بالمقدار الذي اشعر فيه بالسعادة الآن. انها بداية نهاية سعيدة". بداية النهاية، على الأصح كانت قريبة. زوجها الثالث مايكل تود لم يمنحها الفرصة لتطلقه اذ مات في حادث تحطم طائرة وتعزت ليز بالزواج بعده من صديقه الممثل والمغني إدي فيشر الذي سرقته من زوجته الممثلة ديبي رينولدز "لم أكن يوماً أسعد مما انا عليه اليوم. ستكون حياتنا شهر عسل 30 أو 40 سنة". لكنها التقت بريتشارد بورتون عندما مثلاً معاً في كليوباترا وعرفت عندها ان الحب ليس دائماً حباً، وفسروا ذلك كما تريدون "لم أكن أحب إدي. تزوجته لأنه كان يحتاجني". وسرقت بورتون من زوجته سيبيل فلقبها بعض الصحف الغربية والعربية "خاطفة الأزواج". عندما تزوجته كانت "سعيدة الى درجة لا أصدقها". لكنها طلقته وتزوجته ثانية ولم تكن سعادتها أقل درجة واحدة في المرة الثانية. ثم اكتفت بزيجتين من شخص واحد وتزوجت في 1976 من العضو في مجلس الشيوخ الأميركي جون ورنر وأدارت الاسطوانة ثانية: "لم أكن يوماً أسعد مني اليوم". لا أحد يستطيع مناقشة عروس بفرحتها يوم زفافها بالطبع، وتعجز النجمة عن الاحتفاظ بالصمت في يومها الكبير الذي عليها ان تلعب فيه دوراً شخصياً. ولكن ما الذي يجعل نجاح الزواج صعباً في العالم الفني ولا سيما عالم هوليوود؟ يشتهر المجتمع الأميركي بتساهله في ما يخص العلاقات وتشجيعه أفراده على "اللحاق بقلوبهم" أي على التصرف بوحي من مشاعرهم من دون التفكير في قوتها وما يحيط بالعلاقة من ظروف وتعقيدات. والنجوم أكثر معرفة من غيرهم بسهولة العلاقات وحريتها وبارتداد نتائجها عليهم عندما تبرد العاطفة وتبلغ الزيجات نهايتها. وقد يكون الفنان الشديد الحساسية أكثر حاجة من غيره الى علاقة متوازنة ثابتة في عالمه المتغير الذي قلما يعثر فيه على صديق، لكنه في الوقت نفسه أكثر أيماناً من الآخرين بحقه في البحث عن سعادته أينما اعتقد انه يجدها، ولو كانت في خيانة صديق وقعپفي حب زوجته. وتؤكد الابحاث النفسية ان "الأنا الأعلى"، أي الضمير، ضعيف عند الفنانين والمبدعين، وان الأخطاء التي يرتكبونها مهما عظمت لا يعلق منها ذرة غبار على ضميرهم. على ان المجتمع الأميركي بتبسيطه العلاقات الى هذه الدرجة يعقدها في الوقت نفسه ويعيد شرعة الغاب حيث لا ملكية ولا حدود، ولكلٍّ الحق في محاولة الحصول على ما يرغب فيه والتمتع به ما دامت الرغبة قائمة. تواطؤ الجمهور ولأن الفنان يشعر انه افضل من سائر المخلوقات وأعلى منها مرتبة في الوجود بفضلها هي عندما تتحول الى مجرد جمهور، فانه يعجز عن تحمل مشقات الزواج ورقابته، خصوصاً ان الباب مفتوح أمامه باستمرار للقاء شريك آخر مهما كبر في العمر. ويعتقد المدمنون على الزواج انهم يستطيعون "تصحيح" زواج فاشل بزواج آخر، علماً انه يفشل لأنهم لا يبذلون جهدهم لإنجاحه والعمل على التخلص مما يسيء الى الشريك ويجعله يرغب في الطلاق. ولا ننسى تأثير الشهرة والمجد على الفنان وتوازنه النفسي والعقلي، فحياته العامة قد تنعكس سلباً على حياته الخاصة وتجعله يأتي بتصرفات تعزّز ضياعه وبعده عن الواقع. هناك الإدمان الذي سقط كثيرون في فخه ونجا منه قلائل، وهناك الغرابة التي تثير إعجاب الشباب من الجمهور وتدفع النجم الى المزيد منها لكي تبقى الأضواء مسلطة عليه. مايكل جاكسون مثلاً ينام في تابوت زجاجي مزود بالأوكسجين لكي يحمي نفسه من التلوث، وبروس ويليس أقام حفلة صاخبة دامت ثلاثة أيام ودفعت جيرانه الى الاستنجاد بالشرطة، وديان كانون تحدثت في صراحة عن زواجها من كاري غرانت، وكان يكبرها بكثير، ومحاولته اسعادها كرجل، الخ. وكثيراً ما يتسرع الفنانون في الاقدام على الزواج لأسباب واهية منها ما يذكّر بعقدة أوديب في التحليل النفسي. ديان كانون قالت بعد طلاقها من غرانت انه يشبه والدها كثيراً وانها تزوجته لتجد أباً آخر. وجين آرث التي تزوجت جوليان آنكار ليوم واحد في 1967 أعربت عن ميل الى عبادة الشخصية مزجته بخفة المراهقات عندما قالت انه بدا لها مثل ابراهام لنكولن وهذا ما جعلها تحبه. قبل ذلك بعشر سنوات طلقت بريجيت باردو المخرج الذي صنعها في "وخلق الله المرأة" وقالت "انه أخ أكثر منه زوجاً". وعندما كان شون بن لا يزال زوج مادونا مزجت مادونا بين عقدة أوديب ووجه آخر من حب المحارم عندما قالت ان اشياء كثيرة تجمعهما الى درجة انها تحسه أخاها، ولكنه يبدو شبيهاً بوالدها عندما كان شاباً حين تنظر اليه بعينين نصف مغمضتين. يقول الصينيون ان الزواج عندهم يبدأ بارداً وتزداد حرارته تدريجاً عكس الزواج في الغرب الذي يبدأ حاراً وينتهي بارداً. وبصرف النظر عن دقة تعبير القول عن الواقع او لا، يصعب على الفنان المزاجي ان يتزوج اليوم كأنه يتزوج الى الأبد، وهو الذي "يلبس" الأدوار ويخلعها كالأقنعة ويعيش في وسط صاخب يسيطر عليه الهوى والمنفعة والعلاقة السهلة السريعة. وقد يحنّ بعض الفنانين الى حياة مستقرة عادية ويعجز مع الشريك عن تلبية متطلباتها لأسباب شتى شخصية ومهنية.