في استطلاع لآراء شريحة من المهندسين والأطباء السعوديين عن تأثير الهواتف النقالة في صحة الانسان، اتصلت "الوسط" بالدكتور زياد الحقيل الاستاذ المساعد في قسم الهندسة الكهربائية في جامعة الملك سعود، وهو متخصص في الالاتصالات كهرومغناطيسية، فقال: "منذ ثمانين عاماً ثبت للجميع امكان تأثر جسم الانسان بالموجات الكهرومغناطيسية تأثراً حرارياً، لأن هذه الموجات تحمل طاقة تؤدي الى تسخين اجزاء معينة من الجسم. وعقد عدد من المؤتمرات والندوات لدرس هذه الآثار وانتهت الى وضع مواصفات قياسية حسمت احتمال التأثر الحراري الناتج عن الموجات ذات الترددات العالية. اما الامر الثاني والاهم فهو الاثر غير الحراري، أو احتمال نفاذ الموجات الكهرومغناطيسية وتردداتها المختلفة الى اجزاء الجسم الداخلية والتأثير في وظائفها. وقد بُحثَ هذا الموضوع ايضاً واثبت بعض الباحثين وجود أثر، لكن الأثر لا يعني الضرر، ومن ذلك مثلاً أن الأثر الناتج عن التعرض لأشعة الشمس ليس ضرراً، لأن جسم الانسان قادر على التعامل مع المؤثرات الخارجية والتغلب على الآثار الناجمة عنها. وحتى لو اثبت البحث وجود ضرر ما، فهو يبقى مجرد خلاصة أكاديمية لا تكتسب صفة دليل علمي قاطع ما لم تعترف به احدى الهيئات أو المنظمات العالمية. فالكثير منها يشوبه التحفظ، اذ ان غاية بعض هؤلاء الباحثين اثبات الضرر، والآخرون يهمهم اثبات العكس حسب مصالح الجهات التي تدعم كلاً من الفريقين. ويشير الحقيل الى ان اي دراسة علمية موثقة وشاملة تحتاج الى تقص وتدقيق ومقارنة وتروّ فترة تستمر نحو 15عاماً قبل صدور نتائجها النهائية وأي أحكام قد تترتب عليها، في حين ان عمر الهاتف النقال لا يصل الى هذه المدة". وأضاف:"اجرينا بحثاً جامعياً ميدانياً لمعرفة قوة الموجات الكهرومغناطيسية في مختلف المواقع في الرياض، وشمل البحث مصادر عدة، منها الهاتف الجوال، والبث الاذاعي والتلفزيوني، ومحطات نقل الطاقة، ومحولات الكهرباء، وشاشات الكومبيوتر، والاجهزة المستخدمة في المستشفيات والورش، وافران الميكرويف في المطاعم. وجدنا ان كل هذه الاشياء مطابقة للمواصفات العالمية. ولم نعثر على اي شيء يثير الاهتمام. لذلك أقول انه لم يثبت حتى الآن وجود ضرر، ولو كان هناك ضرر واضح من الهاتف الجوال لكثرت الشكاوى. اذ ان عدد مستخدميه يقدر بالملايين، وإذا شكا مئات الافراد مثلاً، فهذه نسبة لا يعول عليها، ونسميها نسبة الضوضاء الاحصائية". واتصلت "الوسط" ايضاً بالدكتور سريع الدوسري استشاري الأنف والاذن والحنجرة في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي فقال إن منظمة الصحة العالمية رصدت خمسة ملايين دولار لدرس أثر الهاتف الجوال، مما يؤكد وجود معاناة صحية، اضافة الى عدد من الدراسات العالمية التي تؤكد ان الهاتف الجوال يؤدي الى تسخين حراري لمنطقة الاذن، "وهذا ما دفعنا الى انشاء عيادة خاصة لدرس حالات المراجعين الذين بدأوا يعانون من بعض الاعراض التي قد تكون ناجمة عن استخدام الجوال أو عن اشياء اخرى والى الآن لم نصل الى نتيجة نهائية".