يملك الفراعنة قدرة لا مثيل لها على الادهاش حتى بعد انقضاء آلاف السنوات على العهد الذي كانوا فيه سادة على أرض مصر العليا والسلفى… فقد عادت نضارة ابو الهول الى وجهه بفضل عمليات الترميم التي استغرقت عشر سنوات ليبقى في مكانه 5 آلاف سنة أخرى حسبما قال الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للآثار جادالله علي جادالله. وفي ابو صير قرب سقارة اكتشفت مومياء أكبر كهنة الاسرة الپ26 وهي في حال جيدة على رغم انها بقيت مدفونة منذ نحو 2600 عام. وفي الجيزة ايضاً فتحت للعامة "اهرامات الملكات" بالقرب من هرم خوفو باني أكبر اهرامات الجيزة. وكان العلماء ظلوا يرممون تمثال ابو الهول الرابض أمام الاهرامات على مدى عشر سنوات، بقيت خلالها "السقالات" تحيط بأبو الهول. وقال جادالله علي جادالله ان ابو الهول ظلّ في مكانه نحو 5 آلاف سنة، "ونريد له ان يقف هناك خمسة آلاف سنة أخرى". وبني ابو الهول على هيئة أسد يحمل وجه الملك خفرع الذي يأتي تريبيه الرابع في سلسلة ملوك الأسرة الرابعة من 2575 - 2467 ق.م. ويبلغ طوله نحو 73 متراً، ويصل ارتفاعه الى 20 متراً. وكانت المرة الأولى التي تتم فيها عملية لترميم ابو الهول نحو العام 2400 ق.م، وقد تولى ذلك تحتمس الرابع ملك الأسرة الفرعونية الپ18. وفي نحو العام 1300 ق.م. أشرف الملك رمسيس الثاني على اجراء أول حفريات للبحث عن ابو الهول الذي دفنته رمال الصحراء في جوفها. وتوالت بعد ذلك حفريات مماثلة قام بها الامبراطوران الرومانيان ماركوس اوريليوس وسيبتيموس سيفيروس خلال الفترة من 160 الى 211م. وتعرض الموقع لحفريات مماثلة على ايدي العلماء الذين رافقوا حملة نابليون في 1816. وفي القرن العشرين قامت حكومة الثورة المصرية في 1952 بعملية ترميم أولية لأبو الهول وتولت الهيئة المصرية للآثار ترميمات مماثلة في العقد السادس، قامت خلالها بترميم بعض الصخور في الجزء الأسفل من التمثال. واستمرت عمليات الترميم خلال السبعينات والثمانينات. للملكات اهراماتهن وشهد آذار مارس الماضي فتح الباب أمام العامة لزيارة ثلاثة اهرامات صغيرة خاصة بام الملك خوفو وزوجتيه. ولاحظ الدكتور زاهي حواس مدير المواقع الأثرية في محافظة الجيزة ان هذه هي المرة الأولى التي تفتح فيها للعامة اهرامات تخص نساء وليس رجالاً. ويبلغ طول كل منها نحو 10 امتار، وتقع الى الشرق من هرم خوفو الذي يبلغ طوله 137 متراً، وهو الصرح الذي يعد آخر ما بقى مما تمكن مشاهدته من عجائب الدنيا السبع. وأحد تلك الاهرامات الصغيرة خاص بالملكة حتب حرس والدة الملك خوفو، اما الهرمان الآخران فهما للملكتين مريت ايت اس وحنوت سن زوجتي باني الاهرامات. ولوحظ ان أصغر هذه الاهرامات الملكية صمم بطريقة تجعله قادراً على السماح بدخول الهواء ومروره في الغرفة التي دفنت فيها الملكة. قرون تحت التراب وأخيراً ايضاً وعلى بعد 40 كيلومتراً جنوبالقاهرة، عثر على مومياء ايوف - آع كبير الكهنة ورئيس الديوان الملكي في عهد الأسرة الفرعونية الپ26 التي حكمت مصر الفرعونية خلال الفترة من 666 ق.م الى 524 ق.م. واتضح ان هذه المومياء مدفونة في تابوت زنته 20 طناً، ودفنت على عمق يصل الى 28 متراً تحت باطن الأرض. وكان علماء آثار تشيكيون اكتشفوا المقبرة العام 1996، غير ان اخراج المومياء تأخر كثيراً لأن العلماء اكتشفوا ان جدران المقبرة بحاجة الى تقوية لئلا تنهار اثناء محاولة انتشال المومياء. وتوجد مقبرة ايوف - آع في ابو صير قرب هرم سقارة. وقال الاثريون المصريون ان المومياء وجدت ملفوقة في تابوت خشبي. وتقرر التقاط صور بالأشعة السينية لتحديد عمر الكاهن الأكبر وسبب وفاته. غير ان المومياء لن تكشف لأفراد الجمهور الى حين اكتمال الدراسات العلمية الخاصة بها في ايار مايو المقبل.