قد تخطر الى ذهنك أولاً عبارة: "وهذه واحدة اخرى"، بعد ما رأيناه من إنهمار الموديلات الرياضية الصغيرة من فئة الروستر لدى مرسيدس-بنز سي إل كاي وبورشه بوكستر وبي ام ف زد 3، وقريباً آودي تي تي، إضافة الى "إم إكس 5" التي جدّدتها مازدا حديثاً. هل يأتي نموذج بيجو "؟20" سيُكشف الرقم الأخير، ويرجّح أن يكون "7"، مع الموديل الذي سيرث "205" الخريف المقبل بجديد فعلاً، أو هو مجرّد "نموذج آخر" تسعى بيجو به الى خطف بعض الأضواء عن الجيل الجديد من رينو "كليو" وإقناع نسبة من المستهلكين بتأخير شراء سيارتهم الصغيرة حتى نزول "207" الخريف المقبل، أو الى تخفيف وطأة خبر توقع خسارة مجموعة "بي إس أ" مالكة بيجو وسيتروان نحو 5.2 بليون فرنك فرنسي في 1997 نحو 416 مليون دولار، وستعلن الأرقام النهائية في 25/3/1998، أو هو للتركيز على عمق التغيير في صورة بيجو وسيتروان في عهد جان مارتان فولز الذي تسلّم قيادة المجموعة من جاك كالفيه الخريف الماضي؟ لا شك أن لكل من تلك العناصر دوره، لكن "؟20" الذي كشفت بيجو الستار عنه أمام الصحافة في باريس حديثاً يأتي بأكثر من تلك المجموعة من الأسباب، وحتى بأكثر مما يمنحه أي من الموديلات الرياضية الترفيهية المذكورة. فالنموذج الذي ستعرضه بيجو أمام الجمهور في جنيف بين 5 آذار مارس المقبل و15 منه، قبل إتخاذ قرار إنتاجه حسب ردود الفعل، هو أولاً كوبيه وكابريوليه يتّسع لأربعة ركاب، خلافاً لموديلات الرودستر التي لا تتسع لأكثر من شخصين. قد لا يكون المقعدان الخلفيان واسعين على الأطلاق، لكنهما يكفيان لإستضافة ولدَين. ثانياً، هناك إلتقاء صفتَي الكوبيه والكابريوليه في سيارة واحدة بفضل السقف المعدني القابل للطي في الصندوق الخلفي كهربائياً، وفي 16 ثانية تنفيذ شركة هولييه الفرنسية. وثالثاً يأتي السعر المتوقّع. لا شك في أن سقف "إس إل كاي" أيضاً معدني قابل للكشف، لكن ليس بسعر "؟20" الذي سيناهز، إن أُقرّ إنتاج الموديل للتسويق بعد سنتين في تلك الحالة، نحو مئة ألف فرنك فرنسي نحو 6.16 ألف دولار، وهو مبلغ لا يأخذك بعيداً في صالات عرض مرسيدس-بنز أو بي إم ف أو بورشه. وفي المناسبة، لم تحتج بيجو الى "نقل" مفهوم السقف عن مرسيدس-بنز، لأن الصانع الفرنسي إعتمده أصلاً وسوّقه في موديل "402 إيكليبس" الذي أُطلِقَ في 1937! رابعاً، يعكس الحجمُ الخارجي للنموذج حجمَ "207" المقبلة، من حيث قاعدة العجلات 44.2 متر، وطول الهيكل وعرضه الى حد ما 82.3 و65.1 متر على التوالي. وبمقاييسه، يفتح "؟20" قطاعاً جديداً لأنه مشتق عن سيارة صغيرة، مثلما اشتقت أوبل كوبيه "تيغرا" عن موديل "كورسا" قبل ثلاثة أعوام، وفورد كوبيه "بوما" عن "فيستا" العام الماضي، لكن بفارق السقف المعدني القابل للشكف. وفوق هذا كله، لا يعني تواضع الثمن في حال إنتاج السيارة أنها ستكون "عارية" تقنياً أو تجهيزياً. فالنموذج الحالي يتمتع بتفاصيل كثيرة واعدة لقطاع كهذا، وتجد في أعلى لوحة القيادة مثلاً شاشة تصلح للعب دور لوحة راديو/كاسيت/كومباكت ديسك، أو شاشة نظام ملاحة الكترونية غير معهود حتى الآن في قطاع السيارات الصغيرة B segment. وتجد في المقصورة رسالة أخرى تصرخ في عينيك: "أنظر، بيجو تتغير". فعوضاً عن اللون الداكن المحافظ الذي عرفت به مقصورات الماركة عموماً، تجد حيوية معدنية توحي بالقوة من مختلف زاويا لوحة القيادة وتلبيس البابين ولو كان معظمها بلاستيكي فضي اللون في النموذج. وحتى من الخارج تجد لمسات مطلية بالكروم وفائقة الاناقة، على بساطتها، كالجزء البلاستيكي النافر في عارضتي الصد الأمامية والخلفية، والمطلي بلون كرومي أخاذ. وعلى غطاء الصندوق الامامي تجد فتحة تهوئة اضافية توحي بإمكان خدمتها يوماً لتغذية محرّك فئة خاصة مجهّزة بشاحن توربيني. من ناحية المحرّكات يتوقّع قدرة إستيعاب النموذج خيارات مختلفة بأربع أسطوانات تتسع بين 4.1 و0.2 ليتر، مع علبة عادية بخمس نسب أمامية أو أوتوماتيكية بأربع منها. أضف الى ذلك أن تركيب النموذج على قاعدة وريث موديل "205" تمنحه مساحة جيدة، لا سيما في الصندوق الخلفي بفضل تقديم المقعدين الخلفيين في إتجاه الأماميين، لتبلغ مساحة الصندوق 400 ليتر عند تغطية المقصورة أو 200 ليتر عند إنطواء السقف في الصندوق الخلفي. يُنتج أو لا يُنتج؟ عند التفكير بمدى حاجة بيجو الى انعاش صورتها بموديلات مختلفة المفاهيم، لا إزاء رينو وحدها بل خصوصاً إزاء تويوتا التي ستبدأ إنتاج سياراتها الصغيرة في فرنسا إبتداء من سنة 2001، يصعب التردد في توقع انتاج "؟20". لا شك ان لدى بيجو موديلين "منعشين" مثل "406 كوبيه" و"306 كابرلوليه"، لكن... أي صانع لم يعد لديه في تشكيلته موديلين من هذا النوع على الأقل؟.