تسعة عشر عاماً مرت على اتفاقية السلام المصرية - الاسرائيلية لكنها لم تنجح في انشاء حالة تطبيع بين المصريين والاسرائيليين، او حتى خلق مناخ موائم يشجع على تنامي العلاقات بينهما. وشهد العامان الاخيران منذ تولي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحكم، تدهوراً في العلاقات. وكانت ابرز الدلائل على ذلك، رفض الفنانة سعاد حسني دعوة تلقتها من السفير الاسرائيلي في مصر تسيفي ميزئيل للعلاج مجاناً في اسرائيل وتمزيقها الرسالة قائلة لحاملها انها تفضل الموت في مصر على العلاج في اسرائيل، ومعروف ان الفنانة تعاني من التهاب في الاعصاب والفقرات القطنية. ويأتي موقف سعاد حسني في سياق مشاعر المصريين الذين صفقوا بحرارة في فيلم محمد هنيدي "صعيدي في الجامعة الاميركية" في لقطة احراق العلم الاسرائيلي، وهو ما أثار استياء الديبلوماسيين الاسرائيليين في مصر. وعلى الصعيد الرسمي احتج السفير المصري لدى اسرائيل محمد بسيوني على سماح السلطات الاسرائيلية لتظاهر مجموعة من النساء الاسرائيليات امام مقر السفارة ارتدين أزياء رقص شرقي، في محاولة منهن لدعم مزاعم راقصة اسرائيلية اتهمت السفير بالتحرش بها. ورفض بسيوني، في تصريحات لپ"الوسط" خلال زيارته للقاهرة، محاولات الابتزاز التي تمارسها قوى التطرف في اسرائيل، نافيا بشدة مزاعم الراقصة، واشار الى انه تلقى رسالة من وزارة الخارجية الاسرائيلية افادت بإغلاق ملف شكوى الراقصة بعدما تأكد للمسؤولين الاسرائيليين ان ادعاءاتها لا اساس لها. وبالنسبة الى مفاوضات نقل الغاز الطبيعي الى اسرائيل، فقد توقفت هذه المفاوضات وسط اتهامات متبادلة، حيث يؤكد المصريون ان الشركات الاسرائيلية غير جادة في المفاوضات وعروض الاسعار التي تطرحها، فيما يقول الاسرائيليون ان تعليمات صدرت الى الشركات المصرية العاملة في مجال الغاز لوقف المفاوضات الى ان يتم تنفيذ استحقاقات السلام. ومن جهة اخرى شددت مصر الاجراءات على حدودها ازاء السيارات الاسرائيلية الوافدة الى منتجع "طابا"، بعد انتشار ظاهرة بيع السياح الاسرائيليين لسياراتهم والإدعاء بعد ذلك بأنها سرقت، ثم رفض رئيس مهرجان القاهرة السينمائي حسين فهمي مشاركة الافلام الاسرائيلية، في المهرجان من جهة خامسة. ويؤكد مسؤولون مصريون ان اسباب الفتور الشعبي في العلاقات، ترجع الى الحكومة الاسرائيلية نفسها، وان المصريين على رغم مناصرتهم للسلام إلا أنهم يرفضون الممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين ومماطلاتهم في تنفيذ استحقاقات السلام على كل المسارات. ولوحظ ان حالة جمود العلاقات لم تقتصر على العامة، بل تعدتها الى المسؤولين المصريين الذين لم يقوموا بأية زيارة رسمية الى اسرائيل خلال العامين الماضيين، على رغم الزيارات المتكررة التي قام بها نتانياهو والرئيس عازر وايزمن ووزير الدفاع اسحق موردخاي واعضاء الكنيست ورئيس حزب العمل ايهود باراك والسابق شيمون بيريز الى مصر. ويرى المسؤولون المصريون انه لا جدوى من الزيارات مادامت السياسة الاسرائيلية على حالها وان كانوا يستخدمون عبارات ديبلوماسية من نوع "نحن لانمانع في زيارة اسرائيل لكن الاهم هو دوافعها وما يمكن ان يترتب على مثل هذه الزيارات عبر القنوات الديبلوماسية.