زار المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الصومال عصمت كتاني أديس أباباونيروبي حيث التقى قادة الفصائل الصومالية في العاصمتين ليضفي على المشكلة الصومالية زخماً سياسياً جديداً واعادتها الى دائرة الأضواء. وعلى رغم ان زيارة المبعوث الخاص لأديس أبابا ولقاءاته مع القادة الصوماليين والمسؤولين الأثيوبيين أحيطت بتكتم، خصوصاً ان كتاني رفض الادلاء بأي تصريحات، فان مصادر صومالية أكدت لپ"الوسط" ان جولة المبعوث الخاص للأمم المتحدة كانت ناجحة، وانه التقى في أديس أبابا أعضاء "مجلس الانقاذ الصومالي" كما التقى في نيروبي حسين عيديد وقال ان لقاء المبعوث بقادة الفصائل الصومالية ومنهم عيديد يعتبر بمثابة تجاوز لتراكمات فترة خيبة الأممالمتحدة في الصومال. وقال ان لقاء المبعوث الدولي بعيديد يعتبر بداية صفحة جديدة خصوصاً ان الأخير أبدى قدراً كبيراً من المرونة والتنازلات، تحديداً في ما يخص مواقفه المتشددة حيال الحكومة المرتقبة، اذ كان يصر في السابق على اعتبار مجموعته هي وحدها الحكومة والفصائل الأخرى معارضة. وقد أبلغ المبعوث الخاص تنازله عن هذا الشرط، كما قبل المبادرات الخاصة بالمصالحة بتعديلاتها مثل المشاركة في مؤتمر المصالحة وان اعترض على عقده في بوصاصو وقبوله الاجتماع ببعض فصائل مجلس الانقاذ. وقال المصدر الصومالي ان زيارة المبعوث للمنطقة وحدت الفصائل الصومالية على اختلافها للمرة الأولى حول تجاوزات المنظمات الانسانية العاملة في الصومال وممارستها وذلك في شكوى تقدمت بها المجموعتان الرئيسيتان الى المبعوث الخاص. وعلى صعيد لقاءات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المسؤولين في المنطقة، اجتمع مع رئيس وزراء اثيوبيا ملس زيناوي والرئيس الكيني دانيال أراب موي، واستمع الى تصورهما لحل المشكلة كما التقى الأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية الدكتور سالم أحمد سالم، وعلى رغم تحفظات المنظمة على اختيار كتاني لأنها كانت تفضل اختيار مبعوث افريقي وضرورة استشارتها في الموضوعات التي تتعلق بافريقيا، فان المصادر أكدت ان آراء المنظمتين كانت متطابقة في شأن الصومال. وكشف ان كتاني سيرفع تقريره عن الصومال الى الأمين العام كوفي عنان في مستهل ايلول سبتمبر الجاري. وعلى صعيد الاهتمام الأميركي بالتطورات الجديدة في الصومال، بعثت الولاياتالمتحدة رسائل الى قادة الفصائل الصومالية وكذلك الى رئيس الوزراء الاثيوبي أعربت فيها عن ارتياحها للتقارب الصومالي، وأشادت بمؤتمر "سودري"، وحثت الصوماليين على البدء في خطوات ملموسة للمصالحة. ورحبت الادارة الأميركية بمؤتمر بوصاصو المرتقب، الا انها ربطت ترحيبها بمشاركة جميع الفصائل وشددت على ضرورة اتخاذه اجراءات ضد أي قوى صومالية تسعى الى العمل خارج نطاق التنسيق. ورحبت الأوساط الديبلوماسية العربية في أديس أبابا باختيار الكتاني لهذه المهمة باعتباره ديبلوماسياً عربياً ذا خلفية واسعة عن الأزمة الصومالية.