في اطلالاتها النادرة، كما في غيابها، في كان، كانت ايزابيل آدجاني نجمة الدورة الخمسين لمهرجان تلك المدينة السينمائي الأخير حيث ترأست لجنة التحكيم واعتبرت الى حد ما مسؤولة عن منح جائزة الدورة الخمسين لفناننا العربي الكبير يوسف شاهين عن مجمل أعماله، وان كانت اخفقت في الحصول على السعفة الذهبية لفيلمه "المصير". عبر تكريم يوسف شاهين الاستثنائي، كما عبر الحصول على السعفة الذهبية مشاركة مع الفيلم الياباني "ثعبان البحر" للايراني عباس كياروستامي عن فيلمه "طعم الكرز" تعتبر ايزابيل آدجاني، الجزائرية الأصل وسيدة السينما الفرنسية، انها حققت جزءاً من رهانها. هنا صورة جانبية لفنانة استثنائية. يقسم الذين رأوا الفنانة ايزابيل آدجاني وهي خارجة من الصالة بعد انتهاء عرض فيلم يوسف شاهين "المصير" ضمن اطار المسابقة الرسمية في الدورة الأخيرة لمهرجان "كان" السينمائي، ان السيدة كانت بالكاد تحاول اخفاء دموعها، هي التي كان ذاك الاخفاء واجباً عليها، وعلى الأقل لأنها رئيسة لجنة التحكيم في المسابقة الرسمية، ورئيسة المحكمين لا ينبغي عليها أن تظهر مشاعرها، إزاء فيلم من الأفلام، هكذا علانية. ولكن، اذا هدف ما قاله الذين رأوها، كان واضحاً أن ايزابيل، الجميلة الهشة الحنون، عجزت في لحظة من اللحظات عن تمالك أعصابها أمام فيلم يمس مباشرة بعض أهم القضايا التي تشغل بال بطلة "الملكة مارغو" و"كاميل كلوديل" المعتبرة اليوم سيدة السينما الفرنسية واحدى نجمات السينما العالمية الكبيرات. فالحال أن ما يمس عالم الاسلام يعني ايزابيل آدجاني، الفرنسية المتحدرة من أم المانية، ولكن من أب جزائري تركي الأصل. وما يمس مسائل التسامح والتعصب في العالم يعني ايزابيل التي تخوض على طريقها معارك حقوق الانسان والألفة بين البشر. من هنا، لأن "المصير" يمس مثل هذه القضايا كان من الممكن لنا أن نصدق أن ايزابيل خرجت من عرضه دامعة العينين. وأن نصدق أيضاً أنها الوحيدة التي ظلت تدافع حتى النهاية، داخل لجنة التحكيم عن ضرورة منح جائزة للفيلم، فتمكنت في النهاية من أن تحصل ليوسف شاهين نفسه على أرفع جائزة يمكن لمخرج أن يفوز بها عن مجمل أعماله، ولكن ليس عن "المصير" بالتحديد: جائزة الدورة الخمسينية. وهي في مقابل ذلك عملت على مساندة منح فيلم "طعم الكرز" للايراني كياروستامي نصف السعفة الذهبية وأيضاً هنا، لأسباب سياسية وفكرية، تمس أيضاً القضايا التي تشغل بال ايزابيل الجميلة. قد يكون من سوء حظ ايزابيل أن ترأس لجنة التحكيم في دورة لكان لم تبرز بأفلامها القوية. وهذا الأمر أحزن الفاتنة كثيراً، إذ لطالما شوهدت بعد عرض الأفلام والخيبة ماثلة على محياها، هي التي تحب السينما وتكن تقديراً كبيراً لأي عمل سينمائي جيد كبير ونبيل. غير أن عزاءها كان في أن رئاستها للجنة التحكيمية أتاح لها أن تشاهد عينات على ما ينتجه العالم من أفلام. والعالم بالمعنى العريض للكلمة يهم ايزابيل آدجاني كثيراً هي التي اعتادت ان تصف نفسها بأنها كوزموبوليتية ابنة العالم كله "انني انتمي الى العالم" تقول ايزابيل. وانتماؤها الى هذا العالم بدأ لديها باكراً، منذ وجدت جملة من الظروف نصفها بعيداً عن "الثنائي المثالي" الذي كان يمثله والداها، في قلب الحياة الفنية، حيث كانت في الرابعة عشرة من عمرها حين ظهرت في دور صغير في أول فيلم لها. لكن ظهورها في السينما حينذاك لم يرضها، فإذا بها تنضم بسرعة الى مسرح "الكوميدي فرانسيز" وتقوم بأدوار لافتة في مسرحيات من طراز "مدرسة النساء" لموليير و"اوندين" لجان جيرودو. ولقد نالت النجاح في عملها ذاك ما دفع ادارة المسرح الفرنسي العريق الى محاولة جرها لتوقيع عقد احتكار لمدة عشرين سنة. وكادت ايزابيل تجر الى ذلك لولا فرانسوا تروفو الذي اكتشفها في تلك الآونة بالذات وأقنعها بأن تلعب دور آديل ابنة الكاتب فيكتور هوغو في فيلم "حكاية آديل ه.". وكان الدور الكبير والمفاجئ الذي وضعها في واجهة النجومية السينمائية، شكلاً ومضموناً. في ذلك الفيلم بدت ايزابيل ناضجة وهشة معاً. بدت في تألق لا تمتلكه الا الكبيرات، ولم يصدق أحد أنه كان الدور السينمائي الكبير الأول الذي تلعبه. يومذاك كانت ايزابيل المولودة في العام 1955، في العشرين من عمرها. وحتى اليوم لا تنسى ايزابيل ذلك الفيلم ولا تنسى فرانسوا تروفو الذي تقول عنه: "لقد التقط، كما يبدو لي، ما هو جوهري في شخصيتي، ادرك نقاط ضعفي وقوتي. وهذا ما يجعلني أرى حتى اليوم أن اديل هوغو تشبهني أكثر مما تشبه أي انسان آخر" ليس معنى هذا بالطبع ان آديل تسكن ايزابيل، بل "انني صرت أنا وهي شقيقتي". هل تشعر ايزابيل هذا الشعور نفسه بالنسبة الى العديد من الشخصيات التي لعبتها؟ "ليس تماماً. هناك شخصيات عديدة أشعر انني كيفتها بقدر ما كيفتني. وهناك شخصيات اتفرج على أدائي لها اليوم بكل حيادية". ومؤكد ان من بين تلك الشخصيات التي طبعت ايزابيل، شخصية كاميل كلوديل والشخصية التي لعبتها في "الصيف القاتل" وأخيراً "الملكة مارغو". ادوار مركبة وشخصية تراجيدية في شكل عام تسند لايزابيل آدجاني ادوار مركبة يبررها ما يراه النقاد فيها من توليفية تراجيدية تلوح من عينيها القاسيتين والحنونتين ومن شفتيها التي يرتسم عليهما كل ما في العالم من مرارة ومن فرح في آن معاً. وهذا ما يجعل البعض يرى أن قوة ايزابيل التعبيرية تفوق، ومن بعيد، ما هو مطلوب في بعض الأدوار التي تلعبها. وبالنسبة الى ايزابيل من المؤكد ان ما تفضله هي شخصياً هو أن تلعب أدوار الفتيات المعاصرات ذوات الجمال المحيّر ونظرات اللغز، والمصائر الهستيرية. ومثل هذه الأدوار يحتاج عادة الى مخرجين متواطئين يعرفون ماذا يريدون وكيف يشتغلون على "العجينة" اللينة والهشة التي تحمل شكل امرأة نادرة الجمال. من هنا لا تنجح ايزابيل إلا حين تعمل مع مخرجين كبار، مع فرانسوا تروفو مثلاً، ومع اندريه تشينيه الذي أعطاها في "باروكو" 1976 واحداً من أجمل أدوارها وأكثرها غرابة وتركيبية، وكذلك الحال مع لوك بيسون الذي أعطاها دوراً متميزاً في "سابواي" 1985. لكن هذا لا يعني بالطبع أن ايزابيل آدجاني تعرف دائماً كيف تختار أدوارها. فهي لئن كانت قدمت توليفات جميلة تحت ادارة الألماني فرنر هرتزوغ الى جانب كلاوس كينسكي في "نوسفراتو" 1979 وفي "كاميل كلوديل" 1988 حيث مثلت دور عشيقة رودان التي ينتهي بها عشقها الى الجنون، تحت ادارة زوجها - آنذاك "برونو نوتين"، فانها اخفقت اخفاقاً ذريعاً حين حاولت أن تخوض سينما السهولة والسطحية في أفلام مثل "عشتار" صورته في الولاياتالمتحدة أو "قضية مسمة" 1993. ولكن ايزابيل آدجاني، رغم ما قد يبدو عليها من هشاشة مفرطة، يزيد من حدتها تقلب حياتها وما اعتاد أن يدور من حولها من اشاعات، كادت واحدة منها أن تدمرها خلال النصف الثاني من الثمانينات حين زعم بعض الصحافيين انها مصابة بداء "السيدا" مما وضعها في حالة غضب ودفعها لمبارحة فرنسا لفترة من الزمن، ايزابيل رغم هذا كله تحب الحياة و... بافراط أحياناً، هي التي تقول "بين فيلمين أمثلهما، أراني بحاجة للاستمتاع بفرح الحياة، أراني بحاجة الى زمن أفكر فيه واستعيد حريتي" فالمهم بالنسبة اليها هو أن تحقق "العمل الذي اؤمن به، وان أحققه بكل سعادة، وبأقل قدر ممكن من الأخطاء". وتعلن ايزابيل بكل وضوح انها "كممثلة، أتمنى أن أدفع الناس لأن يحلموا، لأن يتأملوا، لأن يتحركوا، ولأن يكونوا هم أنفسهم، تماماً كما أحاول ان أكون دائماً أنا نفسي وليس أي شيء آخر". تقول ايزابيل اليوم أنها بعد مرارة طويلة، وبعد محن عديدة مرت بها خلال أكثر من ست سنوات، اكتسبت اليوم ثقة كبيرة بنفسها "كان الفضل في هذا، تقول ايزابيل، للحياة التي عرفت كيف تبدلني، وللمحن التي مرت بي فنجوت منها بفضل علاج استثنائي فتح قلبي على شؤون الروح واعطاني القدرة على أن أفهم الآخرين أكثر وبقدر أكبر من التعاطف". فإذا سألت ايزابيل عن الكيفية التي شعرت بها ذات يوم انها بحاجة لأن تشتغل على نفسها على ذلك النحو تقول: "لقد شعرت بضرورة هذا وبأنه صار أمراً حتمياً بالنسبة إليّ خلال العمل على فيلم "كاميل كلوديل". كنت أعرف انني بدلاً من أن أفكر بعملي، كان يتعين عليّ أن أفكر بنفسي بطريقة مختلفة. كان عليّ أن أتطور وأن أنمو. كانت سنوات الاشاعات اتعبتني، واتعبني العمل على تحضير "كاميل كلوديل". شعرت أنني بحاجة لأن اشتغل بشكل جدي على ما اؤمن به، على إيماني الخاص: ايماني بالكائنات البشرية، ايماني بالحياة وبنفسي، ايماني بالله. ولقد صدف أن هذا العمل الواعي على نفسي تطابق مع وجود مرحلة بالغة الصعوبة في حياتي الخاصة... وهكذا انقذت نفسي بفعل إيماني". الاختيار... بكل حرية هذا كله نفذته ايزابيل آدجاني وحققته في صمت. ليس لأنها لا تحب الصحافة والصخب الاعلامي فقط، بل لأنها كانت مؤمنة بأن أي عمل انقاذي حقيقي على الذات لا يمكنه أن يتم إلا اذا كان في خلوة حقيقية مع الذات. وهكذا حين كان الناس يتساءلون أين اختفت ايزابيل كانت هي تستعيد أنفاسها وتعيد اكتشاف ذاتها. كانت نتيجة ذلك أن خرجت من المحنة أكبر مما كانت بكثير ولسان حالها يقول: "ان الخير والشر معاً موجودان في داخلنا، ويتعين علينا نحن، وبكل حرية، أن نختار. السؤال الوحيد هو: ما الذي أريد أن أفعله؟ ما الذي أريد أن أكونه؟ ما الذي أريد أن أفعله بنفسي في حياتي هذه؟ قد تبدو هذه الأسئلة للوهلة الأولى اسئلة أنانية، لكنها لست كذلك على الاطلاق. انها اسئلة نبيلة وكريمة تتجه من الداخل الى الخارج وليس العكس". مهما يكن في الأمر، فإن ايزابيل خرجت من ذلك كله سيدة أخرى تماماً. صحيح أنها الى جانب "الملكة مارغو" وأخيراً "الشياطين" لم تحقق أعمالاً كثيرة وكبيرة منذ ذلك الحين، لكنها عرفت كيف توجد لنفسها مكانة تبدو للكثيرين استثنائية. وهذه المكانة هي التي قادتها لأن تتربع على عرش مهرجان "كان" لهذا العام رئيسة للجنة التحكيم. وترى ايزابيل ان اختيارها للرئاسة انما هو تكريم لها واعتراف بمكانتها في السينما. ومن ناحية التكريم لم يكن عالم السينما بخيلا مع ايزابيل آدجاني على أي حال. فمن ناحية الأوسكار نذكر أنها قد سميت لجائزة أوسكار أفضل ممثلة مرتين، مرة عن فيلم "حكاية آديل ه" والثانية عن فيلم "كاميل كلوديل". ومهرجان "كان" اعطاها في العام 1981 جائزة أفضل تمثيل نسائي مزدوجة عن دوريها في "كوارتيت" لجيمس آيفوري و"استحواذ" لاندريه زولافسكي. وبالنسبة الى السينما الفرنسية تكاد ايزابيل تنفرد بكونها الممثلة الوحيدة التي نالت "سيزار" أفضل تمثيل نسائي أربع مرات عن "الصيف القاتل" لجان بيكر 1983 و"كاميل كلوديل" 1985 و"الملكة مارغو" لباتريس شيرو 1993 و"استحواذ". هنا، لمناسبة الحديث عن ضروب التكريم التي كانت من نصيب ايزابيل آدجاني لا بد أن نفتح هلالين لنشير الى المرارة التي اصابت هذه الفنانة حين عرض مهرجان "كان" في دورته للعام 1994 فيلم "الملكة مارغو" الذي قدمت فيه ايزابيل واحداً من أجمل أدوارها على الاطلاق. يومها توقع الجميع أن تحوز ايزابيل جائزة أفضل تمثيل نسائي عن ذلك الدور. وكانت كاترين دينوف نائبة لرئيس لجنة التحكيم كلينت ايستوود. وكانت المفاجأة حجب الجائزة عن ايزابيل، واعطاءها لفيرنا ليزي عن دور صغير لعبته في الفيلم نفسه. كان واضحاً ان المقصود ازعاج ايزابيل، لكن هذه بدت لامبالية واعتبرت الأمر محنة أخرى يختبرها بها القدر. وهذا العام، اذ عادت ايزابيل الى كان رئيسة للجنة التحكيم كان من الواضح أنها تشعر بأنها قد ثأرت من ذاك الذي كتب لها في عام "الملكة مارغو". ولكن بعد هذا، كيف تنظر ايزابيل الى مسألة اختيارها لرئاسة لجنة التحكيم في مهرجان كان؟ هل ترى الأمر تكريماً، ام تجربة أم نوعاً من الاستراحة؟ هذا السؤال طرحه عليها الصحافيون فور اعلان اختيارها رئيسة للجنة فكان جوابها: "ان يكون الأمر تكريماً هو من قبل تحصيل الحاصل. أما ان يكون الأمر استراحة فهذا ما آمله... غير أن ما أحبه أكثر من أي شيء آخر هو العمل الناضج الجدي. ان يذهب المرء الى "كان" لتقديم فيلم يأمل أن يتم الاعتراف به ومنحه الجوائز، انه أمر حافل بالتوتر، وظالم حتى لأن فيه من الاذلال ما فيه، حتى ولو تم العرض بشكل جيد وأرضى الفيلم متفرجيه. كل امتحان مذل وطفولي... ما يعجبني في الأمر كله هو أن أذهب الى أي مهرجان من دون أية استراتيجيات مسبقة، ومن دون أي مغالاة درامية. في "كان" ستكون هناك أفلام معروضة وسيكون هناك أشخاص نتمنى أو لا نتمنى مشاهدة الأفلام في صحبتهم، وستكون هناك المداولات. أنا الآن أعيش مشاعر رغبتي في الالتقاء بالسينما كما يصنعها العالم اليوم، وتستبد بي رغبة عميقة في ان التقي بالأفلام وبالناس الذين يصنعون تلك الأفلام". .. لن تندم أبداً اليوم وقد اختتم مهرجان "كان" أعمال دورته الخمسين، ليس من السهل معرفة رد فعل ايزابيل آدجاني على كل ما حدث فيه. هل تراها خرجت من التجربة خائبة؟ أم انها راضية؟ كم كان مقدار تدخلها في توزيع الجوائز؟ ما هي الأدوار الحقيقية التي لعبتها في كل فيلم؟ وهل تراها استخدمت حقاً ما لديها من صلاحيات؟ الحقيقة انه ليس من السهل اليوم الاجابة عن هذه الاسئلة. ولكن من السهل علينا ان نتصور سيدة الشاشة الفرنسية التي جبلت، بطبعها، على التواضع وعلى احترام كبار المبدعين، وقد ادركت جيداً منذ البداية انها ترأس لجنة تضم العديد من كبار المبدعين. مبدعون من طينة نادرة ومن نوعية لا يمكن التأثير عليها بسهولة. فأشخاص مثل الكاتب بول أوستر، والسينمائي مايك لي وتيم بورنون وناني موريتي وميكائيل اونداتجي، اضافة الى الفنانة الصينية غونغ لي، وغيرهم، هم نوع من الفنانين لا يمكن لأي أحد غير ضميرهم المهني ان يملي عليهم اختياراتهم. فهل ضاعت ايزابيل آدجاني وضاعت صلاحياتها في خضم النقاش معهم؟ لا أحد يدري. ندري فقط ان ايزابيل آدجاني بدت في الحفل الختامي ضائعة بعض الشيء، وبدا عليها شيء من المرارة. فهل كان ذلك نتيجة الارهاق الذي تكبدته خلال أكثر من اسبوعين شاهدت خلالهما أكثر من دزينتين من الافلام؟ أم كان نتيجة خيبة الأمل في "سينما العالم" التي توجهت الى "كان" لتشاهدها؟ ام كان لأنها لم تتمكن من فرض آرائها على مبدعين ربما يكون بعضهم قد نظر اليها على أنها نجمة لا أكثر؟ في جميع الأحوال حسبنا من ايزابيل آدجاني السرور الذي بدا على محياها، والحماس الذي أفلت منها غصباً عنها حين اعلنت عن مخرجنا العربي الكبير يوسف شاهين بوصفه الفائز بجائزة الدورة الخمسين لمهرجان "كان" عن مجمل أعماله. في تلك اللحظة بدت ايزابيل حقيقية رائعة، محبة لسينما العالم، وفية لجذورها العربية الجزائرية، وبدت وكأنها لن تندم أبداً على قبول ترؤس لجنة التحكيم.