قيل مراراً عن ايزابيل ادجاني انها خليفة كاترين دونوف على عرش السينما الفرنسية، لما تتمتع به من بريق وجاذبية وغموض وسائر العناصر التي تحول ممثلة موهوبة الى نجمة عالمية من الدرجة الأولى. ولكن يبدو ان الحظ قد خذل ايزابيل في الآونة الاخيرة، ويكفي إلقاء نظرة على افلامها الحديثة من "عملية مسمومة" الى "شيطانية" مروراً بالعمل التاريخي "الملكة مارغو" للتأكد من فشل ايزابيل في اختيار الادوار التي قد تسمح لها بالحفاظ على سمعتها العالمية في نهاية الثمانينات بفضل افلام قوية تناسب شخصيتها تماماً من حيث الشكل والمضمون. ومن المعروف عن النجمة انها سهلة التأثر بظروفها العاطفية وبكونها تترك العنان لمشاعرها. هكذا يعاني محيطها العائلي او الفني من تقلبات حالتها النفسية، ويؤدي الامر الى امتناع كثير من المخرجين عن التعامل معها خصوصاً ان اسمها لم يعد يجلب ملايين الدولارات الى شباك التذاكر. وحاولت ايزابيل استعادة مكانتها وبريقها المفقود في مهرجان "كان" السينمائي الذي انعقد في ايار مايو 1997 وتولت رئاسة لجنة التحكيم فيه، ولكن تصريحات عضو اللجنة المخرج السينمائي البريطاني المعروف مايك لي اساءت الى صورتها اذ جاءت لتؤكد ان مزاجها صعب وانها لا تبالي الا بما يتصل بعواطفها الشخصية. ويبدو في الحقيقة ان الفنانة لم تسترد عافيتها النفسية والعصبية بعدما هجرها الممثل دانيال داي لويس قبل نحو عامين وذلك بعدما انجبت منه صبياً عمره الآن سنتان ونصف السنة، علماً انها تكرس وقتها كله - حتى في المهرجانات والمناسبات السينمائية الهامة التي تتطلب منها بعض التفرغ - للاهتمام بثمرة حبها الذي لن يعود لأن دانيال داي لويس تزوج أخيراً من ربيكا إبنة الاديب والمسرحي الاميركي المعروف ارثر ميللر. وكأن كل ذلك لا يكفي، فها هو الابن الاكبر بارنابيه 18 عاماً يتهمها علناً عبر اجهزة الاعلام بأنها لم تؤد ابسط واجباتها تجاهه كأم وانها تحمله تبعة الهموم التي عانت هي منها نتيجة خلافاتها المستمرة مع والده مطلقها السينمائي برونو نويتين. وآخر كارثة فنية اصيبت بها ايزابيل ادجاني هي احتباس صوتها نتيجة انهيار نفسي مما ادى الى انسحاب ثلاثة من المنتجين السينمائيين الراغبين في اعطائها بطولة افلامهم القادمة. وفشل صديقها جيرار دوبارديو في اشراكها بالفيلم الجديد الذي سيمثله تحت ادارة برونو نويتين نظراً لكون هذا الاخير لا يطيق سماع اسم ايزابيل منذ ان افترق عنها. ووجهت لها دار كريستيان ديور الضربة القاضية حين الغت مشروع تعيينها سفيرة رسمية بدلاً عن ايمانويل بيار، وبرر رئيس مجلس ادارة ديور قراره بأن صورة ايزابيل في الوقت الحالي لا تتفق مع اهداف الدار من الناحية الدعائية مثل الصفاء والابتسامة الدائمة والهدوء وإثارة الخيال. هذا عدا الاجر الباهظ جدا الذي تطالب به ادجاني للقيام بمثل هذه المهمة.