ايزابيل ادجاني هي ابرز وأشهر وأجمل نجمة فرنسية من اصل عربي. اسمها الحقيقي ايزابيل عجاني، والدها جزائري ووالدتها المانية، وهي الآن في السابعة والثلاثين من العمر. وإذا كانت كاترين دونوف هي التي تحمل لقب "ممثلة فرنسا الأولى" فان ايزابيل ادجاني تحمل لقباً آخر اطلقه عليها المعجبون بها وبشخصيتها وبجمالها وهو لقب "ساحرة السينما الفرنسية". ادجاني اختفت عن الاضواء فترة من الزمان، خصوصاً بعد الانتهاء من فيلمها "كاميل كلوديل" عام 1988. وتجنبت الصحافة والصحافيين، ثم عادت في الاسابيع القليلة الماضية، مجدداً، الى مسرح الاحداث الفنية وهي تمثل الآن فيلماً جديداً في باريس - الأول لها منذ 4 سنوات - يحمل اسم "عملية مسمومة"، وتستعد لتصوير فيلم تاريخي بعنوان "الملكة مارغو". في الوقت نفسه، اختارتها دار كريستيان ديور لتكون سفيرتها في العالم للترويج لعطرها "مس ديور". ربما تكون التناقضات في شخصية ايزابيل ادجاني هي اهم مقومات نجاحها المتفوق، فهي تلعب من ناحية ورقة النجمة المتخفية التي لا تظهر ابداً في المناسبات الرسمية، واذا فعلت فيكون الامر اكثر من شرف كبير لصاحب المناسبة، مثل تواجدها في حفل اطلاق العطر الجديد لكريستيان ديور في العام الفائت، وظهورها المفاجئ في عروض باريس لازياء 1993 الى جانب المصمم جيان فرانكوفيري. ومن ناحية ثانية تخرج ادجاني فجأة من عزلتها لتتخذ هذا الموقف او ذاك تجاه قضية لا تسمها مباشرة. فهي في منتصف شهر تموز يوليو الفائت راحت تتظاهر مع الممثلين الشباب عن طريق احتلال المسرح القومي الفرنسي وهو مسرح "اوديون" طوال ايام عديدة من اجل منع صدور القانون الجديد الخاص بالتقليل من حقوق الممثلين في ما يتعلق بالبطالة. وكان معظم حضور المظاهرة من الفنانين الناشئين وجلست ايزابيل ادجاني في وسطهم وكأنها واحدة منهم، بلا ماكياج وبلا نظارة سوداء او اي مظهر من مظاهر النجومية. وبالطريقة نفسها سافرت ادجاني الى الجزائر منذ ثلاث سنوات لتشارك في مظاهرة، بحجة انها شخصياً نصف جزائرية والدها جزائري وامها ألمانية. وكانت صورتها في شوارع الجزائر وسط المتظاهرين تتناقض تماماً مع سمعتها كنجمة متعالية لا تختلط بعامة الناس وتلعب دور غريتا غاربو في الحياة، بمعنى انها تختفي عن الانظار وهذا ما فعلته غاربو طوال حياتها فور اعتزالها الفن. الشائعات ولا شك في ان تصرفات من هذا النوع تجلب لصاحبتها القيل والقال والعداوات في الوسط الفني. فالكل لا يحب ادجاني والشائعات تنطلق من حولها بسرعة البرق بمناسبة ومن دون مناسبة. واهم حادثة وقعت كانت في منتصف الثمانينات حينما كتبت الصحف عن اصابة ايزابيل ادجاني بمرض الايدز، وانتشر الخبر الى درجة ان وكالات الانباء كانت جهزت المقالات الكاملة عن تاريخ حياة النجمة لنقلها الى الصحف والمجلات فور صدور خبر وفاتها. وارادت ايزابيل وضع حد للحكاية، فجاءت الى التلفزيون وقالت لاحد مذيعي نشرة اخبار الساعة الثامنة مساء بانها تتمتع بصحة جيدة، وفضحت تصرفات اجهزة الاعلام التي لعبت الورقة التجارية عن طريق المساهمة في ترويج شائعة غير مبنية على اي اساس. ثم هددت باللجوء الى العدالة لاستعادة حقها المعنوي المسلوب والملطخ بالعار، وغادرت الاستديو التلفزيوني مثلما اقتحمته اي بشكل مفاجئ ودون اعارة مقدم النشرة الاخبارية ادنى اهمية. وعلى صعيد العمل الفني وضعت ايزابيل ادجاني الفواصل بينها وبين التزامات مهنتها وسلبياتها، فتخلصت من عنصر خضوع الممثل عامة للعروض المقدمة اليه واضطراره الى الاختيار ضمنها. وما تفعله ادجاني منذ خمس سنوات هو اقامتها المشاريع السينمائية بنفسها من الالف حتى الياء، بمعنى انها تختار قصة تعجبها وتتولى شخصياً البحث عن امكانات تمويل المشروع سينمائياً ثم تختار مخرجه وابطاله الى جوارها، وبالتالي لا تمثل الا في افلام من اختيارها وتتحمل مسؤولية نجاح العمل او فشله بشكل مختلف عما يفعله اي ممثل تكون مهمته قد اقتصرت على اداء احد ادوار الفيلم. حس تجاري وادجاني هي الوحيدة في فرنسا التي تتبع هذا الاسلوب، ولا شك في انها الوحيدة التي تقدر على ممارسة فنها بهذه الطريقة الصعبة وشبه المستحيلة. فرغماً عن السلطة التي يمنحها لها اسمها، يحتاج كل مشروع تقيمه الى ما يقرب من الثلاث سنوات من التحضير. فلا بد من ان تقدر هي على تحمل فترات طويلة من الركود سواء من الناحية المادية او المهنية، وليس من السهل على اي فنان ان يبقى سنوات دون ان يمارس نشاطه. فمن الناحية المادية تتمتع ادجاني بروح الاعمال، وتعيش من استثماراتها المختلفة للاموال التي كسبتها من افلامها السابقة كممثلة وايضاً كمنتجة جزئية في بعض الحالات، مما يضمن لها حصة من ارباح توزيع افلامها في سوق الفيديو عقب انتهاء العرض في الصالات. واول مشروع من هذا النوع كان فيلم "كاميل كلوديل" المصور في 1988، والثاني: "الملكة مارغو" الذي سيتم تصويره قريباً، وستكون ادجاني قد غابت عن الشاشة حوالى اربع سنوات بين الفيلمين. وكونها لا تزال تتمتع بشعبيتها لدى الجمهور يدل على قوة تأثيرها في نفوس المتفرجين، وهذا في حد ذاته من الانجازات النادرة في مهنة تنسى اصحابها عادة بسرعة فائقة اذا غابوا عنها ولو فترة قصيرة. ويتضح ان الحكايات المستمدة من التاريخ هي التي تثير اهتمام ادجاني بشكل خاص. فقد روى "كاميل كلوديل" قصة امرأة عاشت وماتت من اجل الفن والحب ويروي "الملكة مارغو" ايضاً حياة ملكة عرفت الكثير من المآسي طوال عمرها. جائزة سيزار الادوار القوية القريبة الى الجنون تجذب ادجاني اكثر من غيرها، فنظرة سريعة الى مشوارها السينمائي تكفي لتأكيد هذه النقطة بأفلام مثل "بوسيسيون" لاندريه زولافسكي، و"الصيف القاتل" لجان بيكير، و"سابواي" للوك بيسون، وطبعاً "كاميل كلوديل" الذي اخرجه برونو نويتين. وفي هذه الافلام ادت ادجاني ادوار شخصيات مهتزة الكيان ومختلة الاتزان النفسي، وقد جلب لها اداؤها جائزة "سيزار" الفرنسية مرتين، الاولى عن "بوسيسيون" والثانية عن "الصيف القاتل"، وذلك كأحسن ممثلة. وفي مشاريعها التي تقيمها بنفسها تختار من اجل الاخراج، وهو شيء طريف، اشخاصاً لا يتمتعون بخبرة في مجال الاخراج السينمائي. ففي المرة الاولى سلمت ادجاني زمام اخراج "كاميل كلوديل" الى برونو نويتين، احد اكفأ الفنانين الفرنسيين في حقل ادارة التصوير السينمائي، وليس الاخراج، وفي التجربة الثانية "الملكة مارغو" تولى الاخراج باتريس شيرو وهو مخرج مسرحي لامع، الا ان العمل وراء الكاميرا يختلف الى حد بعيد عن مثيله فوق الخشبة. وتقول الالسنة المحبة للخير بالنسبة الى صاحبة الشأن انها تضمن بهذه الطريقة احتفاظها بسلطة كاملة على الفيلم خلال التصوير، وتتفادى المشاكل التي قد تقع نتيجة تدخلها في عمل مخرج سينمائي مخضرم له شخصيته واسلوبه الخاص. فرض ارادتها وهذا النوع من المشاكل سبق لادجاني ان عرفته حينما مثلت في مسرحية "الآنسة جولي" للمؤلف اوغوست ستريندبرغ، ومن اخراج المسرحي المعروف جان بول روسيون. كان ذلك في العام 1983، اذ وقعت عشرات الخلافات طوال فترة التدريبات، بين ادجاني والمخرج بسبب طريقة النظر الى دورها في المسرحية. وفرضت الفنانة ارادتها كونها مشهورة ويجذب اسمها الجمهور العريض، وفي النهاية رفض جان بول روسيون ان يتم ذكر اسمه فوق اعلانات المسرحية لأن العمل لم يقدم بالشكل الذي ناسبه هو اساساً. فاني اردان وبعد شهر واحد من العرض اعتزلت ايزابيل ادجاني المسرحية مدعية المرض وكسرت عقدها مع المنتجين فتوقفت العروض مؤقتاً واعيد سعر التذاكر الى المتفرجين الذين كانوا اشتروها، ثم تم تقديم سلسلة جديدة من العروض مع الممثلة فاني اردان في الدور الذي ادته ادجاني اساساً. تدل الحكاية هذه على مزاج ادجاني الصعب جداً ودرايتها الجيدة بمكانتها لدى جمهورها وانتهازها هذه المكانة لفعل ما يدور في رأسها دون اي تنازلات مهما حدث. وعن حياتها الخاصة لا تبوح ادجاني بشيء، وكل ما هو معروف عنها انها ام لطفل عمره 13 سنة الآن انجبته من زوجها السابق برونو نويتين مخرج "كاميل كلوديل"، ثم قصتها مع وارن بيتي خلال فترة عملها في هوليوود في منتصف الثمانينات. وقيل في ذلك الوقت انها تمنت الزواج من بيتي، حالها حال عشرات الممثلات من قبلها وبعدها، والوحيدة التي حققت امنيتها من هذه الناحية اسمها انيت بيننغ، زوجة وارن بيتي منذ العام 1991 وام ابنته الصغيرة. واذا كان ما قيل عنها صحيحاً تكون هذه المرة قد اخفقت في تحقيق ما ارادت. إيزابيل ادجاني ايزابيل ادجاني مولودة في باريس من أب جزائري وأم المانية، عمرها الآن 37 عاماً، بدأت تحترف التمثيل في سن الرابعة عشرة عن طريق الظهور في السينما، ثم دخلت الى الفرقة القومية الفرنسية "لا كوميدي فرانسيز" عقب تعلمها اصول الدراما في معهد متخصص واثر نجاحها في مسرحية من اخراج روبير حسين. خطفتها السينما في اواسط السبعينات فتركت المسرح وتفرغت للفن السابع حيث حققت لنفسها شهرة فوق العادة، قبل ان تحاك حولها شائعات للاساءة اليها وضرب شهرتها. أهم أفلامها - "الصفعة" لكلود بينوتو. - "حكاية أديل أش" لفرانسوا تروفو. - "الاخوات برونتيه" لاندريه تيشينيه. - "بوسيسيون" لاندريه زولافسكي. - "كوارتيت" لجيمس ايفوري. - "النزهة القاتلة" لكلود ميللر. - "الصيف القاتل" لجان بيكير. - "انطونييتا" لكارلوس ساورا. - "سابواي" للوك بيسون. - "كميل كلوديل" لبرونو نويتين. - "الصيف القاتل" لجان بيكير. - "انطونييتا" لكارلوس ساورا.