بما أن مبيعات السيارات التخصصية والترفيهية إجمالاً آخذة في النمو ويزداد تهافت صانعين عموميين كثيرين من أوروبا والولاياتالمتحدةواليابان وصولاً الى كوريا الجنوبية عليها، لم يبقَ أمام الماركات المعهودة تقليدياً في هذه القطاعات إلا رفع العتبة التكنولوجية أكثر وأكثر. وقد يكون في تلك الظاهرة أحد الأسباب الرئيسية وراء الغنى التقني الذي خصّت به مرسيدس-بنز كوبيه "سي إل كاي" الذي سينزل الصيف المقبل. فمع أن التطوّر العلمي والصناعي إنعكسا دوماً مزايا إضافية مع كل جيل جديد من السيارات، يحمل "سي إل كاي" تقنيات عدّة منها ما لم يُعهد بعد في صناعة السيارات. ولحفظ هالة النجمة الثلاثية في قطاع الكوبيه المتوسط الحجم والنامية مبيعاته بإستمرار في أوروبا الغربية من 60 ألف وحدة في 1995 الى 120 ألفاً متوقعة في 2000 وفي الولاياتالمتحدة من 35 ألفاً في 1995 الى 45 ألفاً في 2000، مقارنة بنحو 30-35 ألفاً في اليابان، أعاد صانع شتوتغارت صياغة مفهومه لهذا القطاع من أكثر من زواية. يحل "سي إل كاي" محل الكوبيه الذي عُرِفَ في إحدى صيغ الجيل الماضي من موديل "إي" الكبير، لتتوقّف المقارنة عند هذا الحد. فبينما ينتمي "سي إل كاي" الى موديل "إي" الجديد شكلاً، تعود قاعدته الى موديل "سي" المتوسط-الكبير مع تعديلات طبعاً. وفور رؤية السيارة تتضح دوافع إزدواجيتها: لها من السيارة الكبيرة وقار الصورة، ومن المتوسطة-الكبيرة إنطباع الرشاقة المتوقعة من أي كوبيه رياضي. لكن التشابه بين "سي إل كاي" وبين "إي" لم يبلغ حد "التوأمة"، بل إقتصر على شبه القُربى العائلية. فالناظر الى السيارة يُلاحظ فوراً تباين الأولى عن الثانية لا في عدد الأبواب وإستدارة السقف وغياب أي فاصل معدني بين النافذتين الأمامية والخلفية فحسب، بل حتى في تفاصيل بسيطة مثل تصغير حجم مصابيح "سي إل كاي" وزيادة حدّة إنحنائها، مع تمييز الشبَك الأمامي بوضوح عوارضه الأفقية الأربع، وصولاً الى تآلف عارضتَي الصد مع كل من الواجهة والمؤخّر، وتطعيم الصندوق الأمامي والرفاريف بإستدارات أكثر وضوحاً مما في صيغتَي "إي" الأخريين الصالون والواغن. وتتواصل عناصر التميّز في المقصورة ذات المقاعد الأربعة في الكوبيه: فالخلفيان مستقلان ويمكن طيّهما كلياً أو جزئياً لتوسيع مساحة الصندوق الخلفي. كذلك تختلف تفاصيل التلبيس الداخلي ولوحة القيادة خصوصاً في أعلاها وفي العدّادات الفاتحة اللون في "سي إل كاي". وتبقى تلك الفوارق، على أهميتها، شكلية عندما تدخل في صلب الموضوع الذي يميّز "سي إل كاي" لا عن سيارات الكوبيه المنافسة لها فحسب بل عن السيارات الأخرى بكل بساطة. ولا يُقاس مدى هذا التميّز بمجرّد تضمين "سي إل كاي" أولى صيَغ عائلة محرّكات الأسطوانات الست V-90 درجة الجديدة لدى مرسيدس-بنز، بل في الخصائص التقنية التي تتميّز بها هذه "العائلة" من جهة، وفي تطوّر الشبكة الإلكترونية المنظمّة لمختلف وظائف السيارة. الجديد الخارجي في محرّك "سي إل كاي 320" هو تخليه عن الصيغة المتتابعة Inline للأسطوانات الست، الى صيغة الV. ويتّسع المحرّك الجديد ل3199 سنتم مكعبّة في أسطوانات ست تعمّد الصانع خص كل منها بثلاثة صمّامات عوضاً عن أربعة كما أصبح مألوفاً لدى كثير من الصانعين، لنجاحها في خفض الإستهلاك والتلويث بنسب تصل الى 40 في المئة عمّا يمكن الحصول عليه بصمامات أربعة. ولضمان إحتراق شبه كلي في غرف الإحتراق حظي كل من الأسطوانات بشمعتَي إشعال عُرفَت هذه التقنية أيضاً لدى ألفا روميو، لا تشتعلان معاً بل تباعاً لتوقدَ الثانيةُ ما لم تُلهبه شرارةُ الشمعةِ الأولى. وتبلغ قوة المحرّك 218 حصاناً/5700 د.د.، علماً بأنه يُحافظ على أقصى عزم دورانه 310 نيوتون-متر بين 3000 و4600 د.د.، ما يضمن نشاط التلبية. وتبلغ "سي إل كاي 320" بعلبتها الأوتوماتيكية ذات النسب الأمامية الخمسِ سرعةً أقصاها 240 كلم/ساعة، متخطية ال100 كلم/ساعة في 4.7 ثانية، وبمعدّل إستهلاك عام يناهز 9.9 ليتر في المئة كلم. أما المحرّكان الآخران المتاحان حتى الآن بأسطواناتهما الأربع مع ستة عشر صماماً فهما المعروفان أيضاً في رودستر "إس إل كاي"، وسعة أولهما 0.2 ليتر 136 حصاناً/5500 د.د. و190 نيوتون-متر بين 3700 و4500 د.د.، والثاني 3.2 ليتر مع شاحن مباشر Compressor لرفع قوته وعزمه 193 ح/5300 د.د. و280 ن-م بين 2500 و4800 د.د.، وكلاهما يتوافر مع علبة عادية بنسب أمامية خمس أو أوتوماتيكية بعدد مماثل. قد تكون أهم مزايا "سي إل كاي" إدخالها نظام الخدمة الفاعل Active Service Sysytem, ASSYST المتمثّل بأجهزة مختلفة ترصد حالة الزيت وكيفية إستخدام السيارة لإبلاغ السائق رقمياً بالمسافة المتبقية قبل إستحقاق غيار الزيت، لا كما في أي من السيارات الأخرى التي تحدد تلك المسافة تبعاً لرقم محدد مسبقاً 10 آلاف أو 15 ألف كلم مثلاً، بل تبعاً لإستخدام السيارة في المدينة أو خارجها، بما يمكنه إطالة خدمة الزيت حتى نحو 20 ألف كلم مع المحرّك الأكبر. وهو نظام ستُدخله مرسيدس-بنز تباعاً الى موديلاتها الأخرى، شأنه شأن نظام دعم الكبح Brake Assist الذي يزيد ضغط الكبح في الحالات الضرورية لتقصير مسافة التوقف وهو نظام متكامل مع مانع الإنزلاق الكبحي ABS. وتحفل السيارة بمزايا تقنية أخرى كثيرة، منها ربط الشبكة الإلكترونية والكهربائية لمختلف وظائف المحرّك والعلبة والمقصورة في نظام واحد متكامل، أسرع وأسهل إنتاجاً وأخف وزناً من الأنظمة السابقة التي كانت تربط الوظائف ضمن مجموعات واحدة منها للمحرّك والعلبة مثلاً، وآخر لوظائف المقصورة وغيرهما. وتتوافر "سي إل كاي" في مستويين تجهيزيين، "سبورت" الرياضي و"إيليغانس" الأكثر تركيزاً على الرفاهية الناعمة، مع قائمة طويلة من التجهيزات منها الأساسي والإضافي حسب الأسواق وفئات التجهيز والمحرّكات تُذكر منها أنظمة منع الإنزلاقَين الدفعي والكبحي والوسادات الهوائية المواجهة 2 والجانبية 2 في المقدّم، وكهربائية تحريك النوافذ والمرآتين وفتحة السقف والمقعدين الأماميين، والملاحة الإلكترونية حسب الدول، والقفل المركزي مع تحكم من بُعد ومانع التشغيل القسري للمحرّك، والتكييف والجلد وعناصر الخشب، والتعليق الإلكتروني الضبط وغيرها