نادراً ما بدا الطقسُ "مفصّلاً" لإختبار سيارة مثلما حصل في مناسبة تجربة مرسيدس-بنز "سي إل كاي" كابريوليه الجديدة. فخلافاً لما تشتهيه من طقس مشمس وأنت تتنزه في جنوبإيطاليا أواخر أيار مايو، أول ما تتمناه عند التعرّف على موديل كابريوليه تحديداً هو تنوّع ظروف المناخ قدر المستطاع خلال ساعات الإختبار. المكان: "عقب" الجزمة الإيطالية، بين ليتشه وأوترانتو، نزولاً على الشاطئ الشرقي الى كاسترو ومغاراتها البحرية، الى رأس سانتا ماريا أل بانيو أقصى "عقب" الجزمة، ثم صعوداً الى تارانتو ومنها الى مرفأ برينديزي. الطبيعة؟ قد لا تختلف عن لبنان بأكثر من بعض التفاصيل، ومنها حدودها التي لا يقابلها إلا البحر شرقاً وشمالاً وجنوباً. وسبحان الله، ما أجمل جيرة البحر! خلال ساعات قليلة، لعبت الطبيعة سمفونية فصولها الأربعة في أجمل عروضها. كيف لا وأنت لا تعبر 250 كلم من الشواطئ والقرى والمدن فحسب، بل تخترق الفصول تارة بسقف مكشوف تحت شمس دافئة، وتارة أخرى تحت غيوم متسارعة يكاد مطرها يغدر بك لولا... كبسة الزر التي لا تطلب منك أكثر من 20 ثانية لنقلك من "البلكون" الى دفء الصالون، ثم تحت أمطار غزيرة تجعلك تتوسّل السماء صبرها ساعتَين فقط ريثما تصل الى المطار. بالسقف مكشوفاً، يداعب الهواءُ الشعر بنعومة فلا يزعج الوجه حتى عند بلوغ 220 كلم/س، ولو بدأ الهواء بتسجيل حضوره سمعياً إبتداء من نحو 120-140 كلم/ساعة. أليس هذا جزءاً من إغراءات الكابريوليه؟ وعلى الرغم من تفاعلها مع الطبيعة، تجد "سي إل كاي" كابريوليه فتية "راكزة"، لا هي "شقية" مثل شقيقتها الصغرى "إس إل كاي"، ولا تقترب من شقيقتها الأخرى "إس إل" في أعلى درجات السلّم. بورجوازية أنيقة، تخطّت "سن العصبية" الى عمر الفتوة الناضجة، وتصيب هدفها تماماً في فئات الشباب العابر في أغنى مراحل عمره مهنياً، بين منتصف الثلاثينات وأواخر الأربعينات. هذا إذا تقيّدنا بالعمر على الهويّة، لكن في الواقع، زد بضع سنوات قبلها وبعدها، ولن تخطئ أبداً. فوق ذلك، يتمتّع الموديل الذي سينزل الى الأسواق بين الشهر الجاري أوروبا والخريف المقبل الولاياتالمتحدة واليابان، والذي تنتجه شركة كارمان لحساب ديملر-بنز، بمستوى ملحوظ من التماسك، من دون إرتجاجات هيكلية تُذكر. ثبات السلوك ممتاز في الخطوط المستقيمة حتى ال220 كلم/س، مع دقة واضحة وممتعة لدى التعامل مع المنعطفات بديناميكية راقية، لا بعدائية لا تتناسب فعلاً مع توجه السيارة. فوق ذلك، يأتيك محرّك فئة "320" ذو الأسطوانات الست V، بهدير راقٍ مع نغمة لا تخلو من خشونة رياضية بسيطة عند إستفزاز دوّاسة الوقود. وتتجانس العلبة الأوتوماتيكية تماماً مع المحرّك، ببرمجتها ال"ذكية" التي تنقل النسب عموماً حسب ما تتوقعه منها، صعوداً أو هبوطاً، لا سيما بعد التعوّد على برمجتها. وتبرز نعومة محرّك ال2.3 ليتر أكثر عند إنتقالك الى محرّك ال3.2 ليتر كومبرسور. فعلى الرغم من نعومة الأخير مقارناً بمحرّكات الأسطوانات الأربع عموماً، تجد إختلافاً ملحوظاً في الإنتقال من طابع الأداء "الأرستقراطي" الى آخر أكثر عصبية وبوضوح. لم يشأ المطر الهطول إلا فجأة، وبغزارة، في أحد الشوارع الضيقة في قرية موناتشي. صحيح أن الغطاء كهربائي ولا يتطلّب أكثر من عشرين ثانية لينغلق تماماً، لكن عليك التوقف ليعمل نظامه الهيدروليكي-الكهربائي... وتعرف صبر السائقين اللاتينيين إذا أخّرتهم لسبب لا يعنيهم. في الحقيقة، بلغ زخ المطر حداً غسل عني آخر رواسب الشعور بالذنب من وقف السير ريثما أغلق السقف فوراً: لن تخرب الدنيا في عشرين ثانية. من هناك، تحوّلت السيارة الى صالون هادئ ودافئ، ولا يشوب سقفَه بروزُ أي عناصر معدنية من نظام الفتح/الإغلاق، أو أي نقطة ماء تتسلل من هنا أو هناك، حتى تحت المطر الغزير. سرعة بالغة في إزالة غشاء الرطوبة عن الزجاج الأمامي والنافذتين، وخصوصاً عن الزجاج الخلفي ليس بلاستيكياً، وصوت الهواء لا يبدأ في الدخول فعلاً قبل نحو 120-140 كلم/ساعة. ويشير الصانع الى إمكان إدخال السيارة الى المغسل الآلي شرط تحاشي إختيار الغسيل الحامي مع الشمع، أو أو بأجهزة الضغط المائي العالي. وتلفت في السيارة مساحتها الداخلية والجودة الواضحة في مختلف تفاصيلها. فالراحة ليست محصورة بالسائق والراكب الأمامي، بل تشمل الراكبين الخلفيين مسهّلة عليهما الدخول والخروج، كما تتيح مساحة جيدة أمام أقدامهما. إرتفاع السقف ممتاز في المقدّم، ومقبول في المؤخّر جيد لكابريوليه. الرؤية ممتازة عموماً في معظم الإتجاهات، لكنها تصبح محدودة نسبياً في الزواية الواقعة بين الزجاجَين الخلفي والجانبي المستوى الموازي للعمود "ج" C، كما هي الحال في الواقع في معظم موديلات الكابريوليه عند تغطيتها. ومع أنه يسهل ضبط وضعية الجلوس بسهولة بفضل وقوع وسائل التحكّم المختلفة في متناول العين واليد، يؤسف لبقاء إمكان تعديل إرتفاع المقود وعمقه ضمن قائمة التجهيزات الإضافية مع الأسطوانات الأربع تجهيز أساسي مع الأسطوانات الست. تصميمياً، يمكن تفصيل المقصورة بموادها وألوانها من خيارات عدة، ضمن إطارَين عامين، أولهما محافظ في "إيليغانس" التي تحظى بالتلبيس الخشبي عقد الجوز لعدد من عناصر اللوحة الأمامية والوسطى وفي تلبيس البابين، مع لمسات كروم لإغناء الطابع المحافظ، بينما يُستعاض عن الخشب والكروم في فئة "سبورت" بتلبيس بلاستيكي شبيه بألياف الكربون، مع عدّادات فاتحة اللون. ويمكن تنسيق الألوان الداخلية لتتباين بوضوح بين ألوان المقاعد وجزءَي اللوحة الأعلى والسفلي، أو لتتجانس بنعومة مُحافظة الطابع في "إيليغانس"، علماً بأنه يمكن إختيار التلبيس الجلدي ثلاثة ألوان لأي من الصيغتين، كما يتوافر السقف القماشي في ثلاثة ألوان أزرق أو أخضر أو أسود. مساحة الصندوق الخلفي معقولة جداً 350 ليتراً لقطاع السيارة، حتى بعد كشف الغطاء تصبح 237 الذي يستتر تماماً تحت الحافة الأنيقة ذات النتوئَين الرياضيي الطابع. أبرز التجهيزات الأساسية تشمل قائمة التجهيزات الأساسية في فئات الموديل الذي سيباع في ألمانيا بعد الضرائب بين 68200 200 و90600 مارك 320، العناصر التالية: * وسادتان هوائيتان مواجهتان للسائق والراكب الأمامي، وأخريان مجانبتان لهما واحدة في كل من البابين، وسعتها 16 ليتراً. * حزاما حماية أماميان ذاتيا الإنسحاب بضعة سنتمترات لشد الراكب الى مقعده في حال حصول حادث ثم التمدد بضعة سنتمترات أيضاً بعد الحادث لمنع تضرر الصدر والعنق من شدة الحزام، إضافة طبعاً الى حزامَي الحماية الثلاثيي التثبيت في المؤخّر. * مسندا الرأس الخلفيان يرتفعان أوتوماتيكياً نحو 7 سنتم عند رصد أي خطر لإنقلاب الهيكل، لحماية رؤوس الركاب. * مانع الإنزلاق الكبحي ABS، مع نظام كبح بأربعة أقراص الأماميان مهوّآن. * مانع الإنزلاق الدفعي Acceleration skid control, ASR. * نظام دعم الكبح يزيد ضغطه أوتوماتيكياً في الحالات الطارئة، Brake Assist. * النظام الكهربائي-الهيدروليكي لفتح السقف وإغلاقه 20 ثانية، بكبسة زر وتحرير مقبض واحد فوق المرآة الداخلية. * كهربائية تحريك النوافذ الأربع، والمرآتين الخارجيتين مع وظيفة تحرّك المرآة البعيدة أوتوماتيكياً عند تركيب نسبة الرجوع، لإظهار حافة الرصيف من موقع السائق. * القفل المركزي مع تحكّم من بُعد بواسطة المفتاح الإلكتروني من دون أسنان معدنية، وبالتالي، ليس هناك مفتاح يمكن صبّه لسرقة السيارة. وكما في الكوبيه، تتضمّن وظائف النظام بعضها يعمل بواسطة الأشعة ما دون الحمراء، وبعض آخر بالذبذبات فوق السمعية إمكانات فتح مختلفة بين الأبواب والصندوق وفتحة ملء الوقود. * تلبيس جلدي للمقود ولمقبض غيار السرعات، ومصباحا ضباب أماميان، وعجلات ألومينيوم تصاميم مختلفة حسب الفئات. * "نظام الخدمة الفاعلة" ASSYST, Active Service System المتوافر أساسياً مع مختلف محرّكات الموديل، وهو يرصد ظروف الزيت وكمّية رواسب المعادن فيه قبل تحديد موعد غياره، بحيث تتبدّل مهلة الغيار تبعاً لظروف إستخدام السيارة. وترصد أجهزة النظام أيضاً أي وجود للماء أو البنزين في الزيت، لإنذار السائق من الخلل. بذلك أمكن رفع معدّل خدمة الزيت في "سي إل كاي" الكوبيه والكابريوليه من 15 ألف كلم الى نحو 18500 كلم في محرّكَي الأسطوانات الأربع، والى 20 ألف كلم في محرّك الأسطوانات الست. أبرز التجهيزات الإضافية برنامج الثبات الإلكتروني ESP, Electronic Stability Program، ولا يمكن طلبه إضافياً إلا مع محرّك الأسطوانات الست. وهو نظام أكثر شمولية من مانع الإنزلاق الدفعي ASR، إذ يتدخّل بتخفيف البخ عن المحرّك أولاً، ثم إذا لزم الأمر بكبح أي من العجلات الأربع وليس عجلتي الدفع الخلفيتين فحسب إن مالَت الى الإنزلاق الدفعي. وعند مبالغة الهيكل أو تلكؤه في الإنعطاف Oversteer/understeer، يتدخّل النظام أولاً بتخفيف البخ عن المحرّك لتهدئة العزم، ثم يوزّع قوّة الكبح بين العجلات لتدخل السيارة المنعطف حسب توجيهات السائق. * نظام التكييف أساسي في "320". وعند كشف السقف، يتحوّل المكيّف من رصد الحرارة الداخلية الى رصد الخارجية لتحديد أدائه. * إمكان تعديل إرتفاع المقود وعمقه أساسي في "320". * نظام باركترونيك Parktronic للإبلاغ سمعياً وبصرياً عن مدى إقتراب عارضتي الصد من أي حاجز، مع مؤشّرين بصريين أحدهما فوق لوحة القيادة، والآخر بين مسندَي الرأس الخلفيين لتسهيل رؤيته عند الرجوع. * هاتف قابل للتشغيل من دون لمس. * شبك مانع لتلاعب الهواء Draught stop وراء السائق والراكب الأمامي، وهو تجهيز أساسي في فئة "320". سهل الفك والتركيب والتوضيب في الصندوق. * التحريك الكهربائي للمقعدين الأماميين مع ذاكرة إلكترونية. * رذّاذات تنظيف المصابيح الأمامية. * وظيفة التشغيل الأوتوماتيكي للمسّاحة الأمامية فور تبلل الزجاج. * مقاعد جلدية ثلاثة خيارات ألوان. * نظام أوتوبايلوت Auto Pilot للملاحة الإلكترونية. * مصابيح كزينون. * مجموعة من الزوائد والتجهيزات التجميلية الأخرى من شركة "أ إم جي" التابعة لديملر-بنز. خيارات المحرّكات والعلب "سي إل كاي 200 كابريوليه": 4 أسطوانات/16 صماماً، 0.2 ليتر، 136 حصاناً/5500 د.د. و190 نيوتون-متر بين 3700 و4500 د.د. السرعة القصوى 204 كلم/ساعة 201 مع العلبة الأوتوماتيكية، وتتطلّب 12 ثانية لبلوغ سرعة 100 كلم/س 5.12 للأوتوماتيكية. معدّل الإستهلاك العام 4.9 ليتر في المئة كلم 5.9 للأوتوماتيكية. * "سي إل كاي 200/كومبرسور كابريوليه": 4 أسطوانات/16 صماماً، 0.2 ليتر، مع شاحن مباشر كومبرسور، 192 حصاناً/5300 د.د. و270 نيوتون-متر بين 2500 و4800 د.د. لا تتوافر إلا في بعض الأسواق، ومنها الإيطالية والبرتغالية واليونانية، ولأسباب ضريبية. السرعة القصوى 229 كلم/ساعة 226 مع العلبة الأوتوماتيكية، و8.8 ثانية لبلوغ 100 كلم/س 1.9 للأوتوماتيكية. معدّل الإستهلاك العام 8.9 ليتر في المئة كلم 9.9 للأوتوماتيكية. * "سي إل كاي 230/كومبرسور كابريوليه": 4 أسطوانات/16 صماماً، 3.2 ليتر، مع شاحن مباشر كومبرسور، 193 حصاناً/5300 د.د. و280 نيوتون-متر بين 2500 و4800 د.د. السرعة القصوى 230 كلم/ساعة 227 مع العلبة الأوتوماتيكية، و8.8 ثانية لبلوغ 100 كلم/س 1.9 للأوتوماتيكية. معدّل الإستهلاك العام 1.10 ليتر في المئة كلم 3.10 للأوتوماتيكية. * "سي إل كاي 320 كابريوليه": 6 أسطوانات V/18 صماماً، 2.3 ليتر، 218 حصاناً/5700 د.د. و310 نيوتون-متر بين 3000 و4600 د.د. وهي لا تتوافر مع العلبة اليدوية. السرعة القصوى 236 كلم/ساعة، و3.8 ثانية لبلوغ 100 كلم/س. معدّل الإستهلاك العام 9.10 ليتر في المئة كلم. أبرز المقاييس أبرز مقاييس السيارة المبنية على قاعدة موديل "سي" المتوسط-الكبير: الطول 567.4 متر أطول من "سي" ب80 ملم والعرض 722.1 وقاعدة العجلات 690.2 والإرتفاع 380.1، وقطر اللفة الدائرية الكاملة 7.10. مقياس العجلات 7x16 بوصة، والإطارات 205/55 آر 16 تتوافر خيارات إضافية أخرى. الوزن الصافي إزداد نحو 15 في المئة عمّا في الكوبيه، نظراً الى ضرورة تمتين الكابريوليه في غياب السقف المعدني 1575 الى 1695 كلغ حسب الفئات والتجهيزات، مع إمكان التحميل حتى 480 كلغ 450 كلغ مع "320" نظراً الى زيادة وزنها الصافي أساساً بسبب زيادة تجهيزاتها الأساسية. سعة خزّان الوقود 62 ليتراً.